من أسرار أسماء السور ( سورة يس )

من خلاصات العلوم الكشفية

– عنوان المحاضرة : من أسرار أسماء السور ( سورة يس )

– المحاضر : د. سناء صبري

– المحاضرة : نصية

– قدمت في : FG – Group Academy -Turkey


بسم الله الرحمن الرحيم ..

والحمد لله رب العالمين ..

مَن تقدَّست أسماؤه وعَلَت صفات ذاته ..

وكانت حروفه مُوصِلاتٍ كونية لإرادته الإلهية الأزلية الأبدية ..

وبقُدرة حتمية .. سبحان الحيّ القيوم العليم أبداً ..

والصلاة والسلام على سيدنا محمد مَظْهَر أم الكتاب

سر لباب الذات الكامل التام الأشرف وعلى آله وصحبه ومحبيه

أهلاً بكم جميعاً في فعاليات مهرجان علوم القدرات النورانية ..

حيث قدمنا لكم خلاله العديد من القدرات المتفوقة وعلومها ..

أهلا بكم جميعاً في أمسية مميزة في هذا الحدث المميز ..

حيث أننا في بحور القدرات النورانية وعلومها الخاصة .. وبالتالي فمحطتنا اليوم مع القدرات الكشفية .

لقد رأينا ودرسنا في الأمسيات السابقة تأثيرات الحروف وطاقاتها على اسماء الاشخاص ..

وكيف تتميز وتظهر  شخصياتهم  جرّاء ذلك .

لكن هكذا حدث مميز يتطلب تحليلات  مميزة ..

لذلك سأكون معكم في الدقائق القادمة لنتحدّث عن سورة يس ، وحروف سورة  يس .

حيث سنقوم بتحليل اسم السورة ، ثم نراقب ذلك التحليل كيف هو مفصل في قلب السورة .

سماحة العارف بالله الشيخ د.هانيبال يوسف حرب :

سؤال لك سيدتي قبل أن تشرعي باتحافنا بالمعلومات  من فضلك ؟

د . سناء صبري :

تفضل سماحتكم .

سماحة العارف بالله الشيخ د.هانيبال يوسف حرب :

هل تصورت يوم علمتك هذا العلم أنه سيصل بك إلى مدارج تحليل أسماء السور القرءانية ومعارجها ؟

د. سناء صبري :

بصراحة لم اتوقع وصولي لهذا المستوى من القدرة الكشفية .. بان احلل اسماء سور القرءان الكريم .. ولكن الله سبحانه وتعالى فتح لي وقدر ، والحمد لله رب العالمين ، بفضل دعمكم وتنميتكم لهذه القدرة ها أنا ذا .. وصلت الى هذا المستوى المشرف .. والحمد لله رب العالمين .

سماحة العارف بالله الشيخ د.هانيبال يوسف حرب :

أشهد لك أنك باحثة وفية لعلمك وأنك عملت بما تعلمت ..

وأشهد أنك من أكثر الباحثين في هذا العلم الكشفي الذين عملوا بصدق على دخول معارجه في حين أن الكثيرين ممن تعلموه مازالوا يراقبون إبداعاتك فيه .. هنيئاً لك .

أنا بكل تواضع أفخر بك في سماء النور الكشفي ..

وأفخر بك بين كل أولياء الأرض لأنني دائماً أقول لهم هذه المضيئة التي أدت مالم يؤده الكوكب اليوم .

شكراً لك لقبولك المحاضرة في المهرجان ..

واشكر الحاضرين الذي سمحوا لي بهذه المداخلة القصيرة ، وها أنا أعود إلى صف المشاركين المستمعين والمتابعين لمحاضرتك فتقدمي واتحفينا بها .. مشكورة .

د. سناء صبري :

شكر الله لكم معلمي ومرشدي ، وأنا اشهد أنك علامة هذا الزمان بجمال الحب ..

أكرمكم الله تعالى جميعاً .

نتابع أعزائي .. نقدم لكم الآن تحليل اسم سورة يس (( تحليل اسم السورة )) :

نجد من خلال تحليل الحروف أنّ :

– آيات السورة تمتاز بالوضوح والخطاب الواضح الصريح .

– لها سيادة خاصة .

– تشير  بعض اياتها  عن انواع من المشاكل .

– تحتوي السورة أيضاً على مجموعة من قوى خاصة المتنوعة .

– من صفاتها أيضاً العدالة والمساواة .

– يوجد فيها ليونة ويسر .

– سارية ومتغلغلة في كل الأكوان .

– ظاهرة بعوالمها وما تحتويه من معاني وأسرار .

– تظهر السورة مظاهر كثيرة في الخيرية .

– سورة لها جاذبية خاصة .

– تشير إلى عوالم من المتعة واللهو .

– تحتوي على تفاعلات وروابط منطقية .

– فيها ظهور لخاصية الاستفادة من الظروف .

– سورة فيها قدرة كبيرة على احتواء العلم وتعليمه .

– من عوالم السورة الخاصة قدرة سرعة الخاطر .

– آياتها متنوعة بين الشدة والتوسط والرخاوة .

– هذا كان بعض من صفات اسم سورة يس .

والآن اعزائي سوف نراقب معاً هذا التحليل كيف هو مفصل في قلب السورة :

– من صفات التي تحدثنا عنها بالتحليل السابق صفة تغلغل وسريان في ذاتيات الاشياء :

سورة يس هي قلب القرءان الكريم ، والقلب هو الاساس النابض بالحياة وهو محور هذه الحياة ، فكما نجد قلب الانسان هو حياته والمزود لكل الاعضاء بمقومات الحياة فكذلك سورة يس هي القلب النابض الساري في كل الايات الباعث لها بالنور والحياة ، ومن هنا نقول أن هذا السريان هو سريان الرحمة في كل شي فالقرءان هو كلام الله تعالى الساري في الأكوان ويس قلب هذا السريان .

– من صفات هذه السورة أيضاً أن فيها بركة :

الخير والبركة هما مطلب الناس في هذه الحياة ، ففيها البركة بالرزق المادي والرزق المعنوي وتقضى بها الحوائج وطلب الزيادة والرحمة والمغفرة وما إلى ذلك من أنوار البركة والرحمات .

تحدثت آياتها ايضاً عن مواقف فيها لين ويسر خلقها الله عز وجل  كرامة لبني آدم سهل بها عليهم حياتهم في الأرض وهي ضرورية لاستمرار الحياة منها  نزول المطر وانبات الزرع وتسخير الانعام وما إلى ذلك .

قال تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ {71} وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ {72} وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ {73} سورة يس .

قال تعالى : { وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ {33} وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ ٱلْعُيُونِ {34} لِيَأْكُلُواْ مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ {35} سورة يس .

تحدثت السورة عن قدرة عظيمة وهي قدرة العلم والتعلم :

فقد اشارت السورة الكريمة إلى القدرة التي أعطاها الله سبحانه وتعالى الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المعلم الاعظم وهي القران الكريم ، حيث علمه الله تعالى علم الأولين والآخرين وفضله بهذا العلم على سائر المخلوقات جميعها .

قال تعالى : { وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ {69} سورة يس .

من الصفات التي تكلمنا عنها بالتحليل السابق أيضاً صفة السيادة :

قال تعالى : { يسۤ {1} وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ {2} إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ {3} عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {4} سورة يس .

فبأسلوب النداء في بداية السورة أشارت الى سيادة سيدنا محمد هو سيد البشر والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم .

وإلى أنه ما بلغ أحد من المرسلين إلى رتبته في السيادة، وذلك أنه تعالى أقسم بالقرءان الحكيم أنه لمن المرسلين على صراط مستقيم .

من الصفات البارزة في سورة يس الجهر الصريح :

نجد آيات السورة تمتاز بالوضوح والخطاب الواضح الصريح ..

فبدأت الآيات في أسلوب النداء جاهرة بخصوصية سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان الخطاب في كل السورة يظهر فيه الجهر الشديد ، وقد رأينا من خلال الآيات الكريمة أن نوع الخطاب كان واضح وصريح فكان فيه الوعيد والتهديد .

بدأ بالنداء ثم تدرج الى الانذار والوعيد ثم التهديد .

وقد تخلل ذلك وعلى الغالب في القرءان الكريم التناوب بين الوعيد والترغيب فذكر في عدة مواقع النعم والجنات والايات العظام وكل ذلك يندرج تحت الجهر الشديد .

من صفات سورة يس أيضاً الخيرية :

من أبرز صفات الخيرية التي وردت في سورة يس نداء للخير الاعظم للبشرية وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكانت ولادته خير للبشرية جمعاء لتخرجهم من الظلمات الى النور ..

كما ظهرت هذه الصفة في عدة مواقع من السورة وأبرزها  قصة الرجل الذي جاء من اقصى المدينه فقد جاء سعياً يطلب من الناس اتباع الرسل للنجاة ، وأن النجاة في اتباع الرسل وهنا الخير ويهديهم الى الصراط المستقيم وان يعبدوا الله وحده لا شريك له .

من الصفات الهامة والمميزة في السورة تفاعلات وروابط منطقية :

وقد ظهرت القوة المنطقية في معظم آيات السورة فقد تكلم معهم بمنطق العقل البسيط حيث قال تعالى : { وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {22} سورة يس .

فالله سبحانه وتعالى هو المستحق بالعباده فهو الذي خلق الانسان وإليه يرجع الانسان لذلك فهو المعبود الحق ..

وخاطبهم بطريقة العقل المنطقية ليسهل عليهم تقبلها ببساطة عندما قال أنه إذا عبدت الله تعالى لماذا يعذبني ؟

قال تعالى : { أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ {23} سورة يس .

فتكون النتيجة في ضلال مبين والنتيجة المنطقية أن أؤمن .لانهم لن  ينفعوه بشيئ .

قال تعالى : { إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ {25} سورة يس .

فكان الجواب : { قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ {26} بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ {27} سورة يس .

القوى  الخاصة من السمات الهامة في سورة يس :

حيث تكلمت الآية عن قوة خاصة وهي من خصوصية الآية الكريمة :

قال تعالى : { وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ {9} سورة يس .

فكان لهذه الآية خصوصية في حادثة الهجره النبوية عندما خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم مهاجراً الى المدينة المنوره حيث أراد أبو جهل ومن معه الإمساك بالنبي عليه الصلاة والسلام وقتله ولكن الله تعالى أنزل على أبصارهم الغشاوة فلم يبصروه .

وقد اظهرت السورة قوة ملائكية خاصة أيضاً وهي النفخ بالصور ..

 قال تعالى : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ {68} سورة الزمر .

من أعظم القوى قوة خاصة بالله عزوجل دلت على الخالقية المطلقة :

قال تعالى : { أَوَلَـيْسَ ٱلَذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاواتِ وَٱلأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَىٰ وَهُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ {81} إنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ {82} فَسُبْحَانَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {83} سورة يس .

كما رأينا أيضاً قوة خاصة من ( القدرات الكشفية ) من خلال تكلم أعضاء الانسان يوم القيامة وكيف تشهد على الانسان بما عمل من أعمال خير أو أعمال الشر خلال حياته حيث قال تعالى : { الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ {65} سورة يس .

يختم الله سبحانه وتعالى على الأفواه فتنطق ايديهم وارجلهم على اعمالهم في الحياة الدنيا وهذه قدرة خاصة يمنحها الله سبحانه وتعالى لأعضاء الانسان لتكون شاهدة على اعماله فلا يستطيع انكارها .

ومن القدرات الخاصه لسورة يس أيضاً انها لما قرأت له :

فيحصل معها قضاء الحوائج وتسيهل الأمور التي ينويها القارئ بقراءته .

من الصفات أيضاً التي تكلمنا عنها بالتحليل السابق صفة سرعة الخاطر :

قال تعالى : { لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ {57} سورة يس .

وقد اشارت الآية الكريمة الى عوالم الجنة ، فأظهرت سرعة الخاطر وانفعال الجنة لما يخطر على بال صاحبها فبمجرد تفكيره بطلب معين أو متعه خاصة تكون حاضرة  بالآن واللحظة .

تحدثنا أيضاً عن صفة العدالة من خلال تحليل اسم السورة الكريمة فوجدنا هذه الصفة  في الآية التالية :

قال تعالى : { فَٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {54} سورة يس .

فهي العدالة المطلقة يوم الحساب حيث ينصب الميزان ويمسك كل انسان بكتابه بنفسه فلا يظلم يومئذ احد ، فكفى الانسان يومئذ على نفسه حسيبا .

نأتي الآن إلى ظهور خاصية الاستفادة من الظروف ، من خلال تحليلنا لسورة وجدناها ظاهرة من خلال الآيات التالية :

قال تعالى : { وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ {37} سورة يس .

فالتسلسل الكوني في الايات يعطي منطقية الاستفادة من الظرف القائم  حيث قال تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ {71} سورة يس .

قال تعالى : { وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ {73} سورة يس .

قال تعالى : { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَآ أَنتُم مِّنْه تُوقِدُونَ {80} سورة يس .

قلنا بالتحليل السابق لاسم الآية الكريمة : أن لها جاذبية خاصة ..

ولعل الكل يجد في نفسه جاذبية خاصة لهذه السورة فهي تتمتع بهذه الخصوصية بشكل عام

وقد ورد من خلال آياتها أيضاً مواضع فيها جاذبية ، مثلاً :

قال تعالى : { تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ {5} سورة يس .

فوجدنا هنا جاذب خاص وهو العزة والرحمة بالتنزيل .

وقال تعالى : { اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ {21} سورة يس .

وهنا وجدنا جاذب مخصص وهو الهداية .

قال تعالى : { .. قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ {26} بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ {27} سورة يس .

وهنا وجدنا جاذب الاكرام الإلهي .

قال تعالى : { إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلذِّكْرَ وَخشِيَ ٱلرَّحْمـٰنَ بِٱلْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ {11} سورة يس .

وفي هذه الآية كان الجاذب المغفرة والأجر الكريم .

تحدثت الآيات الكريمة عن اللهو أيضاً وهو ما تكلمنا عنه كذلك بتحليل اسم السورة ..

قال تعالى : { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ {55} هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ {56} لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ {57} سورة يس .

هنا وجدنا صفة اللهو والمتعة التي اكرم الله تعالى بها اصحاب الجنة وهي من أعلى وأرقى أنواع المتع واللهو الذي اعده الله سبحانه وتعالى لاحبابه المؤمنين .

سلطت السورة الكريمة الضوء على مشاكل معينة ويتضح ذلك في الآيات التالية :

قال تعالى : { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ {13} إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ {14} قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ {15} قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ {16} وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ {17} قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ {18} سورة يس .

من خلال هذه الآيات نرى أن عمل المرسلين ما كان إلا التبيلغ والانذار كما امروا والذي يعود بالمنفعة على أهل القرية إن اتبعوا ، فما كان جواب أهل القرية إلا الرجم والتهديد بالعذاب حيث افتعلو مشكلة ، فكان جواب الرسل أنكم بجهلكم سوف تعذبون ، فنرى كيف أن الآية صورت لنا المشكلة أجمل تصوير برد أهل القرية على الرسل ولم تكن من كسب ايديهم ، بل كانت ايديهم ممدودة للخير .

وقال تعالى : { وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ {46} سورة يس .

هنا نجد أن إعراضهم عن الأمر الإلهي سبب لهم مشكلات كثيرة ( في الدنيا والآخرة ولا يخفى على أحد أن الحزن وقلة المال والولد ما هي إلا بكسب أيدينا والبعد عن الفطرة السليمة في اتباع الحق ) .

كل هذه الآيات تكلمت عن المشكلات التي كان يقوم بها الضالون من عناد وتكبر وإعراض  عن الحق ، فلا يأتيهم منه آية من آيات الله ؛ لينجيهم من بحر الغفلة ويريحهم من تيه الحيرة إلا قابلوه بإعراضهم ونازعوه باعتراضهم .

تكلمنا في تحليل اسم الآية الكريمة عن صفة الانسانية والرقي :

نأخد مثال الآية الكريمة .. قال تعالى : { وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ {41} وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ {42} سورة يس .

اشارت الآية الكريمة إلى جانب السلوك الراقي للذات الانسانية للوصول إلى الكمال

حيث اشارت الآية  إلى حمل عباده في سفينة الشريعة التي هي منهج ودستور التعامل الانساني بأسمى وارقى حالته فكانت اشارة لأهمية السلوك لانتشال الذوات من بحر الدنيا المتلاطم الى شاطئ الوصول الكمالي ، هذا القرءان الحكيم الذي ذكر في بداية السورة ماهو إلا خزانة  متكاملة لعلوم ودساتير الاتباع ، فكان القرءان الكريم اعظم دستور للانسان الكامل بما يحمله من عقائد وشرائع تسعى إلى تكريم الانسان والرقي به لأعلى المراتب .

والآية الاولى ( يس ) التي هي نداء لمن بعث ليتمم مكارم الاخلاق ، وهي كذلك نداء للورثة المحمديين سادة الرقي والانسانية في كل زمان من بعده فالتابع لا يفرد بالحكم .

وهناك صفات وأسرار كثيرة من حروف هذه السورة النورانية المباركة ..

ولكن هذا ما سمح لنا به وارد الوقت ..

اشكر الله سبحانه وتعالى أن علمنا من علمه وفتح لنا بهذه العلوم القرءانية اللدنية  الشريفة ..

 كما اشكر معلمي ومرشدي علامة الديار الشامية الشيخ د.هانيبال يوسف حرب حفظه الله تعالى الذي منحني هذه الفرصة وعلمني مما اعطاه الله  تعالى والشكر والتقدير له على كل ما اعطى وعلم جزاه الله عنا كل خير وحب ..

فالحمد والشكر وتحديثا بنعمة الله تعالى عليَّ فأنا أعيش بها جنتي على الارض وإن شاء الله سوف أحيا بها في جنتي في ملكوت الرب بقدراتها الفائقة البديعة ..

نرجو من الله أن تكون حروفنا مشرقة مزهرة في حياتنا الدنيا ومنيرة زاهرة في جنات الخلد  في الآخرة . 

نلقاكم في محاضرات قادمة إن شاء الله تعالى مع اشراقات حرفية جديدة ..

ربنا يكرمك ويرضى عليك وعلى الحاضرين .

سماحة العارف بالله الشيخ د.هانيبال يوسف حرب :

الحمد لله رب العالمين هذا علم خاص هذا اول ظهور له في الأرض بهذه العلنية والمكاشفة المدونة والموثقة .

شكراً لك د. سناء صبري .

اليوم أكرمنا الله تعالى بروحين كريمين تلقيناهما من د. سناء ومن اللومينوس الأستاذ محمد ياسر أشكركما .. وبارك الله بكما .


تمت والحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى