قدرة التسخير

من علوم التسخير

– عنوان المحاضرة : قدرة التسخير

– المحاضر : د. منى حمادي

– المحاضرة : نصية

– قدمت في :  FG – Group Academy -Turkey


الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على حبيبنا محمد وآله وصحبه أجمعين

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً

إنك تجعل الحزن إذا شئت سهلا سهلا

لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين

رحمتك نرجو .. إن ربك هو الفتاح العليم

سبحان ربي العلي الأعلى والوهاب

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى المنبعثة في لطائف الحب والمتبلجة في رياض القلب وبركاته المنثورة بأطياف الود ورحيق القرب .

في أولى دقائقنا أود أن أحمد الله تعالى أن أكرمنا بهذه النفحات الرضوانية التي تهل علينا كل عام بخصوصية زمانية فريدة ، وأتوجه بعبق هذه النفحات إلى سيدي العارف بالله تعالى بشارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتهنئته بهذا المجد والتشريف الرباني على مدار الزمان وأبارك له هذه الرفعة المجيدة في هذه الدورة الثالثة لمهرجان القدرات النورانية ..

وأشكر جميع القائمين على إنجاح هذا المهرجان وأتمنى النجاح الدائم والتميز لجميع المحاضرين .

 

– التسخير : إخضاع .

سخَّر : أخضع وذلَّل وقهرَ بما لا يريد .

فالتسخير هو إخضاع للمسخَّر ومحو لأي فعل ذاتي يمكنه القيام به ، فطالما هو مسخَّر فهو

خاضع بالكلية للمسخَّر له .

بهذه القوة الحاكمية والهيمنة الكليَّة أطلق الله تعالى لعباده ( قدرة التسخير )

حيث ارتضى أن يسخِّر لهم الكون بما فيه ، وقد فصّل في هذا الشأن إذ قال عزَّ وجلَّ في الآية (13) من  سورة الجاثية : بسم الله الرحمن الرحيم : { وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } .

وكذلك فقد سخر للإنسان السحاب حيث قال عزَّ وجلَّ : بسم الله الرحمن الرحيم : { وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } .

وسخر له الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار :

حيث قال عزَّ وجلَّ في الآية (12) من سورة النحل : بسم الله الرحمن الرحيم : { وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } .

ومن صور القدرة التسخيرية للشمس على سبيل المثال :

أن يوشع بن نون – فتى سيدنا موسى عليه السلام – خرج ببني إسرائيل قاصداً بهم بيت المقدس وفي طريقهم خاضوا معارك كثيرة وفي المعركة الأخيرة التي بدأت في يوم الجمعة وأوشكوا فيها على تحقيق الانتصار قاربت الشمس على المغيب .

ومن المعروف أن اليهود لا يعملون يوم السبت أي عمل فخشي يوشع بن نون أن يخسروا فنظر إلى الشمس وقال : ” إنك مأمورة وأنا مأمور ، اللهم احبسها عليَّ “ فتوقفت الشمس مكانها وبقيت واقفة إلى أن فتح بيت المقدس ودخله .

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ” إن الشمس لم تُحبَس لبشر إلا ليوشع ليلة سار إلى بيت المقدس ” .

وكذلك فقد سخر الله تعالى لللإنسان البحر حيث قال عزَّ وجل في الآية (14) من سورة النحل : { وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } .

ومن صور القدرة التسخيرية للبحر مشي الصحابي سعد بن أبي وقاص في معركة القادسية على سطح البحر هو ومن معه .

وكذلك العلاء الحضرمي رضي الله تعالى عنه حين بُعث إلى البحرين حيث قال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه : ” فمشينا على الماء فو الله فما ابتلت قدم ولا خف بعير ولا حافر دابة وكان الجيش أربعة آلاف ” .

وكذلك سخَّرَ للإنسان الفُلك والأنهار والطير والبُدن والأنعام .. حتى أننا واتباعاً للهدي المحمدي فإننا في كل مرة نقوم بها باستخدام وسيلة نقل فإننا نقول الدعاء الموصى به وهو ( بسم الله والله أكبر .. الحمد لله الذي سخَّر لنا هذا وما كنا له مقرنين ) ..

وفي ذلك تذكير حثيث على وجوب معرفة الإنسان على مدار الوقت أنه المَعني بالتسخير الكوني .

هذا ما كان بشأن تعريف ومعنى التسخير ..

أما مايخص معنى ( القدرة ) فأجمل وأبهى تعريف لها ما عرَّفها به سيدي العارف بالله تعالى بشارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الشيخ د.هانيبال يوسف حرب حفظه الله تعالى حيث قال :

القدرة : ( هي تلك الهبة الإلهية التي يمنُّ الله سبحانه وتعالى بها على هذا الكائن ليستطيع من خلالها أن يمارس تجليات اسم الله القادر في هذا الوجود ، فهي عبارة عن قوة ممنوحة من الحق يستطيع من خلالها الإنسان أن يُمارس تأثير ما في هذا العالم ) .

ولا شك أن لكل إنسان قدرته الخاصة به والتي قد لا يشترك فيها مع أحد في الكون ومن هنا كانت الفردانية .

وبموجب هذه القدرة الخاصة تكون قوته وقدرته التسخيرية الخاصة من خلال توافقه مع الأكوان .

وهذه القدرة لا يمكنه التعرف عليها وممارستها إلا من بمعرفة ولي مرشد يعرِّفه عليها في ذاته ؛ وذلك أن الولي المرشد هو الدلَّال لمعرفة الحق والوصول إليه .

ولا تكون معرفة الإنسان لنفسه بقدراته وما ينطوي عليها إلا إذا عرف ربه حيث ورد في الحديث الشريف والذي هو بمرتبة الحسن : ” مَن عرف نفسه عرف ربه ” .

ولما كانت أولى واجبات المكلف هي معرفة الله تعالى ، فإنَّ التزامه بهذه المعرفة الأولية كانت له معرفة نفسه ومن عرف نفسه عرف قدراتها وموقعها في الكون ومهمتها في الحياة .

هذا مايخص تعريف القدرة والتسخير .

 

– سؤال : د. منى لو سمحتي ، كيف الإنسان بعرف نفسه ؟

الجواب : لا تكون هذه المعرفة دقيقة وصحيحة إلا بمعرفة الولي المرشد الذي يدل المريد على طريق الله تعالى والسلوك فيه ومن خلال هذا السلوك تكون المراقبة الذاتية للنفس والعمل على تخريج مكنوناتها وتهذيبها والارتقاء بها في مراتب ومقامات الارتقاء السلوكي حتى الوصول ، وبموجب هذا الارتقاء يتعرف علىى نفسها فيعرفها بمرآة ذاته .

 

– شروط فاعلية التسخير :

كي يستطيع الإنسان أن يستحكم قدرة التسخير يجب عليه أن يتمتع بالشروط التالية :

أولاً – العلم : العلم فرض على كل مسلم ، وأرقى وأهم وأسمى العلوم هي العلوم الشرعية التي يستطيع الإنسان من خلالها الالتزام بالأوامر والنواهي الإلهية .

وكلما تعمق الإنسان بالعلم كلما ازداد ارتقاءً و شهدته الأكوان و غبطته وخضعت بطواعية له حتى أنه جاء في الحديث الشريف : ” وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم “ أي أنها تخضع وتتواضع لطالب العلم على وجه الخصوص لما تراه من النور العلمي المتوهج في ذاته وتصبح طيِّعة مسخرة لخدمته لذلك كان العالِم الرباني أكثرمَن تتوافق الأكوان معه وتخضع له .

ثانياً – المعرفة : وهي المعاينة والخبرة لدقائق الكون ، وقلما تتحصل المعرفة قبل العلم ،

 فكلما عرف الإنسان وفهم دقائق الموجودات الكونية بخبرته الذاتية المباشرة كان أكثر قدرة على التسخير وذلك لإحاطته العلمية المعرفية بالموجود القابل للتسخير .. وبالتالي تصبح المعرفة قوة وسطوة فاعلة تنفعل لها الأكوان .

ثالثاً – قوة الإيمان : فلا بد من الترقي بالإيمان والوصول إلى اليقين أن الله تعالى هو الفاعل في التسخير الكوني وهو الذي يمد العبد بأنواره ليفعل في الكون ، وهو الذي قرر بتسخير الكون للعبد ، فلا حول للعبد ولا قوة إلا بالله تعالى .

وأي غفلة عن هذا الشهود الإيماني يُحدث خلخلة في إحداث التأثير التسخيري ، وعلى العكس من ذلك كلما ازداد الإيمان واستحكم اليقين جنبات العبد كان فاعلاً بـتأثير حتمي .

رابعاً – الوعي والإدراك : كلما ازداد الوعي عند الإنسان نتيجة معارفه وحيثيات التحليل والتركيب والترجيح لديه كلما ازداد ت مدركاته وتفاصيلها بدقائقها وأصبحت أكثر تطوراً وارتقاء مما يزيد لديه إمكانيات القوة التأثيرية في الأكوان .

فالوعي والإدراك متلازمان من أجل إحداث الفاعلية المتحققة في الأكوان .

 

– مداخلة من أحد الحضور : رائع دكتورة ، لكن للأسف هذا غاءب عن الكثير وهي نعمة لمن يدركها .

الجواب : مهمتنا الآن في الكون أن ننشر هذه الثقافة المعرفية من اجل الارتقاء الإنساني .. فكل من علِم ولم يغترف من منهل هذا العلم فقد ظلم نفسه .

 

– سؤال : من فضلك دكتورة هل يحتاج ذلك وقت طويل ؟

الجواب : مجرد التفات الإنسان إلى وعيه ودوره في ترقيه وتطوير مدركاته ومحاولته الدؤوبة من أجل الانتقال والارتقاء في درجات سلم الكمال الإنساني والعمل على ذلك فإن ذلك يوفر عليه الكثير من الوقت .. المهم لحظة البدء والاستمرار .

 

خامساً – التحقق بالقدرة :

قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم : { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ {13} سورة الجاثية .

فإن الحق جلَّ وعلا وبمجرد قراره الإلهي ( وَسَخَّرَ لَكُمْ ) فقد منح عباده كافة منحة ربانية من أنوار اسمه ( القادر ) .

فالتسخير قدرة ..

والقدرة لا تتحقق إلا بأنوار وإمداد من اسمه القادر تعالى ..

وبذلك فإنَّ من استمد من هذه الأنوار القادرية بصفاء ونقاء ذاتيته نال من رقائقها وتحقق بها ليكون فاعلاً باسمه القادر تعالى .

وكلما عبقت هذه الأنوار في ذاته وتوهجت بهذا التجلي كلما كان أكثر فاعلية في القدرة التسخيرية ، ويزداد الحشد النوراني لطاقات الأسماء حسب طبيعة التوجه ووجه التسخير .

 

أدوات التسخير :

أولاً – الحروف القرءانية : وهي موصلات الإرادة الإلهية وهي أكثر وسائل وصور التسخير ظهوراً ، فالحروف القرءانية كائنات حية متجاوبة .

وكلما كان العبد عارفاً لمعاني الحروف وصفاتها وأحوالها كلما كانت متجاوبة معه في التسخير الرباني وفاعلة في الوجود .

 

– مداخلة من أحد الحضور : إن  الوعي والادراك يحيط بكل شي كلما تمتع بها الانسان وكان وعيه على اعلى مستوى كلما سلم من مكدرات التي تكدر روحه ولطائفها ؟

الجواب : تماماً عزيزتي .. هناك لحظة الوعي الأولى التي تؤذن بباعثية الارتقاء بالإدراك وتنميته .

 

ثانياً – قوة الحب الإلهي : فالحب الإلهي هو المحرك الأعظمي الذي تنفعل له الأكوان وتتسخر تلقائياً .

وقد خُلق العبد بحب الله تعالى وبهذا الحب ارتضى أن يكون هذا العبد خليفةً له على الأرض ومنحه كل القوى الكونية التي تؤيده وتعينه في خلافته حتى بلغت درجة حبه له بأن أجرى على لسانه ذكره ليحرك الوجود به ومنحه حظوة التقرب الحبيب حيث قال الله تعالى في الحديث القدسي : ” وما زال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنَّه “ حيث يصبح العبد بموجب هذه الخلافة الحبية قوة تسخيرية ذاتية فاعلة .

 

– سؤال من أحد الحضور : هل المقصود في التسخير الذي سخره الله تعالى لعباده هم البشر أو البشر وغير البشر ؟

الجواب : التسخير الكوني هو للإنسان كائناً ما كان .. إلا أن الدرجات والتفاوت بين البشر قد يجعل الإنسان مسخراً لخدمة أخيه الإنسان ليس تسخيراً قسرياً وإنما تسخير طواعية .

 

الأداة الثالثة من أدوات التسخير هي :

ثالثاً – الدعاء : الدعاء تقرب لله تعالى ، وسبق أن قلنا أن التقرب حب .. فكيف إن كان الحبيب هو المسخِّر ؟

وقد يكون الدعاء أعلى أنواع التسخيرات فاعلية لأنَّها لجوء بالكلية إلى الذات الإلهية في إحداث أمر ما فلا فاعل إلا الله تعالى في كل حال ، فبقدر ما تكون السريرة نقية والذاتية مشرقة كانت الإجابة متحققة وإيقاعها في الكون ثابت بإرادة الحق جلَّ وعلا .

 

– آفاق  قدرة التسخير :

لا شك أن قدرة التسخير قوة هائلة وبالتالي فهي لا تتوقف عند حدود معينة ولا تنحصر في بقعة معينة .

فما بين الأسباب والمسببات تتوالد الإمكانات وتظهر قوة القدرات وتزداد التحديات ولعل أقوى التحديات العصرية ماكان مع عالم الفضاء .

وقد نبأنا القرءان الكريم عن تدافع كوني يقوم بين أهل الأرض وأهل الفضاء بدليل القول الإلهي في الآيات من سورة الرحمن : بسم الله الرحمن الرحيم : { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ {33} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {34} يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ {35} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {36} .

فالتطلع إلى نفوذ السماوات والأرض هو سعي أزلي من قِبَل الجن والإنس ولكنه يستحيل عليهم إلا بامتلاكهم سلطان العلم .

أما مَن افتقده بقي عاجزاً عن النفاذ وكذَب ما رأى من الآيات سيما وأن الحرب الكونية المستقبلية المذكورة في القرءان الكريم تقضي باستخدام أهل الفضاء لأسلحة مبيدة قوامها ( النار والنحاس ) بكل الخواص والقدرات المكنونة فيهما .. والنتيجة محسومة بانتصارهم على الإنس والجن { يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ {35} سورة الرحمن ، مالم يتسلح الأخيرين بالعلم المعرفي القدروي بما فيها قدرة التسخير الكونية  .. فيكون نفاذهم هو انتصارهم .

 

في النهاية أقول :

الكون مسخر لللإنسان بموجب خلافته { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً .. {30} سورة البقرة .

وبنفي الإنسان لهذه الخلافة من خلال ابتعاده عن سلوكها وحقيقتها سُحبَت منه حقوقها وامتيازاتها وصلاحياتها ، و بالتالي فبقدر تحققه بالخلافة الربانية تحقيقاً لإرادة الحق تعالى بقدر خضوع الكون له مسخراً بكل إمكانياته ، إلا أنه ومهما ازدادت حاكميته فيجب ان لا يغفل عن أن حاكميته إنما هي بأمر الله تعالى وأن لا فاعل إلا الله  ولا يغفل عن معنى الحديث القدسي حيث يقول تعالى : ” يا بن آدم خلقتُ الأشياء من أجلك وخلقتك من أجلي فلا تشتغل بما هو لك عمن أنت له ” .

 

وأختتم محاضرتي لهذا اليوم بهدية أقدمها لذواتكم النقية بمناسبة هذا المهرجان السامي وهي حروف ذهبية بأنفاس العارف بالله تعالى علَّامة الديار الشاميةالشيخ د.هانيبال يوسف حرب حفظه الله تعالى تتضمن صيغة صلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لها تسخيرات عديدة .. أقدمها لكم مع خالص الشكر لحضوركم الكريم :

رسالة شاحن النور

صلاة الوصل والشحن

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

ورد في الحديث الشريف عن حبيبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيما روى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ” الدعاء محجوب عن الله حتى يُصلى على محمد وعلى آل محمد “ البيهقي .

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ” صلاتكم علي مجوزة لدعائكم ومرضاة لربكم وزكاة لأعمالكم “ الديلمي .

فيا وليي في الله تعالى تقبل مني هذه الصيغة الصلاتية النافعة الجامعة وهي هذه الصيغة الواصلة لكل مقطوع عن ملكوته الشاحنة قلوب المصلين بالنور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد الله تعالى وهي : ( اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ) .

1- تزكية الأعمال إذا قرئت قبل كل فعل وعمل وبعده .

2- تمنح العبد روحانيات الرضا من الرب تعالى .

3- أنها تساعد على الرقي في معراج الحب العرفان .

4- وتنفع من لم يجد شيخه المربي حتى يجده .

5- ولها بركات من الله تعالى بعد أن يجد وليه المرشد .

كما أنها تعتبر شاحن نوراني حيث تشحن الروح بالنور الصادق الذي هو سر إشراق الموجودات بربها ولهذا السر تأمر بها كل الطرق السلوكية إلى الله تعالى وتجعلها ورداً يومياً لكل سالك أو واصل .

فافعل تنل أملك والله الموفق

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل والحمد لله رب العالمين .

 

إلى هنا تنتهي محاضرتي لهذا اليوم .. أرجو أن تكون على مستوى حضوركم البهي ..

أشكر حضوركم الجميل ومشاركاتكم النيرة التي أغنت دقائقنا بالبهجة والنور والسرور .


تمت والحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى