حياة الملكة كليوبترا

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين .. مَن تقدَّست أسماؤه وعَلَت صفات ذاته .. وكانت حروفه مُوصِلاتٍ كونية لإرادته الإلهية الأزلية الأبدية .. وبقُدرة حتمية .. سبحان الحيّ القيوم العليم أبداً ..

اللهم صل وسلم  وبارك على الحبيب محمد صلاة مباركة بكل حروف الجمال

أهلا بكم أعزائي مع امسيتنا لهذا اليوم حيث سنقدم لكم قدرة خاصة وهي من القدرات الحرفية الإسمية الكشفية ، حيث سنتكلم عن ملكة من ملكات مصر القديمة التي اشتهرت بجمال شكلها وذكائها وحنكتها في إدارة مملكتها وهي الملكة كليوبترا .

سوف نقوم أولا بتحليل اسمها ومن ثم سوف نرى كيف ظهرت هذه الصفات في حياتها ..

لنبدأ معا بتحليل اسم كليوبترا :

• كليوبترا شخصية قيادية .

• متنوعة الشخصية ، عوالمها خصبة .

• التعامل معها مريح ، لينة الطبع ليست بالشديدة الصارمة ولا بالخاملة فشخصيتها مرنة وتتفهم الآخرين وتتفاعل مع الآخرين بسهولة ويسر .

• قوية الشخصية وعندها كيد باطن تستخدمه بتسير أمور حياتها .

• لديها قلق بباطنها يعيقها باتخاذ قراراتها .

• لديها تكرار ، وتناسبها الأعمال التي فيها تكرار .

• عندها قابلية للانحراف ، ويجب أن تهتم بهذا الجانب من الناحية الدينية وتوجيه انحرافها نحو الحق .

• تحب التطور والتغير بشكل كبير ، تغير كثيرا بستايل لبسها وطريقة مكياجها وتسريحة شعرها .

• لديها شراسة ، شرسة في تحمل الحياة والدفاع عن مايخصها .

• قدرتها على التحمل زائفة فترى نفسها لا تستطيع تحمل أمور معينة ولكن بالحقيقة هي تملك هذه القدرة .

• تعيش بالماضي ولا تنسى ماحصل معها في الماضي ويؤثر على قراراتها المستقبلية .

• لديها قوة فكرية عالية وعلى استعداد فكري متأهب .

• لديها ألم في اكتمال الأشياء لا تكتمل معها الأمور كما تريد .

• لديها مشاكل في النجاح ، صعودها للقمة بطيء ، ويكون نزولها بالمقابل حاد وسريع وتبقى تعيد الكرة إلى أن تصل إلى النجاح المطلوب .

• تشعر دائما أنها غير موفقة ، لديها مشاكل بالتوفيق .

• عندها اضطراب برؤية الجمال .

• لديها مواهب إدارية ، تنجح بالإدارة بشكل جيد أيضا تصلح بالتخطيطات الإستراتيجية والإدارية .

• تحب الأصوات بشكل عام ، تحب سماع الأنغام الموسيقية الصاخبة .

هذا كان تحليل اسم كليوبترا .. تعد كليوبترا الملكة السابعة من أشهر ملكات الفراعنة الذين حكموا مصر ، وهي الملكة السابعة من السلالة المقدونية اليونانية التي تحمل اسم كليوبترا .

ويعني اسم كليوبترا باللغة اليونانية ابنة المجد ، وقد حكمت هذه الملكة مصر مع أخيها بطليموس الثالث عشر خلفاً لأبيها بطليموس الثاني عشر ، وتمّ تزويجها منه كعادتهم في ذلك الوقت .

وكانت كليوبترا عند اعتلائها للعرش في مقتبل العمر لا تتجاوز الثمانية عشر عاماً ، وكان عمر أخيها عشرة أعوام .

وهي آخر ملوك الفراعنة في مصر ، وآخر من حكم من سلالة المقدونية التي حكمت مصر مدّة ثلاثة قرون تقريباً في فترة ما قبل الميلاد .

من الصفات التي تكلمنا عنها بالتحليل السابق لإسم كليوبترا أنها تملك القوة الفكرية وقدرة  على التحليل والتركيب فقد كانت ذات شخصية قوية وصاحبة ذكاءٍ ودهاء وذات تفكير استراتيجي وحنكة ، فقد أظهرت كليوباترا براعة لا مثيل لها كمفكرة سياسية وإستراتيجية .

مثل التفكير في جعل ابنها بطلميوس حاكم قوي في المستقبل .

إضافة قدرتها على التنبؤ بنتائج الحروب ، فلذلك تشير جميع الأدلة التاريخية والأثرية أن كليوباترا كانت لها قوة عقلية ممتازة وعندها إرادة قوية وحب للمجد ..

حازت على قلب رجلين من أعظم الرجال في ذاك الزمان هما يوليوس قيصر وماركوس انطوليوس .

من صفات كليوبترا أنها لديها اضطراب برؤية الجمال فنظرتها للجمال مزاجية .

كانت تهتم بجمالها الشخصي بشكل كبير وقد وصفت في العديد من الروايات أنها ذات جمال ساحر فرغم جمالها الساحر وشخصيتها المميزة إلا أنها كانت تنفق كثيرًا على جمالها وجمال  شعرها .

وكانت كليوباترا تهتم كثيرًا بهذا الجانب وكانت ترتدي ملابس ثمينة وأخذت في الواقع 50% من دخل النتاج المحلي الإجمالي لمصر لحسابها ، وهذا ناتج عن مزاجيتها برؤية الجمال كما قلنا سابقا .

من صفات اسم كليوبترا أيضا أنها تحب العائلة والعلاقات الأسرية واجتماعات الأسرة ولم الشمل .

وظهرت هذه الصفة من خلال شغفها ومحاولاتها الكبيرة للرجوع إلى مصر وتوحدها مع اخيها ومشاطرته الحكم بعد ماهربت من بلادها بسبب ضعف دولتها في ذلك الوقت .

أيضا حبها لأولادها وزوجها قيصر وتركها لمدينتها وتلبية دعوته له بالحاق به إلى روما لتجمع عائلتها وتعيش هي وأسرتها في ظل العائلة .

من أهم الصفات التي تحدثنا عنها باسم كليوبترا شخصيتها القيادية والتي ظهرت بشكل كبير من خلال حكمها لدولتها في ذلك الوقت .

فقد حكمت مصر بطريقة جيدة للغاية بجانب أنها كانت شخصية جادة وذكية بحسب الوثائق التاريخية فقد قامت بعدة بتنفيذ خطط كبرى للصالح العام خلال زمن ، واصبحت الإسكندرية روعة وأشهر مدينة في زمانها .

فقد قادت شعبها وخاضت معارك وحروب كثيرة للحفاظ على عرشها .

وتعلمت كليوباترا اللغات والعلوم وإستراتيجيات الحرب مما جعلها قائدة متميزة .

وأعطت كليوباترا النساء في مملكتها حقوق على عكس العديد من الممالك الكبيرة الأخرى في ذلك الوقت ، كما قامت بجمع الضرائب وإعادة توزيعها في الاقتصاد بطريقة مدروسة إضافة إلى ترويج التجارة والتعلم .

لعل الكيد من أكثر الصفات التي مارستها الملكه كليوبترا بأسر قلب الملوك فقد قلنا بتحليل الاسم أنه لديها كيد باطن استخدمته بأسر قلب قيصر ، فقد تسللت كليوباترا خلف خطوط جيش أخيها ، واختبأت داخل بساط كبير حمله أحد أتباعها كهدية إلى قيصر ؛ وعندما دخل الرجل إلى القصر ، ظهرت هي من البساط . 

ونشأت علاقة حب بينهما بعد ما أعجب قصير بشخصيتها وجمالها الساحر ، وساعدها على الرجوع إلى عرشها ومشاركة أخاها الحكم .

عقدت كليوباترا اتفاقا مع قيصر تعلن بموجبه في مصر زواجها منه .

هنا ظهرت قدرتها على المفاوضات .

وأن يعلن هو الخبر في روما ؛ عندما يصبح إمبراطورا هناك .

وأنجبت كليوباترا طفلا من قيصر ، وانتقلت عنده إلى روما ، انتظارا لليوم الذي يصبح قيصر فيه إمبراطورا ويعلن زواجهما رسميا ؛ فتصبح هي بالتالي شريكة له في عرش الإمبراطورية الرومانية .

هنا نجد صعوبات النجاح التى عانت منها كليوبترا والتي تكامنا عنها  بتحليل السابق .

لكن الجمهوريين ضجوا من طموحات قيصر وقضوا عليه .

هنا نجد ( مشاكلها بالتوفيق التي وجدناها بتحليل الاسم ) .

وعادت كليوباترا إلى مصر ثم انتصر أعوان قيصر بقيادة أنطونيو واستدعى أنطونيو كليوباترا إلى صقلية لكي يقنعها بأن لا تقف مع أعوان قيصر .

وسحرت كليوباترا أنطونيو ، بقوة شخصيتها وسحر جمالها وعذوبة كلاماتها وعادت إلى الإسكندرية ؛ واثقة بأنه سوف يتبعها ، وهذا بالضبط ما فعله ، وقضى أنطونيو خريف ذاك العام مع كليوباترا التي نجحت في تحويل ذهنه إلى الإسكندرية ، وبعيدا عن روما .

ولكن أنطونيو أسرع عائدا إلى روما ، نتيجة للأحداث وبقي بعيدا عن كليوباترا إلى أن خرج للإشراف على حملته في الشام .

( وهنا وجدنا صفة تحدثنا عنها بتحليل الاسم وهي لديها دائما ألم في اكتمال الأشياء حولها ) .

عندها استدعى أنطونيو كليوباترا وأعلن زواجه منها واعترف بأبوته للتوأم الذي أنجبتهما منه وعاد من حملته منتصرا وأقام احتفالات بالإسكندرية .

وأقلق الرومان أن أنطونيو أراد أن يجعل الإسكندرية عاصمة للإمبراطورية الرومانية وسرعان ما أعلنت كليوباترا ” ملكة الملكات ” ووزعت الولايات الشرقية للإمبراطورية الرومانية بينها وبين طفليها من أنطونيو .

هنا وجدنا تكرار محاولات كليوبترا للوصول لنجاح لما تريد فقد قلنا سابقا أن وصولها للقمة بطيء ويحتاج إلى تكرار ومحاولات للوصول إلى النجاح المطلوب .

ورأت كليوباترا نفسها إمبراطورة للمرة الثانية ولكن أنطونيو هزم  وفر الاثنان إلى الإسكندرية .

فلم تكتمل سعاتها كما كانت ترجو وتخطط فهذا كله من منغصات السعادة لديها كما أشرنا سابقا .

قبل دخول الرومان إلى الإسكندرية قتل أنطونيو نفسه واختبأت كليوباترا بمقبرتها في الحي الملكي بالإسكندرية ، حيث كان قصرها الشهير ، وقد احتفظت بكنوزها جميعا في المقبرة .

آثرت كليوباترا الإنتحار عن طريق شرب السم على أن تقع أسيرة بيد الرومان .

وهذا القرار الذي اخذته كليوبترا نابع من سر بحروف اسمها وهو قدرتها على حسم الأمور بشكل نهائي .

فهي لا ترغب بترك أمرها معلّقاً بيدي الرومان على الأغلب كان سيؤول بها الأمر بأن تكون  في الأسر ، فحسمت أمرها أن تموت ملكة على أن تبقى مهانة أسيرة لدى الرومان .

فقد أشار البعض بأنّ سبب انتحارها هو عدم تحمّلها خبر وفاة أنطونيو ممّا جعلها تُقرّر اللحاق به .

( فهنا وجدنا صفة قدرتها على التحمل الزائفة قررت أنها لن تستطيع العيش بعد وفاة حبيبها ) .

مع أنه ممكن أن يكون لديها هذه القدرة لوفرة الميزات التي تتصف بها من قيادة وقوة شخصية وقدرة على التحمل .

من الصفات التي تكلمنا عنها أيضا بالتحليل السابق وهي قدرتها على إنشاء أفكار جديدة فلديها أفكار خلاقة .

فقد كان موت كليوبترا بشكل لم يتعوده التاريخ إذ انشأت كليوبترا فكرة انتحار جديدة لم يسبقها إليها أحد .

إذ استخدمت ثعبان الكوبرا السام في انتحارها ، فكانت بتلك ايام أنشأت فكرة جديدة كوسيلة للانتحار فتركته يعضّ جسدها وفارقت الحياة .

وبذلك نكون قد رأينا معا كيف صاغت تلك الحروف شخصية الملكة كليوبترا . 

نرجو من الله تعالى أن تكون حروفنا مشرقة مزهرة في حياتنا الدنيا ومنيرة زاهرة في جنات الخلد  في الآخرة .

تمت والحمد لله رب العالمين