إشراقات الحروف وتجلياتها في حياة الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه

– عنوان المحاضرة : اشراقات الحروف وتجلياتها في حياة الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه

– المحاضر : د. سناء صبري

– المحاضرة : نصية

– قدمت في : أكاديمية FG – Group الأمريكية

بسم الله الرحمن الرحيم

اهلا بكم أعزائي مع امسيتنا لهذا اليوم حيث سنقدم لكم قدره خاصه وهي من قدرات الحرفية الاسمية الكشفية .. فأهلا بكم .

حيث سنتحدث اليوم  بكل حروف الفخر والمحبة .. عن أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم .. وهو الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه وارضاه .

فإننا سننطلق في تحليل أسمه  المبارك  .. ونرى سطوع تلك الحروف في حياته كيف أشرقت وصاغت شخصه وسيرته العطرة .

رضي الله تعالى عنه وعن آل بيته الاطهار ..

والان اعزائي سأقدم لكم تحليل اسم عمرو ..

من صفات اسم عمرو ان لديه شخصية يغلب عليها الوسطية في كل امور حياته .

انسان متفهم للأمور ورحيمي بالتعامل مع الاخرين ، لين الطبع ، انسان متواضع وبسيط .

يشعر انه خليفة على من حوله وانه من الواجب عليه الاهتمام بهم وقضاء حوائجهم وسنجد من خلال الاوصاف التالية ما يجعله اهلا للخلافة ..

فهو انسان قوي ويمكن الاعتماد عليه بكثير من الأمور .

له شخصية مميزة تميزه عن غيره من الناس ومستقل بها عن القوالب .

شخصية خاصة به لا يشبه فيها احد .

صبور جدا .. عالم الصبر عنده واسع .

يتعرض لكثير من الامتحانات في حياته او يمتحن به الاخرين .

دائم النشاط والفعالية .

انسان نشيط ومثابر يسعى دائما لتحقيق اهدافه دون كلل او ملل .

لديه قدرة على حكم نفسه وضبطها لذلك لديه قدرة على حكم الآخرين ، لأن من لا يحكم نفسه ليس له قدرة على حكم الاخرين .

تفكيره يميل نحو الايجابية وتفائل .

يحب معاينة الاشياء ومعرفة تفاصيلها .

لديه قدرة على اتمام الامور الى نهايتها .

لديه شعور بالعظمة وانه ليس من السهل النيل منه .

انسان حكيم .

انسان جاهر يقول مايريد بقوة وبصراحه ولا يحب تعتيم الامور وعدم وضوحها .

هذا كان التحليل الحرفي  لبعض من صفات اسم عمرو ، خليكم معي  أحبابي  لنراقب هذا التحليل كيف كان مشرقا في جوانب حياته رضوان الله تعالى عليه .

– عمرو بن العاص :

ولد عمرو بن العاص بن وائل الكناني القرشي في مكّة المكرّمة ، وعندما بلغ عمرو أشدّه كان من رجالات قريش الأكفاء الذين كانت تركن إليهم المهام الجلل .

من صفات اسم عمرو ان لديهم شخصية مميزة مختلفة عن الاخرين وكان شخصية عمرو بن العاص من الشخصيات المميزة جدا ونادرة .

يُعدّ الصحابي الجليل عمرو بن العاص – رضي الله تعالى عنه – من الشخصيّات الجدليّة قبل إسلامه وبعده، وقد كان مشهوراً بذكائه ، ودهائه ، وفطنته ، وقدرته الواسعة على اختلاق الحِيَل ، وهذه الصفات من الصفات التي يندر أن تتوفّر في شخصيّةٍ أخرى غير شخصية عمرو بن العاص رضي الله عنه ، لأجل ذلك لُقِّب بداهية العرب .

وقد كان عمرو بن العاص – رضي الله عنه – كان خطيباً مفوّهاً ، صاحب كلمةٍ وقوّة منطق ، وكانت أفكاره حاضرةً دائماً ، وكان – رضي الله تعالى عنه – يُحبّ الشعر ويطرب عند سماعه .

صفات عمرو انه محب بشكل واضح  ومن خلال ما وجدناه في حياة الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه محبته الكبيرة الله عز وجل ولنبي صل عليه وسلم وهذه المحبة ظهرت من للحظات الاولى لإسلام عمرو بن العاص رضي الله عنه .

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما أسلم عمرو بن العاص : ” أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص ” .

قال عمرو بن العاص عندما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي فقلت : ” ابسط يمينك فلأبايعك ، فبسط يمينه ، فقبضت يدي ، فقال : مالك يا عمرو ؟ قلت : أردت أن أشترط ، قال : تشترط بماذا ؟ ، قلت : أن يغفر لي ، قال : أما علمت أنّ الإسلام يهدم ما كان قبله ؟ وأنّ الهجرة تهدم ما كان قبلها ؟ وأنّ الحج يهدم ما كان قبله ؟ ” .

وما كان أحد أحبّ إليّ من رسول الله ولا أجل في عيني منه ، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له ، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت ، لأنني لم أكن أملأ عيني منه إجلالاً له ، ولو متّ على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة .

– تميزت شخصية عمرو بالقوة كما قلنا بالتحليل السابق :

فكانت قوة شخصية عمرو بحنكته وذكائه ودهائه الى جانب قوته الجسدية كفارس وقائد ، كان عمرو بن العاص رضي الله عنه صحابياً محنكاً ؛ فلم تمض بضعة أشهر على إسلامه حتى ولاه النبي عليه الصلاة والسلام على سرية ذات السلاسل التي أعدت خصيصاً لحرب قضاعة الذين قتلوا رسول رسول الله الحارث بن عمير الأزدي ، وأبدى عمرو بن العاص في قيادة تلك المعركة حنكة وسياسة قلّ نظيرها، وأدت إلى تحقيق النصر لصالح المسلمين، فمنع عمرو المسلمين المشاركين في تلك السرية من إيقاد النار من أجل التدفئة معللاً سبب ذلك بأن لا يرى العدو قلّتهم فيتجرأ عليهم ، كما أنه نهى عن تعقب جيش الكفار الذي ولى هارباً من أرض المعركة معللاً ذلك بالخوف من مكيدة العدو أو حذراً من أن يكون لهم مددٌ قادم، وحينما علم النبي عليه الصلاة والسلام بصنيع عمرو استحسنه وفرح لذلك .

من صفات اسم عمرو انهم اصحاب هذه الشخصية دائمين النشاط والفعالية وكان سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه دائم النشاط وفعال جدا منذ ان دخل الايمان أي قلبه .

من صفات اسم عمرو انهم اصحاب هذه الشخصية دائمين النشاط والفعالية وكان سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه دائم النشاط وفعال  جدا منذ ان دخل الايمان أي قلبه .

سجل التاريخ الإسلامي في سفر الخالدين اسم الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه كواحد من كبار الفاتحين الذي ساهموا في نشر الدين الإسلامي في ربوع المعمورة ، فاستطاع فتح مصر ، وتخليصها من الرومان ، كما حقق كثيراً من الإنجازات العسكرية ، وكانت له مواقف مشهودة كثيرة في خدمة الإسلام والمسلمين .

قلنا بالتحليل السابق ان من صفات اسم عمرو العظمة ، فوجدنا عظمة هذه الشخصية من خلال سيرة حياته حيث  تحلت شخصيته بعدة ميزات جعلت من هذه الشخصية تتصف بالعظمة .

– من المشاهد التي دلت على عظمته :

لقب عمرو بن العاص -رضي الله عنه  بداهية العرب ؛ كما  لقّبه أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بأرطبون العرب،، وقد لقَّبه عُمر – رضي الله تعالى عنه – بذلك لما أظهره عمرو بن العاص من البراعة والإتقان والحرفية أثناء حصار بيت المقدس، عندما كان جيش المسلمين يستعدُّ لفتحها .

من صفات التي تكلمنا عنها بالتحليل السابق  ان عمرو عنده حكمه  وهذه من الصفات التي تحلت بها شخصية الصحابي الجليل عمرو بن العاص فقد كان رجل حكيم و جرت على لسانه الحكمة ونذكر هذه الحادثة على حكمة سيدنا عمرو رضي الله عنه …

وهو موقف عمرو من طاعون عمواس :

 لمّا استفحل طاعون عمواس بالمسلمين وقتل منهم من قتل ؛ احتار الأطبّاء والقادة الأفذاذ في كيفيّة التخلُّص من هذا الوباء ، حتى إنَّ عُمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قد قدم من المدينة إلى الشام للوقوف على الأمر بنفسه ، ولم يستطع أحدٌ من الناس الوصول إلى حلِّ ناجعٍ لهذا الوباء إلى أن انتهى الأمر على يدي عمرو بن العاص – رضي الله تعالى عنه – .

بعد وفاة معاذ رضي الله عنه ، حيث استُخلِف عَمْرو مكانه ، فخطب في الناس بعدها قائلاً : ” أيّها الناس ، إنّ هذا الوجع إذا وقع فإنّما يشتعل اشتعال النار ، فتحصّنوا منه في الجبال “ ، فأشار عليهم بالفرار من الطاعون إلى رؤوس الجبال ، كالنار التي إن لم تجد ما تحرقه في طريقها خمدت ، وقد كانت تلك نِعْم النصيحة ؛ حيث تفرّق الناس بعد ذلك في المناطق حتى زال الوباء عن المسلمين .

ومن بعض الحكم التي قالها سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه نذكر منها :

الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع ، وإن أكثرت منه قتل .

قيل لعمرو بن العاص : ما المروءة ؟ قال : يصلح الرجل ماله ، ويحسن إلى إخوانه .

ما استودعت رجلا سرا فأفشاه فلمته ، لأني كنت أضيق صدرا حين استودعته .

من صفات اسم عمرو ان لديه خلافه ومن خلال الاوصاف التي يحملها عمرو بن العاص جعلته  اهلا للخلافة .

عمرو بن العاص أميرٌ عليمٌ بالحرب : حيث جاء في كتاب الإصابة أنَّ عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه – نظر مرّةً إلى عمرو بن العاص وهو يمشي ، فقال : ” ما ينبغي لأبي عبد الله أن يمشي على الأرض إلّا أميرًا ” .

ولمّا ولّاه النبيّ – صلّى الله عليه وآله وسلّم – في غزوة ذات السلاسل وكان فيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب ، وغيرهم من كبار الصحابة ، وفيها : ” أنَّ عمرَاً بنَ العاصِ أمرَهُم في تلكَ الغزوةِ أن لا يوقدوا ناراً ، فأنكرَ ذلِكَ عُمرَ ، فقالَ لَهُ أبو بَكْرٍ دعهُ فإنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وآله وسلَّمَ لم يبعثهُ علينا إلَّا لعلمِهِ بالحربِ ، فسكَت عنهُ “ ، كما أنّه يصف نفسه ويحكي عمّا وصفه به النبيّ – صلّى الله عليه وآله وسلّم – فيقول : ” ما عدل بي رسول الله وبخالد بن الوليد أحداً من أصحابه في حربه منذ أسلمنا “ وفي خلافة أبي بكر الصّديق رضي الله عنه تولّى عمرو بن العاص إمارة جيشٍ من جيوش المسلمين الذين توجّهوا إلى الشّام والتقوا مع الرّوم في معركة اليرموك التي انتهت بهزيمة الرّوم وانتصار المسلمين .

وفي خلافة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه كان عمرو بن العاص أميراً لجند فلسطين والأردن الذين حاصروا الرّوم في بيت المقدس ، كما فتح عمرو بلاد مصر وحرّرها من الرّومان ، ثمّ كان والياً عليها ليعزل بعد ذلك في خلافة عثمان رضي الله عنه ثمّ يعود والياً عليها في خلافة معاوية .

من صفات التي تكلمنا عنها ايضا ان عمرو انسان متواضع ولين الطبع ، فقد رُوِي أنه مَرَّ بالبيت فطاف به ، فرأى جماعةً من قريش جالسين، فلمّا رأوه قالوا : ( أهشام – أخوه – كان أفضل في أنفسكم أو عمرو بن العاص ؟ ) فلمّا انتهى من الطّواف جاء إليهم حتّى وقف فوقهم ، وقال : ” إني قد علمت أنّكم قد قلتم شيئاً حين رأيتموني ، فما قلتم ؟ قالوا : ذكرناك وهشاماً ، فقلنا : أيّهما أفضل ؟ فقال : سأخبركم عن ذلك ، إنّا شهدنا اليرموك ، فبات وبِتُّ في سبيل الله ، وأسأله إيّاها ، فلما أصبحنا رُزِقَهَا وحُرِمْتُهَا ، ففي ذلك تبيّن لكم فضله عليَّ ” .

قلنا بالتحليل السابق ان اصحاب اسم عمرو تفكيرهم يميل نحو الايجابية والتفائل دائما ، أدرك عمرو بن العاص رضي الله عنه بعدما رأى انتصارات الدعوة الإسلامية أنه دين الحق ، وأنّ دين آباءه هو دين الباطل والضلال ، فقدم مع رفيقه خالد بن الوليد في السنة الثامنة للهجرة إلى النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة مسلمًا لله تعالى ، ومؤمنًا بدعوة الإسلام ، كما انه رضي الله عنه يفزع الى الله ورسوله بشهادة رسول الله صل الله عليه وآله وسلم .

توفّي عمرو بن العاص رضي الله عنه في مصر في سنة / 682 / ميلادي بعد أن بلغ من العمر ثمانية وثمانين سنة .

رحم الله تعالى سيدنا عمرو بن العاص ورضي عنه وأرضاه وجزاه عنا وعن الأمة الإسلامية خير الجزاء بما قدمه لهذا الدين ، نسأل الله تعالى أن يجعله في أعلى عليين مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين .

وبذلك نكون قد رأينا معا كيف اشرقت تلك الحروف الرضية في حياة الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه .

نرجو من الله أن تكون حروفنا مشرقة مزهرة كما اشرقت حروفهم .

نلقاكم في المحاضرة القادمة ان شاء الله تعالى مع اشراقات حرفية جديدة .

اشكر حضوركم الجميل ..


تمت والحمد لله رب العالمين 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى