التعليم التعاوني

– عنوان المحاضرة : التعليم التعاوني

– المحاضر : د. أوس العبيدي

– المحاضرة : نصية

– قدمت في : FG-Group Academy -Turkey

بسم الله الرحمن الرحيم

– المقدمة :

في الآونة الأخيرة نسمع كثيرا عن التعليم التعاوني ودوره في العملية التعليمية وأهميته ، لقد تطورت أساليب وطرق التدريس في الآونة الأخيرة  نتيجة لتطور المجتمعات وازدهار  الحضارات وانتشار المعارف واستخدام التكنولوجيا الحديثة .

واستنادا إلى أصول علم  النفس التعليمي الحديث ، والأبحاث التربوية التي أخذت في الحسبان الازدياد  المطرد لوعي المتعلمين ، وحاجتهم إلى تغير النمط التقليدي  بإيجاد نوع أو أنواع بديلة تتواءم مع التطور التعليمي في عملية التعليم ، والوعي  المعرفي القائم في المجتمع ، والقفزة التكنولوجية الكبيرة  .  

ومن أبرز هذه الطرق المتطورة طريقة التعلم التعاوني ، أو ما يعرف بتعليم  المجموعات .

 

– تعريف التعليم التعاوني :

يُطلق مفهوم التعلّم التعاوني على مُختلف الأنشطة التعليميّة التفاعليّة في المجموعات الصغيرة ، حيث يعمل الطلاب مع بعضهم البعض على تنفيذ الأنشطة والمهامّ المُشتركة في المجموعة لتطوير أنفسهم ومساعدة زملائهم في التعلم ، وتحتوي كلّ مجموعة على طالبَين إلى خمسة طلاب ، إذ يُسهّل العمل في مجموعات إنجاز الأنشطة التعليميّة .

كما يمكن تعريف التعليم  التعاوني على أنه  ” إستراتيجية تدريس تتمحور حول المتعلم “ حيث يعمل المتعلمين ضمن مجموعات غير متجانسة لتحقيق هدف تعليمي مشترك .

 

– شروط التعلم التعاوني :

برأيكم ماهي  الشروط الواجب توفرها في التعليم التعاوني الناجح ؟

يجب أن تتوفّر مجموعة من الشروط حتى يتم التعلّم التعاوني بين الطلبة بفعاليّة ، ومن أبرزها ما يأتي:

الترابُط البنّاء : يجب على جميع أفراد المجموعة الاعتماد على بعضهم البعض من أجل تحقيق الأهداف المطلوبة ، إذ إنّ فشل الفرد الواحد من المجموعة يعود بنتائج سلبيّة على البقيّة .

المساءلة والمحاسبة : يخضع جميع أفراد المجموعة ككُلّ للمُحاسبة والمُساءلة من قبل المُعلّم، حيث تتمّ مُحاسبة الفريق بأكمله على النتائج النهائيّة للعمل .

التفاعل بشكل مباشر : هناك مجموعة من المهام التي يُمكن إنجازها بشكل فردي ، ولكن هذا لا يحول دون التفاعل المُباشر بين أفراد المجموعة من أجل تبادل النصائح والتعليمات فيما بينهم.

تشجيع المهارات : يتم من خلال هذه الخطوة تعزيز مهارات الطلاب سواء كانت في اتخاذ القرارات ، أم في التواصل .

تقييم الذات : يعمل أعضاء الفريق معاً على تقييم جودة العمل ، وتحديد الإجراءت ، أو الخطوات الواجب تعديلها ليصبح الأداء العام أكثر فعاليّة في السنوات القادمة .

 

– ما هو الفرق بين التعليم التعاوني والعمل الجماعي الطلابي ؟

– الفرق بين العمل الجماعي والتعلم التعاوني :

يُعرف العمل الجماعي بأنّه طريقة لدمج وتبادل الخبرات ، والمهارات ، والآراء ، والمعلومات المُختلفة بين الطلاب ، كما أنّه طريقة جيّدة لتطوير أداء الطلاب ، وهذا ما يفعله التعلّم التعاوني أيضاً ، ولكن الفارق الأساسي بينهما يكمُن في المحاسبة ؛ حيث إنّ الأعضاء يخضعون للمحاسبة الفرديّة والجماعيّة في التعلم التعاوني ، أي تتمّ مُساءلتهم على النتائج النهائيّة ، بالإضافة إلى حصّة كلّ عضو من المهام الموكلة إليه ، أمّا الجماعي ، فتتم المحاسبة فيه بشكل عام وجماعي كما يظهر من اسمه .

 

– أهداف التعلم التعاوني :

يهدف التعلم التعاوني إلى إكساب المتعلم المهارات التالية :

  • زرع روح التعاون بين الأفراد .

  • تطوير مهارات المتعلمين وارتقائهم لمستوى أعلى .

  • تحفيز الطاقات العقلية ومساعدتهم على اتخاذ قرارات سليمة .

  • القدرة على البحث والنقاش والحوار الهادف .

  • استخلاص واستنتاج المعارف والمعلومات .

  • المنافسة والتحدي الإيجابي بين المتعلمين .

 

– فوائد التعلم التعاوني :

  • يوفر آليات التواصل الاجتماعي ويسمح بتبادل الأفكار .

  • يشعر جميع الطلاب بأنهم شركاء فى النجاح .

  • يتيح فرصة لعرض وجهات نظر مختلفة من الطلاب تجاه موضوع معين .

  • يراعي الفروق الفردية بين الطلاب .

  • يخلق جو وجداني إيجابي خاصة بالنسبة للطلبة الخجولين .

  • يطور مهارات التعاون والمهارات الاجتماعية .

  • يجعل الطالب يتذكر لفترة أطول .

  • ينمي لدى الطلاب الثقة بالنفس .

  • يخفف من الجو السلطوي أو المتوتر فى الصف .

  • يزيد لدى الطلاب من روح الانتماء للمجموعة .

  • يزيد من دافعية الطلاب نحو التعلم .

  • ينمى فى الطلاب الرغبة فى قبول الآخر .

  • يطور العلاقة الإيجابية بين المتعلم وهيئة المدرسة .

  • يطور العلاقات الإيجابية بين الطلاب .

  • ينمى لدى الطلاب مهارات التفكير الناقد والإبداعي .

  • ينمى المسئولية الفردية والجماعية لدى الطلاب .

  • ينمى مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار .

  • ينمى فى الطلاب مهارات الاستماع والتحدث .

  • يكسب التلاميذ مهارات القيادة والتواصل مع الآخرين .

  • ينمى مهارات ( الإدارة الذاتية ، التودد ، طرح الأسئلة ، إدارة النقاش ، تنظيم الوقت ، التعلم الذاتي ، التلخيص ، عرض الأفكار ، التشجيع ) .

 

– شروط التعليم التعاوني :

– فوائد التعلم التعاوني : يمكن إجمال فوائد التعلم التعاوني في النقاط التالية :

– المجموعات الصفية توفر آليات التواصل الاجتماعي ، وتسمح بتبادل الأفكار وتوجيه الأسئلة بشكل حر، وشرح الفرد للآخر ، ومساعدة الغير في فهم الأفكار بشكل له معنى ، والتعبير عن الشعور .

– إعطاء الفرصة لجميع الطلبة بأن يشعروا بالنجاح .

– استعراض وجهات نظر مختلفة حول موضوع معين أو طريقة حل معينة .

– مراعاة الفروق الفردية في العمر ، مراحل التطور الإدراكي المعرفي ، الاتجاهات ، الدافعية ، القدرة، الاهتمامات ، الأنماط الإدراكية ، الخلفيات الثقافية ، ومن الجدير بالذكر هنا أن اتباع أسلوب التعلم التعاوني لا يزيل هذه الفروق وإنما يعالجها ويقلل منها .

– خلق جو وجداني إيجابي ، خاصة للطلبة الخجولين الذين لا يرغبون في المشاركة أمام الصف .

– تطوير مهارات التعاون والمهارات الاجتماعية ، الأمر الذي يهيئ الطلبة للعمل في أطر تعاونية في عدة وظائف في حياتهم المستقبلية . 

– توفير فرصة طلب الطالب للمساعدة من أفراد المجموعة أو من المعلم في أي وقت يحتاج لها .

– التخفيف من الجو السلطوي في الصف والذي يخلق جو من القلق ، والتحويل إلى جو ودي .

 

– الشروط الواجب توفرها لتطبيق أسلوب التعلم التعاوني :  

يعتقد البعض أن مجرد تقسيم الطلبة في مجموعات متجانسة داخل الصف وتكليفها بمهمات معينة أو جلوس الطلبة بجانب بعضهم البعض على الطاولة نفسها ليتحدثوا مع بعضهم في أثناء قيامهم بإنجاز تعيناتهم الفردية هو التعلم التعاوني ، إلا أن هذه العملية تحكمها شروط أساسية من الضروري توافرها وهي :

– الطلاب يتعلمون في مجموعات صغيرة من 2-6 طلاب في المجموعة الواحدة ، والبعض يعتقد أن العدد 4 هو الأمثل لعدد الطلبة في المجموعة ، ومن الجدير بالذكر هنا أنه يفضل في البداية أن يكون العدد المجموعة في البداية أقل ما يمكن ، ثم يمكن أن يتزايد .

– المهمات التعليمية المكلف بها الطلبة يجب أن تصمم على أساس أن يعتمد الطلبة في إنجازها على بعضهم البعض وعلى المجموعة بشكل عام .

– البيئة التعلمية تقدم لأفراد المجموعة فرص متكافئة للتفاعل مع بعضهم البعض حسب المهمات ، وتشجعهم على التواصل وتبادل الآراء بطرق مختلفة .

– على كل فرد من أفراد المجموعة مسؤولية المساهمة في عمل المجموعة ، كما أن الأفراد مسئولين على تقدم العملية التعليمية في المجموعة .

 

– الأنماط الرئيسية للتعليم التعاوني :  

أولا : التعمم التنافسي :

هنا يعمل المتعلمين  ضد بعضهم البعض، فنجاح أو فشل متعلم  يتناسب عكسيا مع نجاح أو فشل متعلم  آخر، في هذه البيئة التعليمية  لا يجد  المتعمم سببا جوهريا  يدعوه لمساعدة زميله 

ثانيا : التعمم الفردي :

وفي هذا النمط من التعليم يعمل المتعلمين فرادى بقليل  من التفاعل بينهم ، كما أن نجاح أو فشل أي متعلم مستقل عن نجاح أو فشل متعمم آخر هنا  يتم تقويم المتعلم  وفق معيار معد مسبقا ( كل من يحصل على  90 % فما فوق يحصل على  تقدير ممتاز ) . 

ثالثا : التعليم  التعاوني :

وهو النمط الأقل  شيوعا وهو  التعلم التعاوني ، وفي هذا  النمط يعتمد نجاح أو فشل المتعلم  على نجاح أو فشل زملائه .

 

– العناصر الأساسية للتعليم التعاوني :

  • التفاعل الايجابي بين المتعليمن .

  • احساس الفرد بمسؤولة تجاه المجموعة .

  • التفاعل المعزز ، ونقصد هنا قيام كل فرد بتشجيع ودعم جهود زملائه الآخرين .


تمت والحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى