بسم الله الرحمن الرحيم
– المقدمة :
انتشر في الآونة الأخيرة مصطلح التعليم الإلكتروني والمنصات التعليمية في مجتمعنا العربي وأصبح هذا النوع من التعليم محور اهتمام عدد كبير من الباحثين والمتعلمين الذين لم تتوفر لهم الفرص للتعليم التقليدي .
ولا يخفى عليكم أن التعليم الإلكتروني في بعض الاأحيان لا يرتبط بزمان أو مكان معين فالدراسة مفتوحة في أي وقت كان .. وإن كانت في بعض الأحيان تشترط إنهاء الكورس بزمن معين للحصول على الشهادة لكن في أغلب الأحيان يكون التعلم مفتوحا ، هذا الأمر شجع المتعلمين للالتحاق بمثل هذه البرامج التعليمية.
وفي آخر خمس سنوات أثبت التعليم الإلكتروني فعاليته وأصبح قاعدة اأساسية في عملية التعليم، وتطور بصورة سريعة مما جعل كثير من الجامعات والمؤسسات التعليمية مهتمة بهذا الجانب ومهتمة بتطويره .
وهذا التطور السريع أدى لظهور أنماط تعليمية جديدة وأساليب متطورة تسهل على المتلقي الحصول على المعلومات وحتى أداء الامتحانات .
بالبداية دعونا نعرف التعليم الإلكتروني ..
– تعريف التعليم الإلكتروني :
التعليم الإلكتروني ( E-Learning ) هو نظام تفاعلي للتعليم يقدم للمتعلم باستخدام تكنولوجيات الاتصال والمعلومات ، ويعتمد على بيئة إلكترونية رقمية متكاملة تعرض المقررات الدراسية عبر الشبكات الإلكترونية ، وتوفر سبل الإرشاد والتوجيه وتنظيم الاختبارات وكذلك إدارة المصادر والعمليات وتقويمها .
تكمن أهمية التعليم الإلكتروني في حل مشكلة الانفجار المعرفي والإقبال المتزايد على التعليم وتوسيع فرص القبول في التعليم ، إضافة إلى تمكين من تدريب و تعليم العاملين دون ترك أعمالهم والمساهمة في كسر الحواجز النفسية بين المعلم والمتعلم وكذلك إشباع حاجات وخصائص المتعلم مع رفع العائد من الاستثمار بتقليل تكلفة التعليم .
هو وسيلة من الوسائل التي تدعم العملية التعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات ، ويجمع كل الأشكال الإلكترونية للتعليم والتعلم ، حيث تستخدم أحدث الطرق في مجالات التعليم والنشر والترفيه باعتماد الحواسيب ووسائطها التخزينية وشبكاتها .
أدت النقلات السريعة في مجال التقنية إلى ظهور أنماط جديدة للتعلم والتعليم كما قلنا قبل قليل وهذا زاد في ترسيخ مفهوم التعليم الفردي أو الذاتي لدى المتعلم .
حيث يتابع المتعلم تعلّمه حسب طاقته وقدرته وسرعة تعلمه ويعتبر التعليم الإلكتروني أحد هذهِ الأنماط المتطورة لما يسمى بالتعلم عن بعد و يعتمد التعليم الإلكتروني أساسا على الحاسوب والشبكات في نقل المعارف والمهارات .
– خصائص التعليم الإلكتروني :
يمكن اختصار خصائص التعليم الإلكتروني في كونه يقدم عبر الحاسوب وشبكاته محتوى رقميا متعدد الوسائط ( نصوص مكتوبة أو منطوقة مؤثرات صوتية ، رسومات صور ثابتة أو متحركة لقطات فيديو ) بحيث تتكامل هذه الوسائط مع بعضها البعض لتحقيق أهداف تعليمية محددة .
يدار هذا التعلم إلكترونيا حيث توفر عددا من الخدمات أو المهام ذات العلاقة بعملية إدارة التعليم و التعلم فهو قليل تكلفة مقارنة بالتعليم التقليدي سواء التكلفة على المؤسسة التعليمية أو المتعلم .
– للتعليم الإلكتروني ثلاثة أنواع رئيسية :
– النوع الأول التعليم المتزامن :
وهو التعليم على الهواء أو عن طريق البث المباشر ، وهذا النوع من التعليم يحتاج إلى تواجد المتعلمين في وقت محدد لمناقشة المواد بين المتعلمين ومع المعلم وفي ونرى في هذا النوع أن المتعلمين محددين بوقت معين ومعدات معينة مثل الكاميرا والمايك أي هناك شروطا لهذا النوع من التعليم الإلكتروني .
– النوع الثاني التعليم الإلكتروني غير المتزامن :
وهو تعليم غير مباشر ولا يحتاج لتواجد المتعلمين في وقت محدد أي أن المادة التعليمية متوفرة على المواقع وبإمكان المتعلم الحصول على المادة في أي وقت كان ، لكن في أغلب المواقع يشترطون تاريخا معينا لإنهاء المادة إن كان المتعلم يسعى للحصول على شهادة .
– التعليم المختلط :
وهو الذي يجمع بين النوعين وهذا النوع متسخدم في أغلب الجامعات المفتوحة.
ميزات المنصات التعليمية الإلكترونية التي نذكر منها :
تعميم الوصول إلى المعرفة باستخدام مجموعة متنوعة من الأشكال الرقمية ، والوسائط المتعددة .
تحديث دائم للمعلومات والمناهج لتتوافق مع التطورات العلمية والأكاديمية .
الاستفادة من المنصات التعليمية المقدمة من المؤسسات ذات السمعة العالمية ، والتي أنتجت من قبل خبراء العالم المشهورين في مختلف المجالات .
تنويع وإثراء المصادر ، وخلق فرص أكبر للتحليل المقارن والنقاش والحوار .
توفير الوقت والمال .
في اغلب الأحيان لا يكون هناك شروط للإلتحاق بمادة معينة وهذا أمر يسهل على الجميع تلقي تلك المادة دون شرط أو قيد .
– مزايا التعليم الإلكتروني :
– تضم مزايا التعليم الإلكتروني :
سهولة وسرعة التواصل مع المعلّم والطالب حتى خارجَ أوقات الدوام الرسميّ ، حيث تتوفّرُ العديد من وسائل التواصل الفوريّ عن بعد .
اختلاف أساليب التعليم وملائمتها للطلاب ، فهناك طلابٌ يعانون من صعوبةِ التركيز ، وتشتّت الانتباه ، وعدم القدرة على تنظيم الأفكار ، والتعليم الإلكترونيّ أتاح للمعلم إمكانيّة التركيزَ على الأفكارِ المهمّة ومراعاة النظام والترتيب في عمليّة الشرح لتكونَ المحاضرة منسّقة بصورة سهلة ومفهومة بسرعة .
توفر المادّة التعليميّة طيلة اليوم وكافّة أيام الأسبوع ساعدت الكثير من الطلاب على ترتيب وقت دراستهم ، ومكّنتهم من القيام بأعمال أخرى إلى جانبِ الدراسة ، فمن يُرِدْ أن يعملَ أو يلتحق بدوراتٍ أو نادي رياضيّ فيمكنه تنظيم وقته بشكل لا يتعارضُ مع الدراسة .
عدم اعتماد نظام التعليم الإلكترونيّ على الحضور الفعليّ للطالب ، حيث يستطيع الطالب الدراسة في أيّ مكان يفضّله ، ولا يتقيّدُ في الدراسة في الجامعة وسْط الطلاب أو في المكتبة .
– معوقات التعليم الإلكتروني :
تعرّض المواقع الإلكترونيّة لخطر الاختراق بأيّ وقت ؛ ممّا يجعل العمليّة التعليميّة غير آمنه بشكل تامّ، وعدم الثقة بما تعرضه المواقع الإلكترونيّة بشكلٍ كامل .
الحاجة لبذل الجهد والوقت في تدريب المعلّمين وقادة الميادين التعليميّة حول كيفيّة التعامل مع وسائل التعليم الإلكترونيّ الحديث .
رفض العديد من المعلمين وقادة الميادين التعليميّة من إدخال وسائل التعليم الإلكترونيّة إلى مجالاتهم .
قلّة الوعي الكامل من قِبل المجتمع حول مبادئ التعليم الإلكترونيّ .
عدم التمكّن من تغطية التكلفة الماليّة اللازمة للبدء في استخدام التعليم الإلكترونيّ بشكلٍ كامل .
صعوبة إلغاء التعليم التقليديّ بشكلٍ تامّ، واستبداله بشكلٍ مباشر بالتعليم الإلكتروني .
قلّة مراكز الصيّانة المستخدمة في حل المشاكل التقنيّة وخاصّة في المناطق البعيدة .
قلّة توفّر الأشخاص ذوي الخبرة والكفاءة في مجال إدارة ميادين التعليم الإلكترونيّ .
قلّة توفّر البنية التحتيّة التي تخدم الاتصالات .
– معوّقات التّعلّم الإلكتروني :
يواجه التعلّم الإلكترونيّ عدداً من المعوّقات والعراقيل ، وذلك أمرٌ طبيعيٌّ نظراً لكونه أمراً جديداً ، وقد لا يكون وصل إلى كافّة بقاع العالم ، ومن هذه المعوّقات نذكر :
عدم مقدرة بعض الطلّاب على توفير الأجهزة الإلكترونيّة اللّازمة للتعلّم الإلكتروني ، مثل أجهزة الحاسوب ، والأجهزة الذكيّة ، وشبكة إنترنت ، وذلك لأسبابٍ ماديّة أو لغيرها .
عدم توافر المدرّسين والخبراء القادرين على إتمام عمليّة التّعلّم الإلكترونيّ بالشّكل الصّحيح ، ويعود ذلك لسبب عدم فرض دوراتٍ تدريبيّةٍ على المدرّسين لا سيّما الّذين يخدمون في بلادٍ متطوّرةٍ ومعتمدةٍ بشكلٍ أساسيٍّ على التّعلّم الإلكتروني .
عدم المقدرة على التّعامل مع الأجهزة الإلكترونيّة إن توافرت ، وعدم معرفة طريقة صيانتها وتشغيلها، ويعود ذلك أيضاً لعدم توافر دوراتٍ تدريبيّةٍ في هذا المجال .
عدم فرض أسلوب التّعلّم الإلكترونيّ في المدارس الحكوميّة وفي كافّة أنحاء البلاد بشكلٍ رسميّ ، والاعتماد على طرق التّعليم التّقليديّة الّتي قد لا تكون بكفاءة التّعلّم المتطوّر .
عدم إيمان بعض المعلّمين المتشدّدين بأهميّة التعلّم الإلكتروني وعدم رغبتهم باعتماده ، ويعود ذلك لأسبابٍ قد تكون واقعيّةً شيئاً ما ، ومنها عدم الثّقة بكلّ المعلومات المُتوافرة على شبكة الإنترنت ؛ حيث توجد الكثير من المواقع الإلكترونيّة الّتي تنشر معلوماتٍ علميّة دون التّأكّد من صحّتها .
عدم إيمان أهالي الطلّاب المقدمين على التعلّم الإلكتروني بكفاءته وقدرته على نشأة جيلٍ واعٍ ومثقّف؛ وذلك لتمسّكهم بالعادات والتّقاليد القديمة . عدم الثّقة أحياناً بالطّالب الّذي يتمّ تسليمه جهازاً إلكترونياً وشبكة إنترنت بأن يلتزم بدروسه ويتابعها دون قيودٍ أو مراقبةٍ من أستاذه ؛ حيث من الممكن أن يوجد طلّابٌ يمشون وراء متعتهم وتسليتهم عوضاً عن تعليمهم .
تمت والحمد لله رب العالمين