– عنوان المحاضرة : أحكام التجويد
– المحاضر : أ. منال جبيلي
– المحاضرة : نصية
– قدمت في : FG – Group Academy -Turkey
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ..
احبتي .. إن علم التجويد من العلوم التي لقيت عناية متميزة وتنافس المختصون في تقديم مسائله وموضوعاته بأساليب وطرائق متنوعة ، منها الموسع المطول ومنها المختصر الموجز ، كما تنافس أهل المعرفة بالتجويد في شرحها وتوضيح غوامضها .
ولا شك أن في هذه الجهود خدمة مشكورة لكتاب الله تعالى ، ومقداراً من الحرص على تسهيل تلاوته وتيسير أدائه .
– سنتعرف على علم التجويد :
– التجويد :
لغةً : مصدر جود يجود ، يعني انتهاء الغاية في الاتقان وبلوغ النهاية في التحسين .
اصطلاحاً : إعطاء كل حرف حقه ومستحقه مخرجاً وصفة وقفاً وابتداء من غير تكلف .
– لكل شيء حق ومستحق :
فما هو حق الحرف ومستحقه ؟
حق الحرف : هي الصفات اللازمة الثابتة للحرف التي لاتنفك عنه في جميع الاحوال .
مثال : الجهر – الشدة – الاستعلاء – الاستفال – الاطباق – القلقلة وغيرهم من صفات .
اما مستحق الحرف : هي التي تعرض للحرف في بعض الاحوال وتنفك عنه في البعض الآخر لسبب من الاسباب .
مثال : الاظهار – الادغام – الاخفاء – المد – القصر – وو إلخ .
ويعتبر التجويد من أفضل العلوم واشرفها لتعلقه بكلام الله عز وجل .
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام قال : ” يقال لصاحب القرءان يوم القيامة إقرأ وارق في الدرجات ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها ” .
– من ثمار علم التجويد :
صون اللسان عن اللحن الجلي واللحن الخفي في تلاوة القرءان الكريم .
أما غايته ارضاء الله سبحانه وتعالى والفوز بسعادة الدارين .
كما يرجع الفضل لأول من كتب كتاباً مستقلاً فيه وهو الشيخ موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الملقب بأبي مزاحم الخاقاني في القرن الرابع للهجرة ..
وقد ألف قصيدة رائية مكونة من واحد وخمسين بيتا ذكر فيها عدداً من موضوعات التجويد ، ولم يستخدم ابو مزاحم كلمة ( التجويد ) في قصيدته ولكنه استخدم كلمة حسن الاداء .. توفي في عام ( 325 ) للهجرة .
– استمداد علم التجويد :
استمده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الوحي جبريل عليه الصلاة والسلام .. واستمده قراء الصحابة رضي الله عنهم من كيفية قراءة رسولنا الكريم .. واستمده منهم التابعون وأئمة القراء إلى أن وصل إلينا بالتواتر .
قال تعالى : { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {121} البقرة .
قال رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ” خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ” .
– يقسم علم التجويد الى قسمين ( نظري وعملي ) :
القسم النظري : يعني معرفة أحكام التجويد وقواعده وحفظها وفهمها .
مثال : أحكام النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة والمد ومخارج الحروف وصفاتها .. إلخ .
حكمه : فرض كفاية على كل مسلم .
القسم العملي : هو النطق بالحروف والكلمات القرءانية مجودة من مخرجها الصحيح وإعطاؤها حقها ومستحقها من الصفات .
حكمه : واجب على كل مسلم بالغ عاقل أراد أن يقرأ أو يحفظ شيئاً من القرءان قل أو كثر .
– يمكن تحصيل هذا العلم بطريقتين ( الرواية والدراية ) :
1- طريقة الرواية : وتكون بالعرض أو التلقين أو بكلا الأمرين .
ومعنى العرض : أن يقرأ الطالب أمام الشيخ .
ومعنى التلقين : أن يقرأ الشيخ أمام الطالب ثم يعيد الطالب ماقرأه الشيخ عليه .
2- طريقة الدراية : هي أن يلم القارئ بأحكام التجويد النظرية دراسة ومعرفة ثم يطبقها على آيات القرءان الكريم .
قال ابن الجزري : ” ولاشك أن الأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرءان وإقامة حدوده .. متعبدون بتصحيج ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة المتصلة بالحضرة النبوية الافصحية العربية التي لاتجوز مخالفتها ولا العدول عنها ” .
– اللَحَنَ في التجويد :
اللَحَنَ لغةً : الخطأ في الاعراب ومخالفة وجه الصواب في النحو .. يقال : لَحَنَ اأي : أخطأ .
اما اصطلاحاً : هو الخطأ في القراءة والانحراف فيها عن الصواب .
كما يقسم اللحن إلى قسمين : ( لَحَن جلي ولَحَن خفي ) :
1- اللَحَن الجلي : وهو إذا أخطأ القارئ بتغير حركة أو إبدال حرف مكان حرف .
مثال : إبدال الثاء بالسين في ( مثلهم ) ( مسلهم ) ، أو النطق بالقاف قريبة من الكاف في ( المستقيم ) ( المستكيم ) ..
حكمه : حرام ومرتكبه آثم .
2- اللحن الخفي : وهو إذا أخطأ القارئ في أحكام التجويد كترك غنة أو مد أو إدغام .. وهو يتعلق بكمال إتقان النطق لا بتصحيحه .. فلا ينتبه لهذا اللحن إلا من كان مقرئاً ضابطاً متقناً .
حكمه : إذا تساهل به القارئ أو تعمده كان آثم .
والناس في قراءتهم للقرءان الكريم أحد ثلاثة :
1- محسن مأجور .
2- أو معذور .
3- أو مسيئ آثم .
قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم : ” الذي يقرأ القرءان وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ” .
– أدلة وجوب التجويد :
قال تعالى في كتابه العظيم : { .. وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا {4} المزمل .
وقد بين علماء التجويد المقصود بالواجب الشرعي وهو مايثاب فاعله ويعاقب تاركه ، وإن من يخل بأحكام التلاوة آثم شرعاً مرتكب لمحرم ، فواجبنا أحبتي أن نحافظ على جوهر اللفظ القرءاني ومراعاة أحكام التجويد .
– الآداب التي على القارئ مراعاتها قبل التلاوة :
1- يستحب قبل البدء بالتلاوة أن يتطهر ويلبس ثياباً طاهرة ساترة للعورة .
2- أن يتسوك وينظف اسنانه ، لأن الفم طريق خروج كلمات الله تعالى وحروفه وفي تنظيفه إرضاء الله تعالى وتعظيم قرءانه .
3- أن يختار مكاناً بعيداً عن الشواغل .
4- أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لقوله تعالى : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {98} النحل .
– من الآداب التي على القارئ مراعاتها اثناء التلاوة :
1- أن يراعي في تلاوته اتقان القرءان وأحكام التجويد ، تأكيداً على أهمية إلتزام القارئ به إذ أن كثيراً ممن يقرؤون القرءان لا يراعون أحكام التجويد ، وكأنهم يقرؤون كتاب أو صحيفة .
2- أن يتدبر الآيات التي يقرؤها ويتفكر بمعانيها .
3- أن يتاؤل القرءان ، بمعنى أن ينفذ مافيه من أوامر في اثناء القراءة من تسبيح واستغغار وو إلخ .
4- أن يراعي سجدات التلاوة .
5- أن يحسن صوته ويتغنى به .
6- أن يقرأ الفاتحة وأول خمس آيات من سورة البقرة عندما يختم القرءان ثم يدعو الله تعالى فإن له دعوة مستجابة .
– للقراءة اربع مراتب ( التحقيق – التدوير – الحدر – الترتيل ) :
1- التحقيق : هي الإتيان بالقراءة محققة في أعلى درجات الإتقان والتأني .
2- الحدر : هو القراءة السريعة التي يؤديها القارئ من غير إخلال بالحروف ومخارجها وصفاتها .
3- التدوير : هو الاتيان بالقراءة متوسطة بين التحقيق والحدر مع المحافظة على قواعد التجويد ومراعاتها .
4- الترتيل : هو الإتيان بالقراءة بطمأنية عالية مع تدبر المعاني ، وهي أفضل المراتب لقوله تعالى : { .. وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا {4} المزمل .
تمت والحمد لله رب العالمين