مهارة التلخيص

– عنوان المحاضرة : مهارة التلخيص

– المحاضر : د. أوس العبيدي

– المحاضرة : نصية

– قدمت في : FG-Group Academy -Turkey

بسم الله الرحمن الرحيم

– المقدمة :

أغلبنا يعاني من زخم المواد الدراسية ومن صعوبة قراءة العدد الكبير من الصفحات في المناهج  أو هناك من يجد مشكلة في اختيار كتاب معين لعدم القدرة على الوقوف على محتويات الكتاب  فتراه يتردد في شراء الكتاب من عدمه .

كل تلك العقبات  تحل بشكل كليّ من خلال مهارة معينة يمكن للجميع اتقانها  من خلال التدرب عليها ، وهذه المهارة هي مهارة التلخيص ، حيث أصبحت هذه المهارة تدرس ويتدرب عليها الطلاب  لما لها من فائدة كبيرة و للوقت الذي توفره ولجهد  للطالب بصورة خاصة وللقارئ بصورة عامة .

حتى باتت المكتبات الكبيرة توظف أشخاصا مهمتهم إعداد ملخصات للكتب المعروضة حيث تقوم تلك المكتبات بتوفير هذه الملخصات للقراءة لتعينهم على الاختيار وبالتالي ستزداد نسبة المبيعات بشكل كبير .

حيث أصبحت هذه المهارة في الوقت الحالي هي مصدر للمال وميزة مهمة تساعد على توظيف الشخص خلال الزمن القادم سنتعرف على تلك المهارة مع بعض النصائح المهمة التي تعين على اتقان تلك المهارة .

 

– تعريف التلخيص  :

– لخَّصَ : ( فعل ) .

– لخَّصَ يلخِّص ، تلخيصًا ، فهو مُلخِّص ، والمفعول مُلخَّص .

– لخَّص الكلامَ / لخَّص المقالةَ : اختصرها وأوجزها .

– لَخَّصَ القولَ : قربَه واختصره .

– لَخَّصَ الشيءَ : بيَّنه وشرحه .

– لخَّص الشَّيءَ : أخذ خلاصتَه .

– تَلْخيصُ الدَّرْسِ : إِجْمالُهُ ، اِخْتِصارُهُ ، تَقْديمُ خُلاصَتِهِ .

 

– التلخيص اصطلاحا : هو إبراز النص في عدد قليل من الكلمات مع  الحفاظ على الفكرة الرئيسية للنص الأصلي  دون تغيير أو تحريف .

أو هو إعادة صياغة النص الأصلي صياغة جديدة مع المحافظة على الفكرة الأساسية للنص الأصلي .

بشرطين هما :

– الأول : في عدد قليل من الكلمات والمفردات .

– الثاني : المحافظة على جوهر النص الأصلي والإبقاء على الأفكار الأساسية .

من خلال التعريف الان تتضح لنا المعالم الرئيسية للتلخيص ، عليه نستطيع القول أن التلخيص هو ليس اجتزاءا من النص الأصلي بل هو عملية تعالج النص الأصلي كاملا وبشكل يحافظ على المحتوى الرئيسي في النص الأصلي دون الإخلال به .

وإلا ما كان هنالك فائدة من  التلخيص ، عليه من قرأ التلخيص يجب أن يحصل على نفس الفائدة التي يحصل عليها من قراءة النص الأصلي مع توفير الوقت والجهد اللذان كان يحتاجهما في معالجة النص الأصلي ، ومن هنا برزت أهمية التلخيص .

 

لماذا نلخّص ؟

أهمية التلخيص ‫:

1- تمكين القارئ من الاستيعاب والتركيز والقدرة على الاهتمام بالعناصر المهمة للموضوع من خلال  ‫تلخيص الأفكار الرئيسية .

2- التلخيص تدريب عملي على الكتابة المكثفة واسترجاع منظم للمعلومات التي اختزنها القارئ  ‫واختبار لمقدراته الاستيعابية .

‫3- التلخيص ضرورة حياتية لاستثمار الوقت و توفيره حيث يستهلك القارئ وقتا أقل في استعراض أهم الأفكار والمحاور في  مقال معين أو عرض تفاصيل كتاب  والوقوف على أهم الفقرات فيه ، وحتى في الامتحانات ، التلخيص يوفر جهد كبير يستهلك في عملية المراجعة واستحضار المعلومات .

4- عزل الأفكار الثانوية  التي من شأنها تشتيت القارئ والتي لا أهمية لها . ‫

5- التدريب على تنظيم الأفكار وصياغتها بشكل عملي فعال . ‫

6- لتدريب على الدقة والاتقان  وتثبيت المعلومات في ذهن الطالب .

7- لتخليص مهم للمتحدثين في الندوات والمؤتمرات  وحتى الخطب  لتجنب الممل الحاصل للمستمع .

8- يساعد على فهم النص  والقصد من ورائه بدون تطويل ممل .

 

– مبادئ أساسية  في التلخيص :

1- لا يسمح لك بالتعديل أو الحذف الذي يخل بالفكرة الأساسية للنص الملخص ، والذي قد يؤدي على فهم عكس المعنى المراد من وراء النص .

2- التخلص من كثرة الأمثلة والسرد الممل والاستغناء عنها بمثال مع شرح وافي وكافي بدون إطالة لا حاجة لها .

3- التوازن بين الفقرات ، بحيث لا يطغى قسم من الموضوع الملخص على الآخر .

4- التسلسل والتدرج في عرض الأفكار وترك العشوائية .

 

– الطرق الأساسية لكتابة الملخصات :

الطريقة الأولى : ( النثرية ) ، هذه الطريقة هي أكثر الطرق شيوعاً ، حيث تكون عبارة عن نسخة مكثفة صغيرة الحجم تحتوي على أهم القواعد والأفكار الرئيسية للنص الأصلي وتستخدم بشكل كبير في تلخيص المناهج العلمية .

الطريقة الثانية : ( الهياكل ) ، هذه الطريقة تكون على شكل كلمات مفتاحية وعناوين لاهم الفقرات مع تلعيقات بسيطة على كل فقرة من الفقرات .

الطريقة الثالثة : ( الجداول والخرائط ) ، هذه الطريقة يتم تلخيص النص الأصلي على شكل جداول أو  مخططات أو  خرائط ذهنية وهذا النوع بالذات انتشر في الآونة الأخيرة بعد اهتمام الباحثين بالخرائط الذهنية والحرص على تعلمها وتسخيرها في مثل هذه الأمور .

 

– خطوات التلخيص العلمية :

1- أول هذه الخطوات وأهمها هي قراءة النص المراد تلخيصه حتى تستطيع تكوين فكرة شاملة حول النص وتدرك ما هي أهم الفقرات الواجب توفرها في التلخيص حتى تضمن  الفائدة الناتجة منه .

وهنا يجب الإنتباه  لأمر هام جدا ، لا يمكن تلخيص نصوص في فنٍ أنت لا تتقنه أو حتى ليس لديك فكرة شاملة عن أهم معالم هذا الفن وإلا سيكون تلخيصك  عبارة  عن استقطاعات من النص ليس لها فائدة في أغلب الأحيان .

2- بعد القراءة للنص الأصلي سيبدء العقل بتحديد الأفكار الرئيسية في النص ، بهذا سيتضح لنا منهج التلخيص والطريق الذي يجب السير عليه خلال عملية التلخيص لمعالجة تلك الأفكار وإدراجها في النص الملخص ومعالجتها .

3- بعد تحديد الأفكار الرئيسية سيكون هناك عدد من الأفكار الأخرى التي لم تصنف بنفس أهمية الأفكار الأولى التي سبق ذكرها قبل قليل ، فقد تكون نواتج عن  تلك الأفكار الرئيسية  فيتم ذكرها في النص المخلص إن كانت ذات أهمية .

4- إعادة الكتابة بعد تحديد أهم المحاور في النص الأصلي وبعد التفريق  بين الأفكار الأساسية وبعض من الأفكار الثانوية التي ترى أن ذكرها في الملخلص يزيد من الفائدة العلمية .

حيث تبدء عملية الكتابة وهذه العملية هم من أهم الخطوات فهي كالنسيج حيث يبدء الملخص بنسج الأفكار الأساسية بمصطلحات علمية دون تطويل  توضح الهدف والغاية من ذكر تلك الأفكار في النص الأصلي وماهي النتائج العلمية أو المعرفية التي توفرها تلك الأفكار ، وهنا يجب الانتباه لأمر هام جدا .

وهو أن الكتابة يجب أن تكون بلا تطويل  ممل وبلا اختصار مخل ، فيجب أن تكون دقيقة على هيئة علمية غير خارجة عن القوانين والقواعد الخاصة بالتلخيص والتي تعرضنا  لبعضها هنا في هذه المحاضرة .

5- بعد كتابة التلخيص هنا تأتي  عملية مهمة جدا وهي  الموازنة بين النص الأصلي والنص الملخص، حيث يجب  على الملخص إعطاء القارئ نفس الفائدة العلمية التي يعطيها النص الأصلي لكن بوقت أقل وبجهد أقل وبوضوح وسلاسة أكثر ، وخلال هذه العملية يتم  كذلك المراجعة والتدقيق لمفردات النص .

 

– بعد التلخيص يجب علينا أن نسال أنفسنا عددا من الأسئلة  :

1- هل حافظت على الجوهر الخاص بالنص الأصلي ؟

2- هل حافظ المخلص على الأفكار الأساسية ؟

3- هل خلا الملخلص من الزيادة التي لا داعي لها ؟

4- هل ناب التلخيص مناب الأصل أم لا ؟

 

– قواعد تلخيص النص :

‫1- قاعدة الحذف : ‫يمكن حذف كل الجمل التي لا تساهم في فهم النص مثل : تحديد الزمان والمكان ، ووصف الأشياء والأشخاص ‫والأعمال الثانوية .

‫2- قاعدة الدمج : ‫‫يمكن دمج الجملة في جمل أخرى تشكل شرطاً لازماً أو نتيجة للجملة .

‫‫3- قاعدة البناء : ‫‫يمكن بناء جملة من جمل وإحلالها محلها شرط أن تكون الجملة المبنية الناتج الطبيعي للجمل .

4- قاعدة التعميم : يمكن استبدال مجموعة من الجمل بجملة تعميمية تحمل في ذاتها المعاني التي حملتها الجمل المستبدلة . ‫

 


تمت والحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى