– عنوان المحاضرة : مميزات وعيوب الدروس الخصوصية
– المحاضر : أ. سيرسا تو
– المحاضرة : نصية
– قدمت في : أكاديمية FG – Group الأمريكية
بسم الله الرحمن الرحيم
يحلم كل الآباء والأمهات بمستقبل باهر لأبنائهم ، ويسعون إلى تحقيق ذلك بشتى الطرق ، حيث يختارون لهم أفضل المدارس ، يوفرن لهم الجو المناسب للمذاكرة، ويشترون لهم جميع الأدوات المدرسية ، ويسمحون لهم بالمشاركة في الأنشطة الرياضية والثقافية التي يحبونها ، كل ذلك حتى يوفرون لهم كل احتياجاتهم .
ولكن قد يفاجأ الأهل بعد ذلك ، بحصول أبناءهم على درجات سيئة في الامتحانات ، أو أن المدرسين يشتكون من قلة قدرتهم على الفهم والاستيعاب ، الأمر الذي يجعل بعض الآباء والأمهات يصابون بالإحباط والضيق .
الدرجات السيئة لأي طالب ، ليست دليل على أنه فاشل أو أن مستواه ضعيف ، لذا يجب على الأهل أن يتعاملوا مع هذا الأمر بحكمة شديدة .
وهناك العديد من العوامل والأسباب التي تدفع بالأسر للجوء للدروس الخصوصية ومنها :
ضعف جودة التعليم في المدرسة التي يرتادها الطالب .
أو ضعف كفاءة المعلمين الذين يقومون بالتدريس بها .
لا ننسى اكتظاظ المقررات التعليمية مع عدم وجود الوقت الكافي في اليوم الدراسي لفهم واستيعاب كل المواد الدراسية .
ضعف تحصيل الطالب وتعثره الدراسي مع عدم قدرته على التركيز ومواكبة زملائه المتفوقين ، الأمر الذي يتطلب المزيد من الشرح له على وجه خاص بإتباع طرق تناسبه وتناسب مستوى استيعابه أكثر.
تكدس المناهج وغياب فلسفة الامتحانات القائمة على الفهم وليس الحفظ.
الصوت العالي الذي يصدره زملائه أثناء الشرح ، الأمر الذي يجعله غير قادر على الفهم والتركيز .
انشغال الاهل عن الابناء و عدم توفر الوقت الكافي لمتابعة دراستهم .
او ضعف المستوى العلمي للأهل .
– قبل اتخاذ قرار اللجوء للدروس الخصوصية :
يجب على أولياء الأمور وضع عدة أسس وقواعد هامة قبل اتخاذ قرار اللجوء إلى الدروس الخصوصية منها .
تقييم المستوى الدراسي للطالب عموماً وقدرته على التحصيل المدرسي لوحده دون مساعدة .
تقييم كفاءة وجودة التعليم المدرسي .
تقييم الكفاءة المهنية للمعلمين في المدرسة .
تقييم مدى صعوبة المادة الدراسية وعدم قدرة الطالب أو ولي الأمر على المساعدة في استيعابها .
قدرة الأسرة المادية على تحمل الأعباء المادية للدروس الخصوصية .
– مميزات الدروس الخصوصية :
رفع كفاءة الطالب الدراسية خاصة إن ثم الاستعانة بمدرس خصوصي لمراجعة الدروس مع الطالب بشكل فردي بالمنزل .
إعطاء الوقت الكافي لشرح كل مادة دراسية وتكرار المعلومات أكثر من مرة مما يساعد على الفهم .
المتابعة الدقيقة لمستوى الطالب الدراسي .
تعويض أي نقص أو تقصير في شرح المواد الدراسية في المدرسة .
تخفيف عبء متابعة الطالب ومستواه الدراسي على الوالدين واعتمادهم على الدرس الخصوصي وخاصة في حالة ضعف المستوى العلمي والثقافي لأولياء أمور الطالب .
– أكثر تنظيمًا :
يُعطي المعلمون دروسهم الخصوصية اهتمامًا كبيرًا فتجد المعلم يبذل أقصي جهد ممكن ليُشعر الطالب بأن وقته لا يضيع بل أنه سيستفيد من كل دقيقة يقضيها لدى المعلم أثناء تواجده في الدرس .
– أكثر فاعلية :
خلال الدرس الخصوصي يركز المعلم على إثارة فضول الطلاب وتحميسهم وذلك عبر طرح أسئلة تثير فضولهم المعرفي ويطلب منهم الإجابة .
بالإضافة إلى تركيزه على بعض الجوانب المعنوية للطالب والتي سرعان ما تنقلب إلى صداقة ويصبح الطالب مهتمًا بالمادة لاهتمام معلم المادة به .
– المكان الجيد والاستجابة :
يختار المعلم بدقة المكان الذي سيبدأ فيه بالتدريس للطلاب ، حيث تجد أغلب المعلمين ذوي العقلية الجيدة ممن يتجهون نحو الدروس الخصوصية يوفرون أماكن جيدة للطلاب وفقًا لما يحبونه كي تجذبهم فلا يملّوا منها .
بعض الآباء لا يمتلكون أموال كثيرة تجعلهم قادرين على إلحاق أبناءهم بمدارس خاصة ، حتى يحصلوا على تعليم جيد ، فيضطروا إلى إلحاقهم بالمدارس الحكومية ، لذا يستعينون بالدروس الخصوصية .
يشعر الطالب أنه قادر على الفهم والاستيعاب ، وذلك لأنها لا تضم نفس الأعداد الضخمة الموجودة في المدرسة ، كما أن الطالب لا يشعر بأي حرج ، من أن يطلب من المدرس أن يعيد جزئية معينة من الشرح .
– عيوب الدروس الخصوصية :
كما ذكرنا من قبل ، هناك الكثير من المميزات للدروس الخصوصية ، ولكن هناك بعض السلبيات ، التي ظهرت نتيجة ظهور الدروس الخصوصية ، والتي من أهمها :
اختفاء دور المدرسة ، حيث أصبحت الدروس الخصوصية بديلاً عن المدرسة ، وأصبح الطلاب يرفضون الذهاب إلى المدرسة ، نظراً لأن لديهم الكثير من الدروس ، الأمر الذي يجعل بعض الأهل يستجيبون إلى رغبتهم ، وهذا الأمر خطير للغاية .
أصبحت الدروس الخصوصية مرتفعة الأسعار بصورة مبالغ فيها و ذلك يزيد العبء المالي على الأسرة .
حيث بدأ بعض المدرسين يتاجرون بهذه المهنة ، ويبيعون العلم والمعرفة ، حيث استغلوا عدم ثقة الأهل في المدرسة ورغبتهم في أن يحصل أبناءهم على أعلى الدرجات ، وقاموا برفع الأسعار .
العبء الإضافي على الطالب لانشغاله بالدروس الخصوصية التي تستهلك الكثير من الوقت وتترك الطالب منهكاً ذهنياً وبدنياً .
التسبب في كسل الطلاب واتكالهم الدائم على مصدر خارجي للدراسة .
إهمال الطالب للمدرسة وعدم الاهتمام بما تقدمه من علم لكونه يعلم أن لديه مصدر آخر للمعلومات .
عدم قدرة الطالب على الاعتماد على نفسه في مذاكرة المواد حتى السهل والبسيط منها .
– انخفاض جودة التعليم :
بالنظر إلى أن الدروس الخصوصية تُدر مالًا أكثر مما تُدره المدرسة على المعلم ، فقد اتجه بعض المعلمين إلى امتهان الدروس الخصوصية وسرعان ما التحق بهم خريجو كليات التربية وغيرهم ، ما أثر بشكل كبير على أداء وجودة التعليم داخل المدارس .
انخفاض معدل الإبداع والابتكار : لا تسمح الدروس الخصوصية لإمكانات الإبداع والمهارات التي يمتلكها الطالب أن تنمو أو تتقدم ، بل إنها تقف عائقًا أمام تقدم الطالب لمستويات أعلى من التفكير والابتكار ، وينتج ذلك من خلال الطريقة التي يتبعها مٌعظم معلمي تلك الدروس في الحفظ والتلقين وخصوصًا المواد المعرفية ، فتجد المعلم يعيد ويكرر لطلابه ويجعلهم يحفظون دون تفكير منطقي .
– كيف يمكن التخفيف من عبء الدروس الخصوصية ؟
الدروس الخصوصية تمثل عبء مادي ثقيل على الأسر الذي يمكن تجنبها أو التقليل منها ببعض الحكمة والتصرف المناسب .
يجب التأكد من التحاق الطالب بمدرسة تقدم مستوى جيد من التعليم للطلاب والتأكد من كفاءة معلميها .
في حال غير ذلك عدم التردد في تقديم شكوى لإدارة المدرسة حيال أي خلل في المنظومة التعليمية في المدرسة .
مثل كثرة عدد الطلاب في الفصل .
أو عدم كفاية وقت الحصة الدراسية .
أو عدم كفاءة أحد المعلمين وغيرها من الشكاوى .
مع اهتمام الأهل بمتابعة ومساعدة الطلاب في المذاكرة والاستيعاب لحظة بلحظة لتجنب تراكم الدروس.
– متى يجب على ولي الأمر تجنب الدروس الخصوصية ؟
لا يجب أن يعتمد أولياء الأمور على الدروس الخصوصية اعتماداً كلياً ، هذا يخلق طالباً كسولاً غير متحمل للمسؤولية.
لذا يجب على ولي الأمر تجنب اللجوء للدروس الخصوصية في الحالات الآتية :
– عند سهولة المواد وقدرة الطالب على مذاكرتها واستيعابها بنفسه بالقليل من الجهد .
– إذا كان ولي الأمر قادراً ولديه الوقت الكافي لمساعدة الطالب في مذاكرة بعض المواد .
– عند التأكد من كفاءة العملية التعليمية والمعلمين في المدرسة التي يرتادها الطالب .
عند توفر بدائل أخرى للدروس الخصوصية مثل الفيديوهات التعليمية على شبكة الإنترنت التي يمكن للطالب متابعتها واستغلالها الاستغلال الأمثل .