ما هو كتاب الفتوحات المكية لابن عربي رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

الفتوحات المكية من أهم كتب ابن عربي في التصوف كتبها في بداية أمرهِ كرسالة تسمى (الفتح المكي) ثم أكملها بعد زمن حتى أصبحت تحتوي على أكثر من 4000 صفحة وقد قال فيها: «كنت نويت الحج والعمرة فلما وصلت أم القرى أقام الله في خاطري أن أعرف الولي بفنون من المعارف حصلتها في غيبتى وكان الأغلب هذه منها ما فتح الله علي ثم طوافي بيته المكرم». وقال في الباب الثامن والأربعين: «وأعلم أن ترتيب أبواب الفتوحات لم يكن عن أختيار ولا عن نظر المذوق وإنما الحق الله يملي لنا على لسان ملك الإلهام جميع ما نسطره وقد نذكر كلاماً بين كلامين لا تعلق له بما قبله ولا بما بعده وذلك شبيه بقول الله «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى» بين آيات طلاق ونكاح وعدة ووفاة». وقال: «وأعلم أن جميع ما أتكلم فيه في مجالسي وتصانيفي إنما هو من حضرة القرآن وخزائنه فإني أعطيت مفاتيح الفهم فيه والإمداد منه». وفي أوله مقدمة في فهرسة ذكر فيه خمسمائة وستين باباً .

لاشك أن الفتوحات المكية كتاب خطير لكثرة المدسوسات فيه تلك المدسوسات التي تم دسها في الكتاب عبر قرون طويلة لذلك لابد من الوقوف على عالم عارف بالله تعالى يميز في العقيدة ما يمكن أن يكون غريباً عنها وينظفها من المدسوسات التي دست على الشيخ . محيي الدين ابن عربي ليتمتع الدارس لهذا الكتاب بالمعلومات النقية الصافية الحقيقية في باب الحقائق والأنوار والأسرار .

ولعلك عندما تدرس معنا في هذه الدورات هنا ستجد أن الشيخ ابن عربي كان بعيداً كل البعد عن معاني الحلول والاتحاد و وحدة الوجود التي دائماَ يتهم بها وهو برئ منها .

نعم تعال معنا إلى مشرب نقي تتعرف فيه على الحقائق بنور خاص .