قدرة الحب

– المحاضرة : قدرة الحب

– المحاضر : أ. رانيا بختياري

– المحاضرة : نصية

– قدمت في : FG – Group Academy -Turkey


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بالحب نبدأ لقاءنا السعيد

مع إطلاله معرفيه في عالم الحب وماهي إمكانية القدرة التي يهبنا الله إياها بإذن الله أهلا وسهلا لكم

في هذا الايام الجميلة التي نعيش جمالياتها معكم في  المهرجان الكريم أبارك لكل القائمين على مهرجان علوم القدرات النورانية هذا النجاح  الرائع المتقدم  الذي يعرض في هذا العصر وسيسجله تاريخ ويدوم ذكراه  مع عطر إنتاجكم المبارك ..

واتقدم  بخالص الشكر وجميل  الامتنان لسماحة المؤسس الحكيم علامة الديار الشامية الشيخ د. هانيبال يوسف حرب حفظه الله تعالى لما كان له  من الاثار العلمية والمعرفيه للبشرية في عالم والنور والعرفان الأقدس بجمال وبديع حروفه ..

وبهذه الفرصة الجميلة ابارك لك مولانا ذكرى قدوم مولد الرسول الحبيب صل الله عليه وآله وسلم وأعايدك وأعايد جميع الأحبة في مولد الحبيب المبارك وكل عام وانتم بكل الخير والحب ..

بارك الله بك مولاي ملك في عالم النور  والمعرفة .. واتقدم بشكر لجميع الحضور  الاكارم الذين يعبر  حضورهم عن حبهم  لهذا النور المعرفي  وشكرا لكم جميعا .

– الحب :

هو مقام شريف وهو أصل في الوجود ومصدر تقوم عليه علاقات المحبوبين المتجلية .

وكلما ارتفع منسوب الحب ازداد النشاط وكثر العطاء وارتفعت الهمة وهانت الصعاب ، فكان الحب لذلك ملازماً لحياة الإنسان في سيرته وعبر مسيرته على هذه الأرض ، ومقتضيات روحه. يعبّر به الإنسان عن عاطفته الذاتية وأشواقه القلبية تجاه مثير لتلك العاطفة ومحفز لأشواقه ومحرك لشجون قلبه ..

الله سبحانه وتعالى خلقنا بحب ولهذا الحب مظاهر متعددة واتجاهات مختلفة ومشارب متنوعة ، فهو قد يكون متجها نحو إنسان ذكرا أو أنثى، وقد يكون  متجها نحو بلد أو وطن ، وقد يكون نحو الله تعالى وهو الحب الأصل الذي ليس كمثله شيئ ، إن  الحب عند الله مطلق ..

الحب في القرآن الكريم  خصوصي ليس فقط بالكلمة  وتفسيرها  بل  علومه بالمعنى وتأويلها وما فوق التأويل حتى فهمه وتأويله لأهل الخصوص فهذا حب خاص ..

فيتعلق قلبه بالقرآن الكريم ومجالس العلم والذكر  قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ  } .

ولهذا الحب عطاءات وقدرة خاصة ..

فحب الله الله ليس كمثله شيئ فمنه ينبع حب الناس لبعضهم  وحب الوطن  وحب كل شيئ بالله ..

الحب مهما تعددت اتجاهاته ومظاهره فالحب حب .

عن معاذ رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ” قال الله تبارك و تعالى : وجبت محبتي للمتحابين فيّ ، و المتجالسين فيّ والمتزاورين فيّ ، والمتباذلين فيّ ” .

المتباذلين يعني المتعاونين لأجل الله ويبذلون جهدهم في سبيل الله وطاعته .

الحب قدرة على فعل المستحيل وما أجمل الحب عندما يكن لله ومن الله وفي سبيل الله .

ويستقى من أيات الله تعالى في الحب و تسري انوارها فينا كي تتفجر قدرات الحب في ذواتنا فالحب أصل ومن هذا الاصل ننطلق بتوجه بحبنا كي ننال مالا يناله إنسان لا يعي قدرة الحب لان الله من وراء كل شيء محيط حتى في الحب  فالحب سلطان نتحلى بردائه  لتجري أحكام الحب على جوارحنا .

ما من نعمة في الدنيا إلا ولها آثارها في الدنيا والآخرة ، كأن يحبك الناس ، لأن الله إذا أحبك ألقى محبتك في قلوب الخلق ، يوجد في الوجود انسان اينما حل وأينما وجد  هو محبوب لعلنا نرى من الناس من هو يتصف باللطف ويُحب للطفه ومن هو ودود ويُحب لوده ومن هو إجتماعي ويُحب لقدرته على التفاعل ومن هو جميل يُحب لجماله .

اعلمو إخوتي أن الحب ليس كسبي وليس تصنع ولا نستطيع تمثيل قدرة الحب .

إخوتي في الله لعلنا نعلم ان الله ينادي في الملئ باسم من يحب ..

هذا دليل عل  ان الحب ينزل انزال من عند الله فالحب منزل .

قد ثبت في الحديث الصحيح : إن الله إذا أحب عبداً نادى جبرائيل إني أحب فلاناً فأحبه ، ثم ينادي جبرائيل في أهل السماء : أن الله يحب فلان فأحبوه ، ثم توضع له المحبة في الأرض فيحبه أولياء الله وأهل طاعته ، ليس أهل الشرك به ، يحبه أولياء الله وأهل طاعته لما يوقع الله في قلوبهم من محبته بسبب محبة الله له .

وهكذا البغضاء إذا أبغض الله عبداً نادى جبرائيل  إن الله يبغض فلاناً فأبغضه فيبغضه جبرائيل ، ثم ينادي في أهل السماء ، إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه ، ثم توضع له البغضاء في الأرض، نعوذ بالله ، نسأل الله العافية من البغضاء ونسأله الحب .

لجمال الحب قدرة يهبنا الله إياها سنتكلم عنها من ما يفتح الله لنا  بها طبع الحب مطلق وقدرته مطلقه لا نستطيع إحصائها لأن الله كريم في الحب ونسأل الله ونرجوه أن نكون أهلاً لهذا الكرم .

– من قدرة  الحب ماهو عدم الضرر بذنب :

عن انس بن مالك قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم : ” التائب عن ذنب كمن لا ذنب له إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب ” حفظ الله الحبيب  المحب عن الذنوب فكان له  الحب  وابعد عنه ضرر الذنب  قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم : ( لم يضره ذنب  ) حتى إن أذنب لأن التائب يمحي الله ذنوبه  فيصبح العبد حبيب الله لان التائب حبيب الله  وعندما يصبح حبيب الله لم يعد يضره ذنب ..

فمن كان للوصال أهل .. فكان الحب له في كل شيئ أصل .

التوبة يدخل فيها  مدخلين من الغفران والعفو  مع قدرة التغيير لأن عندما يتوب العبد يبدل الله السيئات بالحسنات ..

الغفران يستر الله العبد ويغفر له ..

العفو يمحو الله له الخطيئة ..

اما توبة يغفر له ويمحو ذنبه ويبدلها  له بحسنات ..

فعندما يصل العبد لحب الله  فلا ذنب مع هذا الحب يبدل ذنبه حسنه ولا يضره بها .

– خاصية الامان في لا خوف عليهم ولا هم يحزنون :

اعلموا إخوتي في الله تعالى أن الأمان حب  والحب أمان .. فإذا عاش الإنسان بكره أو تشتت بسبب عدم إيمانه بما آتاه الله تعالى فكيف يعيش الأمان ؟!

من هنا علمنا أن حب الله تعالى حباً حقيقياً هو أمان  ، أقول حباً حقيقياً لأن ليس كل من قال أنا أحب الله فقد أحبه حقاً .. فعليه ان يتحقق بالحب ليخرج منه الحب حباً حقيقياً صادقاً .

من هنا علمنا أن حب الله تعالى حباً حقيقياً هو أمان ، أقول حباً حقيقياً لأن ليس كل من قال أنا أحب الله فقد أحبه حقاً .. فعليه ان يتحقق بالحب ليخرج منه الحب حباً حقيقياً صادقاً .

فعبد يؤمن بالله تعالى إيماناً مطلقاً ويحبه ويخلص له .. ويحب بالله ويبغض بالله .. ويتكلم اجمل الكلام وأعذبه ويعلم أن الله تعالى هو مَن يُنطقه هذا الكلام .. فهو يعيش بقدرة الحب ..

سؤال : كيف يعرف العبد أن الله يحبه؟ ما هي علامات حب الله وكيف تتجلى ؟

الجواب : معرفة حب الله كرامة للعبد نفسة إما  يخبره وليه المرشد بأنه حبيب الله أو تظهر له علامات الحب في تجلياته الله له أو الاثنين معاً ..

والأجمل كما قال  رسو الله صل الله عليه وآله وسلم أنا عند  ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء ونحن بإذن الله لا نظن بالله إلا خيرا بالحب ..

وهذه العلامات هي القدرة التي نتحدث عنها الآن

سؤال : هل من الممكن ان اغضبني احد ما ان اغضب منه .. كما افهم من الحديث .. مثال : انسان صاحب معاصي ولا يتوب ، وانا لا اريد مرافقته كونه صاحب معاصي ؟

الجواب : الغضب للحق جائز إنما بحكمة ..

لكن أي حديث تتكلم عنه من طبيعي أن انسان صاحب معاصي لا نرافقه .

سؤال : هل من الممكن أن يحب الله الخطائين ؟ أم أن حبه سبحانه وتعالى للتائبين حصرا .. والذين يتحرون عدم الوقوع في الحرام والخطايا ؟

الجواب : من طبيعة الإنسان الوقوع في الخطأ والذنب ، كما في جاء في الحديث الشريف : ” كل بني آدم خطاء ، وخير الخطّائين التوابون ” فحين يصر الإنسان على خطئه دون توبة فمن أين يتولد له الحب ؟؟؟؟ إذا كان يخطئ بحق اله ويعصيه فمن أين سيعرف وجهاً للحب إن لم يتب ؟؟ التائب حبيب الله .. نعم إن الله تعالى يحب التائب .. ويحب المخطئ الذي يتوب ..

ثانياً – التائبين هم من أخطأوا وتابوا .. أي رجعوا عن ذنبهم فهؤلاء يختلفون عمن يتحرون عدم الوقوع في المعصية والحرام .. وبالتالي فمن يتحرون عدم الوقوع في المعصية هم أحباء لله تعالى لأنهم على شهود من محبوبهم وهو شغلهم الشاغل .

مداخلة : ومن العلامات سيدتي اذا سمحتي لي على دلائل حب الله للعبد ، هو أن يسوقه إلى من يدله عليه ، ليصل إليه ويعرفه على نفسه .

الجواب : عينُ التمام .

لقد علم أن الله تعالى خلق كل شيئ بحب  وعلم يقيناً أن الله أحبه فخلقه فكيف له أن يخاف والخوف لا يأتي إلا من شيء أكبر وقد علم أن الله أكبر وأن الأكبر هو حبيبه فممن يخاف ؟

أو كيف له أن يحزن وهو يعلم أن كل شيء من عند حبيبه وبأقداره .. وهو راضٍ عنه وبه .. فهو دخل في دائرة أمان لا يخاف من شيئ بعدها ولا يحزن ..

وتلك هي صفات أولياء الله تعالى الذين تحدثت عنهم  الآيه الكريمة : { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } .

حديث عن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم : ” عَن عمر سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم َ يَقُول: إِن من عباد الله عبادا مَا هم بِأَنْبِيَاء وَلَا شُهَدَاء يَغْبِطهُمْ الْأَنْبِيَاء وَالشُّهَدَاء يَوْم الْقِيَامَة لِمَكَانِهِمْ من الله ، قَالُوا: يَا رَسُول الله خبرنَا مَا هم وَمَا أَعْمَالهم فَلَعَلَّنَا نحبهمْ ، فَقَالَ : قوم تحَابوا فِي الله عَلَى غير أَرْحَام بَينهم وَلَا أَمْوَال يَتَعَاطونَهَا فو الله إِن وُجُوههم لنُور وَإِنَّهُم عَلَى مَنَابِر من نور لَا يخَافُونَ إِذا خَافَ النَّاس وَلَا يَحْزَنُونَ إِذا حزن النَّاس “ فتلى عليهم الآية { .. لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } .

– لماذا أسميناها خاصية الحب وليست قدرة الحب ؟

الجواب : وإن كانت خاصية الأمان هي قدرة  فلا نقول عنها قدرة نعبر عنها خاصية  وإن كانت حقيقتها قدرة لان القدرة مطلقة والامان بـ { .. لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } خاصية من خصائص هذه القدرة المطلقة ..

المعنى الذي يوضح الخصوصية  والقدرة : هي ان القدرة ليست ملموسة إنما لها  أثرها في الظاهر .. و الأثر عبارة عن مطلق جمع  الخصوصيات المدركة لمجمل  المعقولات و أيضا جمع تفاصيل مفردات الجسمانيات المحسوسة والملموسة ..

وخاصية الامان هي جزء من  مجمل التفاصيل الموجودة في كليات المعنى الغير ملموس .. أي في المعقولات فقط .. نقصد بالمعقولات أي ما يدركه العقل .

المقصود بالعفو هو محو الاثر .. فإذا أساء إليك أحد ما .. وقلت أنك عفوت عنه .. فلا تكون متحققاً بقدرة العفو إلا إذا محوت الإساءة من داخلك نهائياً فلا يبقى لها أي أثر  ظاهراً أو باطناً تجاه مَن عفوتَ عنه .

و لكن من لديه هذه القدرة ؟!

المحب الذي يعفو بهيمنة الحب وقدرته عليه يمتلك قدرة العفو .. 

لقد علم العبد أن الله تعالى عفو يحب العفو .. ولأجل مايحبه الله تعالى فهو يحرص على ان يعفو عمن  أساء إليه ويصفح ( إن الله عفو يحب العفو ) .. فيكسب  المحب ماهو أعلى من العفو وهو حب الله الأعلى ..

يريد الحق سبحانه وتعالى لنا أن نبقي على منابع الخير ولا نغلقها بأيدينا ؛ والعفو هو باب كبير للخير .. هل يصح أن نذنب ويعفو الله عنا ونحن  لا نعفو عن عبد مثلنا يخطئ ويستغفر ؟

أحبتي فما جزاء الإحسان إلا الإحسان :

قدرة الاحسان :

يقول تعالى : { فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }

ذكر الله أنه يحب المحسنين  لان الإحسان أعلى مرتبة من مراتب التقرب لله تعالى  فمن وصل لهذه المنزلة يكون قد عايش الحب بالإيمان وأحب كل ماقدره الله له حتى وصل لأعلى منزلة في الحب هو حب الله عز وجل بإحسان ..

والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فهو يراك ، وهذه هي مرتبة المحسنين المحبين .. 

لقد خلق الله تعالى الحب وخيّر الانسان بين طريقين إما الخير بالحب والرضى ، أو الشر والكره والاعتراض .. والجزاء دائماً من جنس العمل .

إن الله الحبيب  فتح لنا إمكانيات الوصول إليه وجعل  لنا  مراتب ومنازل للتقرب إليه بدءا بالاسلام ثم الإيمان ثم الإحسان .. 

ومن الناس من يتنزل الحب إليهم بشكل جميل فيرافق عباداتهم  قلوبٌ خاشعة حاضرة بين يدي الله تعالى .. فعبدوه حباً اوكانوا أشد حبا لله تعالى فيرفعهم الله لمقام الإحسان مباشرة  ويعبدونه كأنهم يرونه بحضورٍ تام .

كما جاء في الحديث الشريف : ” إن الله كتب الإحسان على كل شيئ ” . فعلى المسلم إتمام العبادة وإتقانها بإحسان ، وكذلك الإحسان لوجه الله تعالى في كل شيء والإحسان في حق الخلق وفي حق كل موجود .. فلايسمى المحسن محسناً إلا إذا أحسن مع كل شيئ فيكون الله معه .. فالله مع العبد المحسن  بحبه وتلك المعية درجة عليا في قدرة الحب .. قال تعالى : { َإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } .

وكذلك قال تعالى في كتابه المبين { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ } .

فعلى العبد أن يبذل كل مافي وسعه من أجل الوصول إلى حب الله تعالى فيكون التيسير جزاءه  طالما كان الله .. فماجزاء الاحسان إلا الاحسان ، وماجزاء الحب إلا  الحب لماذا ؟

لأن الله معه وما أجمل أن يكون الله معنا  ، والذين جاهدوا فينا أي اجتهدوا في الوصول إلى الحق ، ييسر الله لهم الحق .. فقدرة الحب هنا تيسير الله وتسديد خطى العبد فيما أراد العبد

{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرهُ  لليسرى } من صدق بالإحسان وصدق بالحب للحبيب تعالى الذي يحسن العبد لوجهه الكريم يسر الله له كل شيئ .

– أعلى قدرة في الحب :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :  في الحديث القدسي : ” َمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ” .

التقرب من الله هو الحب بعينه ، والتقرب هو ممارسة  أفعال تظهر على الجوارح .

 فاعلموا إخوتي بالله أن ممارستكم لهذه النوافل لن تكون إلا لأنكم تحبون ، و أنكم ما أحببتم التقرب لله إلا لأن الله أحبكم وأحب إجتباءكم ، فهنا تتبين عظمة و قدرة الحب التي يهبكم إياها الله عز وجل   وكيف أن الله تعالى يكون معكم ..

بل يكون قواكم التي تنعمون بها فلا أحد إلا الله الأحد .. وهذا التحقق قدرة حب عالية ممنوحة من الله الحبيب ..

والنوافل التي يتقرب بها العبد من ربه المعبود ليصل إلى درجة الحب الكمالي كثيرة ..

فسبيل التقرب يكون بالصدقات .. أوالمسح على رأس اليتيم .. أو إغاثة الملهوف .. أو إدخال السرور على قلب مسلم ..أو تفريج كربة .. الخ .. فكل من يسعى الى الحب يأخذ من هذه المنابع مايحب ويتقرب لينال الحب الكامل .

بالتالي فكل من يحب يسعى للوصول إلى حب الله عز وجل  فيمتلئ قلبه بذلك الحب ويزول منه كل تعلق بكل ما سوى الله .. فلا يبق للعبد تعلق بشيء من هواه .. ولا إرادة  له إلا ما يريده منه ربه ومولاه ، فيكون له العطاء والقدرة بظهور الحب على قواه .. فيسمع بالله ويبصر بالله .. وكيف لنا ان لا نسعى لهذا الحب !! فحب الله اصلٌ في القدرة .

مهما بلغت قدرة الإنسان على المسامحة إلا أنه سيبقى من أثر من أساء اليه شيء من الماضي .. إذا عفوه سيبقى ناقصا ..

اتصفت بالانسان الذي يسامح ولكن لم تتحقق باسم الله العفو إن الله عفو يحب العفو والعفو هو محو الاثر مع المسامحة .

سؤال : أستاذة رانيا نعفو ونسامح من اخطأ ولكن ربما لا تكون العلاقة كما كانت في السابق ؟

الجواب : كما قلت لزميلك لم تتحققي باسم الله العفو إن الله عفو يحب العفو والعفو هو محو الاثر مع المسامحة .

ونقول : من كان بنور الحبيب حب إمدادي بقي حياً بحب أبدي .

الى هنا نكون قد وصلنا لختام أمسية قدرة الحب .. نسألك اللهم حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إليك ..

سبحانك رب الحب  وسبحانك بعطائك لهذا الحب ..

فلحبك سلطانٌ يفني العالم بك ويحيا حُبُكَ ..

سبحان ربِكَ ربُّ العزة عن ما يصفون  وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. شكرا لكم جميع لحضوركم انرتم دوحتنا


تمت والحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى