أيها الأخوة والأخوات على مجموعتنا هنا لقد أحببت أن أتكلم بأول محاضرة لي على اكاديميتنا American FG Group
عن فلسفة القدرات ، لأنه الكل بات اليوم يبحث عن هذا النوع من التنمية الذاتية ..
كانت القدرة دائماً محط انظار الفلاسفة والعلماء في العالم القديم ، ومازالت في عالم الحديث كذلك ..
ولعل الفلاسفة القدماء عندما تكلموا على القدرة إنما أرادوا أن يفهموا تلك القدرة الإلهية للرب .. فبحثوا في القدرة من كونها قدرة كلية بمعنى :
القدرة الكلية باللغة اللاتينية Omni Potens : تعني كلي القدرة ؛ هي القدرة المطلقة غير المحدودة .
وتعني القادر على كل شيء .. هذا معناها المقصود وليس القوة غير المحدودة كما نفهم من المصطلح الإنكليزي عند الفلاسفة الإنكليز ..
أما في فلسفة الأديان :
فهي إحدى صفات الإله الحي إلى جانب اتصافه بالعلم اللانهائي .
والحضور في كل مكان مع كل أحد .
والإحسان المطلق .
قدرة الإله على فعل كل ما يريد .
في الوثنية القديمة :
كانت القدرة موزعة على عدة آلهة حسب النوع :
قدرة الحرب على إله الحرب .
قدرة الخصوبة على إله الخصوبة .. وهكذا ..
ولايخفى على الجميع بطلان هذا النوع من التفكير في فلسفة القدرة في الألوهية .
النصراني توما الأكويني : ( توما الأكويني قسيس وقديس كاثوليكي إيطالي من الرهبانية الدومينيكانية ، وفيلسوف ولاهوتي مؤثر ضمن تقليد الفلسفة المدرسية ..
أحد معلمي الكنيسة الثلاثة والثلاثين ، ويعرف بالعالِم الملائكي والعالم المحيط .. عادة ما يُشار إليه باسم توما ، والأكويني نسبته إلى محل إقامته في أكوين ) .
النصراني توما الأكويني هذا أقر بصعوبة فهم قوة الإله .. فكتب يقول :
الجميع يقر بأن الله تعالى قادر على كل شيء ، ولكن يبدو أنه من الصعب بيان العناصر التي تتشكل منها قدرة الله الكلية .
وفي إطار الفلسفة المسيحية في القرون الوسطى فإن القدرة الكلية لا تتنافى مع وجود بعض الحدود أو القيود .
والقضية التي تُعتبر حقيقية بالضرورة هي القضية التي يُعد نفيها تناقضًا مع الذات .
يعترض البعض أحياناً قائلين إن هذا الجانب من جوانب القدرة الكلية ينطوي على تناقض بأن الله لا يستطيع فعل كل ما يقدر على فعله ؛ إلا أن هذه حجة سفسطائية ؛ إلا أن هذه حجة سفسطائية ؛ فليس من التناقض التأكيد على أن الله تعالى يمكنه إدراك كل ممكن إلا أنه لا توجد احتمالات متحققة تستنفد قدرته .
فالقدرة الكلية قوة تامة وخالصة من أي قدرة تُعد مجرد قوة كامنة .
ولهذا فبالرغم من أن الله تعالى لا يحقق في الواقع كل ما يقدر على تحقيقه ، فيجب ألا نعتقد أن قدرته على الفعل تمر بعدد من المراحل المتتالية قبل أن يظهر أثرها .
ففعل الله بسيط وأزلي ليس فيه تطور ولا تحول .
والانتقال من الإمكانية إلى الفعل الحقيقي أو من الفعل إلى الإمكانية من شأن المخلوقات فقط .
فعندما يُقال إن الله يستطيع أو كان يستطيع فعل شيء ما ؛ فيجب ألا نفهم هذا الكلام بنفس المعنى الذي نفهمه به عند الكلام عن المخلوقات ، ولكن على أنها تعني القوة غير المحدودة التي لا تتغير والتي لا يحد مفعولها إلا إرادة الله العليا .
أما في الاسلام فالكلام عن القدرة كان في ثلاثة أقوال :
قول الجبرية .
قول القدرية .
قول أهل السنة والجماعة وهو القول الحق .
قول الجبرية : وهو أن الله فعل كل الافعال وليس للعبيد أي تصريف أو إرادة ، فيما يفعلونه بل هم مجبورون على كل شيء لأن الله هو الله يفعل قدرته فيهم وهذا كفر واضح في الاسلام .
القول الثاني وهو لطائفة اسمها القدرية :
بأن العبيد لهم افعال مستقلة بقدرة حادثة وقدرة الله قديمة غير حادثة وهنا نجد أن هناك قدرتين .. وهذا مخالف لكثير من النصوص الشرعية .
الجواب : القدرية يلي بقولوا بالقول الذي ذكرته قبل سؤالك الآن .. كل من يقول بهذا القول فهو من القدرية .
القول الثاني وهو لطائفة اسمها القدرية :
بأن العبيد لهم افعال مستقلة بقدرة حادثة وقدرة الله قديمة غير حادثة ، وهنا نجد أن هناك قدرتين .. وهذا مخالف لكثير من النصوص الشرعية .
الجبرية يلي بقولوا بالقول الذي ذكرته قبل سؤالك الآن .. كل من يقول بهذا القول فهو من الجبرية ..
قول الجبرية : وهو أن الله فعل كل الافعال وليس للعبيد أي تصريف أو إرادة ، فيما يفعلونه بل هم مجبورون على كل شيء لأن الله هو الله يفعل قدرته فيهم وهذا كفر واضح في الاسلام .
قلنا اهل السنة والجماعة في فلسفة القدرة :
الإنسان يفعل الشيء بإرادته وبقدر الله تعالى وقدرة القادر جل وعلا أيضاً
فلا يمكن أن يفعل الإنسان شيئا إلا بإذن الله وقدره وموافقته
والله تعالى لا يجبر أحداً على فعل شيء فنحن المسلمون لا ننكر القدر ولا نقول بإجبار الإنسان .
بل يريد الإنسان وهو مختار ويجري الحق بقدرته على الإنسان ما اختاره الإنسان .
وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ” إن الله خالق كل صانع وصنعته ذكره الثعلبي ” .
و خرجه البيهقي من حديث حذيفة قال : ” قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ” إن الله – عز وجل – صنع كل صانع وصنعته ، فهو الخالق وهو الصانع سبحانه ” .
وهناك أيضاً عبارة الشيخ الصاوي في شرح الجوهرة صـ 244 : غير أن العبيد لهم في الاختيارية ميل وتوجه ويسمى كسباً وعليه مدار التكليف .
يعني توجه ارادتك لفعل الشيئ وميلك لفعله في باطنك انما يسمى كسباً ( اي شيء تكسبه بإرادتك ) وعليه مدار التكليف أي الحساب والمحاسبة بالثواب والعقاب .
فإن إثباتهم قدرة للعبد يفضي إلى إثبات مؤثر غير الله تعالى وهذا باطل شرعاً ..
وكذلك إثباتهم قدرة للعبد ( ولكن غير مؤثرة ) فهذا فرار من القول بأن ذلك يفضي إلى إثبات مؤثر غير الله تعالى .. لأن في الحقيقة لايوجد قدرة غير مؤثرة ..
اذا لامؤثر إلا الله تعالى الحق ولا قادر إلا الحق .
وهذا معنى لا حول ولا قوة الا بالله ، أي لا قوة ولا قدرة ولامؤثرية قوة أو حول قدروي إلا بالله تعالى ، فلا يستقل العبد بذلك أبداً وهذا ينفي الجبرية وينفي القدرية .
انظر قوله تعالى : { .. وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَى .. {17} الأنفال .
كما فسرها مولانا سماحة د. هانيبال حرب :
{ اذ رميت } هكذا رأى كل من رآه ، اي رأه بعينه انه يرمي عن اختياره ، بينما الحق هو من بعث من باطن قدرته ظهور لهذه القدرة على يد عبده صلى الله عليه وآله وسلم فقال :
{ ولكن الله رمى } وكلمة لكن تفيد الاستدراك ، يعني استدرك نظرك العقلي بالحقيقة .
أي : { مارميت } قدروياً اذ رميت أمام الأنظار .
{ ولكن الله رمى } بقدرته المتجلية على يدك الظاهرة للعيان فالعين تراك رامٍ والحقيقة أن قدرتي ظهرت فشهدت الأعين قدرة رامية .
فالرامي قدرةً أنا وفي عيون الناس يشاهد الرامي قذف الحجارة ( عن إرادتك ) أنت .
فالمعادلة تكون هكذا :
أراد العبد > فعلم الرب ارادته > فأراد ما اراد عبده > فارسل قدرته الباطنة > لتظهر رامية بيد العبد > الذي كان الحق يده التي يبطش بها .
( هذه صورة الظهور القدروي على افعال العباد ، فالعبد مختار يريد مايشاء والقادر يتجلى بقدرته حسب المشيئة التي علمها من عبده ) .
انتهى هنا نص تفسير سماحة مولانا .
كما نلاحظ فإن كل الأديان تكلمت وادلت بدلوها في موضوع القدرة
وذلك لأهمية هذا الامر في حياة الإنسان
حيث أن لكل انسان قدرة ما يظهرها الحق على جوارح هذا العبد ..
ولعل من الظاهر للعيان أن كثير من الناس لهم قسمة كبيرة في عالم القدرة .
فهناك أشخاص يظهر تجلي الرب القادر عليهم بما يبهر الذوات .
ونسميهم نحن اولياء وذوي قدرات خارقة .
ولم يظهروا في التاريخ بغزارة ، ظهورهم في تاريخ الإسلام .
وهذا يدل على أن الإسلام منظومة ومنهج يعد مثل هؤلاء اعداداً جيداً .
ولذلك كان من الطبيعي أن يُحارب الاسلام .
لأن باقي الحضارات تتوجس من تلك الظهورات القدروية للحق على ايدي العبيد من المسلمين
وتخاف تلك الحضارات على وجوداتها بالفطرة .
لذلك تلجئ إلى كل ما هو قوي وقدروي ويقويها .. لتكون هي الأقوى بين الأمم .
ومن هنا سعت الحكومات في العصر الحديث الى الحصول على هؤلاء .. وحاولوا تصنيعهم
ولكنهم فشلوا فيما نجح الاسلام في إظهاره .
ايها السادة :
اترككم الآن مع هذا الفيديو لتشاهدوا هذه المقابلة الهامة ، لعلنا ندرك إلى أي مدى وصلوا في فهم خطورة القدرة .. ومدى رغبتهم في الحصول عليها .. تفضلوا :
كما شاهدتم هنا في الفيديو ( متى ولماذا بدأت لجنة أمن الدولة السوفيتية ( كي جي بي ) بتجنيد أناس من ذوي القدرات الخارقة ( فوق الحسية ) وكيف استطاع بعضهم كشف قضايا غامضة وجواسيس أجانب لم تستطع كشفهم المؤسسات الأمنية السوفيتية مجتمعة ؟
كل ذلك بشهادة النائب السابق لرئيس لجنة أمن الدولة السوفيتية الجنرال نيقولاي شام .
مداخلة : الآن أصبح واضح معنى التجنيد ؟
الجواب :هم يبحثون ليل نهار ويعملون ..في حين أن كل تلك العلوم موجودة عندنا في قرءاننا وسنتنا المطهرة ..
وهي عن تجلي إلهي .. بينما هم مازالوا إلى اليوم يظنونها قدرة حادثة عند البشر .. في حين أن الاسلام ارتقى بنا وأعلمنا عن كثير من تلك الفنون القدروية .
مداخلة : هذا دليل واضح لأهمية القدرات رغم التكنولوجيا المتطورة ؟
الجواب :هذه القدرات وعلومها هي من التكنولوجيا وليست هي خارج التكنولوجيا ..
هم لايستطيعون تجاهلها رغم ماديتهم .
سؤال : لو كان هناك اهتمام لما عندنا من علوم لتفوقنا عليهم ؟
الجواب :نحن متفوقون في فلسفة القدرة وعلومها ، ولكننا محاربون ومهمشون وهناك أموال تنفق على إنهاء هذه الابحاث عند العرب والمسلمين .. ليستأثروا بتلك القدرات والإمكانيات .
ولعلكم سمعتم اسماء المعاهد والجامعات التي تدرس هذه الأمور عندهم .
وكيف أن ثمة حرب قائمة بين الدول المتقدمة تعتمد على هذا النوع من القدرات .
ونحن رغم امتلاكنا لتلك الحقائق ، إلا اننا مهمشون وتابعون تبعية قدروية لتلك الدول ..
الموضوع أكبر بكثير من ذلك الفيديو أو ذلك الكتاب الذي ناقشه الفيديو .. فهذا مما اظهروه وقالوه وهناك ماهو اعمق واخطر لايقال .
مداخلة : الأخطر أنهم يدرسون قواعدنا وحروفنا وابدلوها لنا بأمور ثانية ؟
الجواب :لم يتركوا شيء يخدمهم في هذا المجال إلا وفعلوه .
مداخلة : نطلب من حضراتكم المزيد في هذا ؟
الجواب :يسعدك المولى إن شاء الله تعالى .. سنقدم في الأكاديمية هنا من هذه المعارف و العلوم والأبحاث المزيد إن شاء الله تعالى في الأيام القادمة .
شكرا لكم على مشاركاتكم .. واتمنى أن أكون قد وفقت للفت نظركم إلى هذا الموضوع الهام والخطير . في عالم علوم القدرات .. شكرا للجميع وليلة هنية على الكل .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .