طرق دفع الشيطان

آليات من عدة علوم روحية

– عنوان المحاضرة : طرق دفع الشيطان

– المحاضر : أ. أحمد حسني

– المحاضرة : نصية

– قدمت في : أكاديمية FG – Group الأمريكية

 


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً

إنك تجعل الحزن إذا شئت سهلاً سهلاً

لاتكلنا  لأنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك

رحمتك نرجو إن ربك هو الفتاح العليم

سبحان ربي العلي الأعلى الوهاب وبعد :

 

– نتحدث عن طرق دفع الشيطان لأنه عدو لنا وأُمرنا أن نتخذه عدوا :

قال الله تعالى : { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا {6} فاطر .

وقال تعالى : { إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبينا {53} الإسراء .

ولأنه أقسم على إغواء بني آدم أجمعين .

قال الله تعالى : { فبعزتك لأغوينهم أجمعين {82} إلا عبادك منهم المخلَصين {83} ص .

ولأنه يريد أن يكون جميع الناس من أصحاب السعير .

قال الله تعالى : { إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير {6} فاطر .

 

– الدفع عن الشخص :

– الدفع عن الغير : ( شخص – مكان – حيوان – غرض أو آلة ) .

 

الدفع عن الشخص ينقسم إلى :

1- دفع الشيطان ” خفى ” .

2- دفع الانسان ” ظاهر ” .

3- دفع الجان ” خفي ” .

4- دفع المؤذيات من وحش وهوام ” ظاهر ” .

5- دفع القرين ” خفي ” .

6- دفع النفس ” خفي ” .

7- دفع البلايا والرزايا والمحن .

 

يجب أن تعرفوا أن الشياطين تهاجم الذاكرين بشراسة ..

الشيطان عدو الانسان عموماً وهو مكلف باغواء العباد ..

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً {83} مريم .

ولكنه وإن كان عداؤه للإنسان باذن الله تعالى .. إلا أن بين الشيطان والانس عداء لا يزول .

أي أن العداء بين الشيطان قديم وأصيل ولا يمكن أن يتنازل عنه اللعين ..

{ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ {36} البقرة .

{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً {50} الكهف .

الشياطين ترى الانسان وتطلع عليه والانسان لا يطلع عليها ..

{ يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ {27} الأعراف .

وللشيطان إغواء ووسوسة وغيره مما أذن الله تعالى به له فله أدواته ..

فالإنسان لا يستطيع أن يدفع الشيطان عنه إلا بالاستعانة بالله تعالى ..️

{ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {36} آل عمران .

{ وقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ {97} وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ {98} المؤمنون .

لذلك كانت هذه الاستعاذة ضرورية خصوصاً عند قراءة القراءن الكريم :

{ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {200} الأعراف .

{ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {98} النحل .

{ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {36} فصلت .

عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ” من استعاذ بالله في اليوم عشر مرات من الشيطان ، وكلَّ الله به ملكاً يرد عنه الشياطين ” . رواه أبو يعلى .

الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم : بقول (( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه )) .

وهذا جاءت به السنة . والهمز جنونه ، والنفخ كبره ، والنفث شعره .

وكذلك بقول : (( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )) .

كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمهم من الفزع كلمات :

(( باسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون )) .

 

– ما هي الكلمة وأبعادها ؟

يجيب علينا سماحة العارف بالله تعالى الشيخ د.هانيبال يوسف حرب حفظه الله تعالى ويقول :

وأحب أن أوضح لكم لا تستهينوا بدفع الشيطان عنكم ..

فإنه أن لم يقدر عليك ..

يوسوس للأنس حولك كي يضايقوك أو يغوك ..

فإذا لم يجدي وسوس للجن ..

وإن لم يجدي سلك الكثير من المسالك حتى يهلكك ..

فلا تستهن بهذا الموضوع فهو البداية والمفتاح والأساس ..

ولا تترك الاستعاذة أبداً ، ففيها عبودبة وفيها عبادة وفيها توحيد وفيها معرفة وفيها اعتراف بالعجز والتقصير وفيها لجؤ لله تعالى .. فانتبه ياحبيب .

– الفائدة الأولى :

يجب كل يوم

أن تستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم ( 10 مرات ) صباحاً ومساءً ، حتى يتنحى عنكم الشيطان وجنده بحول الله تعالى ، وستجدون فرقاً كبيراً في تطوركم الروحي .

– الفائدة الثانية :

قُلْ إذَا أَصْبَحْتَ وَإذَا أَمْسَيْتَ وإِذَا أخَذْتَ مَضْجَعَكَ :

اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشّهَادَةِ ، فَاطِرَ السَّمَاواتِ والأَرْضِ ، رَبَّ كُلِّ شَيءٍ وَمَلِيكَهُ أشْهَدُ أَن لاَ إِله إِلاّ أنْتَ أعُوذُبِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وشِرْكِهِ .

ومن يقول أنه انتصر على الشيطان فهو واهم .. فهي ليست معركة واحدة ولن ييأس الشيطان من غوايتكم مادمتم أحياء ..

ولن يترككم الله للشيطان مادمتم تطلبون العون من الله .

وكل الأولياء يتعوذون بالله تعالى من الشيطان مهما كانت درجتهم فافهموا ..

فلكل درجة مدخل للشيطان فيها حتى المعرفة والعلم ، ولكن العلم بالله يمكنك من أن تكشف ألاعيب الشيطان .

كما حدث مع الشيخ عبد القادر الجيلانى رضي الله تعالى عنه وقدس الله سره عندما جاءه الشيطان على شكل نور امتد من الأرض إلى السماء وقال له يا عبد القادر أنا ربك وقد رفعت عنك الصلاة ، فقال الشيخ عبد القادر خسئت يا شيطان ، فقال له كيف عرفت أني الشيطان ، فقال الشيخ عبد القادر ربي ليس كمثله شيىء ، ثم إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو أفضل الخلق لم ترفع عنه الصلاة فكيف ترفع عني ، فقال الشيطان غلبتني بعلمك يا عبد القادر ، هذا الشيخ عبد القادر قدس الله سره كان من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، ومع ذلك تعرض له الشيطان وحاول إضلاله وبفضل الله الذي علمه لم يضله الشيطان وما كان ليضله لأن الأولياء دائماً يلجأون إلى الله تعالى ويعتصمون به ظاهراً وباطناً .

 

– النجاة النجاة بالاستعاذة بالله من الشيطان ظاهراً وباطناً :

قال الله سبحانه وتعالى : { إن كيد الشيطان كان ضعيفًا {76} النساء .

في الحديث الطويل عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم الذي يحكي فيها عن أمر الله تعالى سيدنا يحيى عليه السلام بوصايا لبني اسرائيل . الحديث .

يقول سيدنا يحيى في الوصية الخامسة : ” وآمركم أن تذكروا الله ؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً حتى إذا أتى على حصن فأحرز نفسه منهم ، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله ” .

– الشيطان عدو لك فاتخذه عدوا .. بل إن عداؤه فاحش فهو طوال الوقت يحاول أن :

1- يأكل ويشرب معك .

2- يبيت معك .

3- يحاول أن يستولى على جسدك معك .

4- يحاول أن يعريك وينظر اليك .

5- يدخل بيتك .

6- يدخل فراشك .

7- بل يدخل فمك ويتبول فيه حينما تتثاءب ولا تستعيذ .

8- يجامع زوجتك معك .

9- يتلبس بك أن استطاع .

10- يحاول أن يشاركك في مالك وولدك .

11- انه يحاول طوال الوقت أن يستولي عليك .

12- أن يضلك لتشقى .

13- أن يخرجك عن الطاعة لكي تسقط مثله .

14- أن يجعلك تكفر أو تشرك أو تنافق .

وغير هذا كثير ..

 

إنه العدو ..

إنه العدو الأول الأصلي .. فلا تغفل .. فلن يتركك إذا نسيت أن تستعيذ بالله منه .

فى صحيح مسلم عن جابر رضي الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ” إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ، وإذا دخل ولم يذكر اسم الله تعالى قال الشيطان : أدركتم المبيت والعشاء ” .

 

– دفع الشيطان عن منزلك :

قراءة سورة البقرة ، ففي الحديث الشريف : ” لاتجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ” . رواه مسلم .

– دفع الشيطان عن فراشك :

جاء في الصحيحين في قصة أبي هريرة رضي الله تعالى عنه : ” عندما وكل بحفظ الطعام ( صدقة رمضان ) وفيه .. فقال – أي الشيطان – : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ، لن يزال معك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ” صدق وهو كذوب ذاك شيطان ” .

 

– دفع الشيطان عن أي مكان خاصة إذا كان بلا أسوار مثل حديقتك :

ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ” إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين ، فإذا قضي النداء أقبل ، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر ، حتى إذا قضي التثويب ، أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه ” .

 

– دفع الشيطان عن طريقك :

الشياطين تجلس في الطرقات وتستولي على من يجلس في الطرقات ، ولكن هناك إنسان لم تكن تقدر عليه شياطين الطرقات بل كانت تفر منه ، من هو ؟

لماذا كان يفر الشيطان من طريق يسلكه سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه ؟

لأنه كان يكثر من الاستعاذة من الشيطان ..

وخصوصاً في الطرقات وهي مجالس الشيطان .

وفي الحديث الشريف نتعلم كيف ندفع الشيطان عنه في الطرقات :

عنْ أَبِي سَعيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله تعالى عنه ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم  قَالَ : إِيَّاكُم وَالْجُلُوسَ في الطُّرُقاتِ ، فقَالُوا : يَا رسَولَ اللَّه ، مَا لَنَا مِنْ مَجالِسنَا بُدٌّ ، نَتحدَّثُ فِيهَا ، فَقَالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِس فَأَعْطُوا الطَّريقَ حَقَّهُ ، قالوا : ومَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رسولَ اللَّه ؟ قَالَ : غَضُّ الْبَصَر ، وكَفُّ الأَذَى ، ورَدُّ السَّلامِ ، وَالأَمْرُ بالْمَعْروفِ ، والنَّهْيُ عنِ الْمُنْكَرِ “ متفقٌ عَلَيهِ .

ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ” من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، في يوم مائة مرة ، كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به ، إلا أحد عمل أكثر من ذلك ” .

استعيذوا بالله من الشيطان الرجيم واذكرو اسم الله تعالى عند الطعام والشراب والخلاء والجماع والاستحمام ووضع الملابس وارتدائها وعند التثاؤب ..

لاتنسوا الاستعاذة أو البسملة أو الاثنين معاً عند الصلاة والعبادة وقراءة القراءن والنسيان والغضب والشهوة والاحلام والكوابيس والوسواس والذكر ..

عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ” إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات ؛ فإن الشيطان يبيت على خياشيمه ” رواه البخارى ومسلم .

 

– عندما تريد دفع الشيطان عن مجموعة دبت الشحناء بينهم ؟

فكبر الله ثلاث مرات ، فان شياطينهم تفر ، وتدخل بعد ذلك بالاصلاح بينهم ، مبتدأ بالاستعاذة والبسملة ، والأفضل أن تجهر بهذه الصيغة الواردة .

عن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد أخرج أحمد وأبوداود من حديث جبير ابن مطعم رضي الله تعالى عنه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة فقال : ” الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً ، الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، والحمد لله كثيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً “ . ثلاثًا أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه .

 

– تعويذة آل البيت :

{ وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم {36} آل عمران .

عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ، ويقول : ” إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق : أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة ” .

من فقه الشريعة ألا نعين الشيطان على من نحب ..

أي لا نذل من فعل معصية وتاب عنها أو نذكره بمعصيته ..

في كل حين بل نعين التائب بالصفح الجميل ..

كذلك لا نذكر الطفل دوماً أو المراهق بما فعل من اخطاء فيزيد شيطانه وتكبر نفسه ، بل نساعده على استبدال السيىء بالحسن وذلك بالصفح الجميل .

وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : ” أتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم برجل قد شرب ، قال : ” اضربوه ” قال أبو هريرة رضي الله عنه فمنا الضارب بيده ، والضارب بنعله ، والضارب بثوبه ، فلما انصرف ، قال بعض القوم : أخزاك الله ، قال : ” لا تقولوا هكذا ، لا تعينوا عليه الشيطان ” .

 

– تعلم وعلم :

1- دوام الدعاء لمن نحب غيباً وحاضراً .

2- تعليم من نحب الاستعاذة والبسملة طوال الوقت .

3- الاستعاذة من الشيطان والنفخ على من نحب .

4- التكبير والنفخ على من نحب .

5- اعاذة الصبيان المشهورة في الحديث السابق بصيغة أعيذكم بكلمات الله التامة .. ثم النفخ عليهم .

6- الرفق دوماً مع الأحباب والأقارب فإن الرفق لا يفتح باب الشيطان والشدة والغلظة تفتح أبواب الشياطين .

7- ينبغي لكل مؤمن ألا يكون عوناً للشيطان على إخوانه المؤمنين ، فإذا زلت قدم أحدهم فليقوموه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ، والنصح حق لكل مسلم ، والستر من خير الأبواب والمؤمن أخو المؤمن .

8- التعوذ عند سماع نهيق الحمار فلقد جاء فى الصحيح : عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، أن النبي صلى الله عليه وآله  وسلم قال : ” إذا سمعتم صياح الديكة ، فاسألوا الله من فضله ؛ فإنها رأت ملكاً ، وإذا سمعتم نهيق الحمار ، فتعوذوا بالله من الشيطان ؛ فإنها رأت شيطاناً ” .

9- اذا حضرت مجلساً فيه شيخك أو أحد المشايخ أو أباك أو أمك أو أصحاب الحقوق عليك مثل جد أو خال أو عم ووو

فلا تبدأ بالحديث حتى يبدأ الكبير ..

ولا تبدأ بالطعام حتى يبدأ الكبير ..

ويسمي .. ثم تسمي أنت أيضاً ..

ففى ذلك سر .. وتأمل معي هذا الحديث فى صحيح مسلم : عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال : ” كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم طعاماً لم نضع أيدينا ، حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فيضع يده ، وإنا حضرنا مرة طعاماً ، فجاءت جارية كأنها تدفع ، فذهبت لتضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيدها ، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع ، فأخذ بيده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه . وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها ، فأخذت بيدها . فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به ، فأخذت بيده ، والذي نفسي بيده ! إن يده في يدي مع يدها ” .

قال الإمام البخاري في صحيحه : ” وكان عمر رضي الله تعالى عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً . وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً ” .

 

يقول الفقهاء وعلماء الشريعة :

التكبير ينقسم إلى قسمين :

1- مطلق : وهو الذي لا يتقيد بشيء ، فيُسن دائماً ، في الصباح والمساء ، قبل الصلاة وبعد الصلاة ، وفي كل وقت .

2- مقيد : وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات .

فيُسن التكبير المطلق في عشر ذي الحجة وسائر أيام التشريق ، وتبتدئ من دخول شهر ذي الحجة ( أي من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة ) إلى آخر يوم من أيام التشريق ( وذلك بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة ) .

عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا كان جنح الليل – أو أمسيتم – فكفوا صبيانكم ؛ فإن حينئذٍ . فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم ، وأغلقوا الأبواب ، واذكروا اسم الله ؛ فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً ، وأوكوا قربكم ، واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم ، واذكروا اسم الله ، ولو أن تعرضوا عليها شيئاً . وأطفؤا مصابيحكم  ” . رواه البخارى ومسلم .

وعن النعمان بن البشير رضي الله تعالى عنه قال : عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال : ” إن الله تبارك وتعالى كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام ، وأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ، ولا تقرءان في دار فيقربها شيطان ثلاث ليال ” .

– كل يوم اذكر الله في الصباح بصيغة ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) بعدد ( 19 مرة ) وهو عدد حروفها على عدد البسملة ، أو ( 72 مرة ) وهو عددها بالصغير وهو عدد اسم الله باسط

ثم كبر الله .

فإذا عرض لأحد ممن تحب شيىء من غضب أو تعرض شيطاني فقل : حسبنا الله ونعم الوكيل في سرك مرة واحدة ، والله أكبر ثلاث مرات .. ثم انفث عليه .

وإذا عرض لك خاطر شيطاني أو وسوسة فقل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم اتفل على يسارك ثلاث مرات .. ثم قل : حسبنا الله ونعم الوكيل مرة واحدة سراً أو جهراً .

فحسبنا الله ونعم الوكيل تكفي من كل شيىء سواء من أذى ظاهر أو من عدو خفي ، أو من شر حاسد ، أو إضلال شيطان ..

وتذكر قول الله تعالى : وليس للشيطان سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون

{ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {99} النحل .

ومن يقول حسبنا الله ونعم الوكيل وهو على نية التوكل عصم من سلطان الشيطان .

ومن طرق دفع الشيطان أيضاً وهي الأهم اتباع ولي مرشد عارف بالله :

أبو حامد الغزالي : ( يحتاج المريد إلى شيخ وأستاذ يقتدي به لا محالة ليهديه إلى سواء السبيل ، فإن سبيل الدين غامض ، وسبل الشيطان كثيرة ظاهرة فمن لم يكن له شيخ يهديه ، قاده الشيطان إلى طرقه لا محالة . فمن سلك سبل البوادي المهلكة بغير خفير فقد خاطر بنفسه وأهلكها ، ويكون المستقل بنفسه كالشجرةِ التي تنبت بنفسها فإنها تجف على القرب ، وإن بقيت مدة وأورقت لم تثمر ، فمعتَصَمُ المريد شيخُهُ ، فليتمسك به ) [ ” الإحياء ” ج3/ص65 ] .

محاضرة : الصحبة والطريق إلى الله .. إضغط لللمزيد ..

 

ومن طرق دفع الشيطان أيضاً الالتزام بالاوراد :

قال أحد العارفين : فأعني أيها المريد على نفسك بنفائس الأوراد التي تطيب بها أنفاسك ، وتزداد حراسك ، وتكثر أنوارك .

 

لقد تداركنا الوقت المخصص لهذه المحاضرة ، سنكمل معكم في محاضرات قادمة ( القرين وطرق دفعه ) إن شاء الله تعالى .

وفي النهاية لا يسعني إلا أن اشكر شيخي وقدوتي الحبيب العارف بالله الشيخ الدكتور العالم العامل سماحة المؤسس الحكيم علامة الديار الشامية الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب حفظه الله تعالى كل الشكر والامتنان لسماحتكم ..

كل الشكر والتقدير للقائمين على هذا المهرجان وكل الامتنان لمن شاركنا في هذه الدقائق  جزاكم الله كل خير .

 


تمت والحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى