رسالة المرض
2023-08-08
0 3 3 دقائق
– محاضرة : رسالة المرض
– المحاضر : أ. ياسر طوبجي
– المحاضرة : نصية
– قدمت في : 2023 / FG-Group Academy -Turkey
الواعي روحياً يدرك بتوفيق الله تعالى رسالة المرض ويتدارك الخلل ما استطاع .
الرسالة الانتقامية والعياذ بالله صاحبها وعيه متدني فلا بد عند زيارته أن نذكره بالله تعالى والقضاء والقدر عسى ولعل أن يستجيب ويفهم رسالة المرض .
عندما ترى نفس المريض معترضة وهو على غير الشرع وعنده طاقة التذمر والشكوى ولا يذكر الله تعالى فاعلم بأن هذه رسالة انتقامية من تجلي قهري ويخشى عليه من سوء الخاتمة والعياذ بالله .
– ملاحظة : في هذه الحالة ماذا يجب علينا فعله تجاه المريض لمعرفة وعيه الممرض ؟
عند زيارة المريض لابد أولاً أن نرفع مستوى وعيه الروحي وأن يدرك بأن ما به حقيقة خير وإن لامس عكس ذلك .
وهناك سر عظيم هو أن تطلب هدايته من الله تعالى قبل زيارته وتدعو له .
فإن لاحظت بذكاء روحي بأن هناك استجابة ونورانية فقد تكون سبباً في إنقاذ روح من عذاب في الدنيا والآخرة .
والدعم النفسي يلعب دوراً كبيراً في طاقة الشفاء وهي الخطوة الأساسية في تحقيق هدف عيادة المريض .
وأيضاً بحكمة نستدل له رسالة المرض بأن يصحح مسار عوالمه ونحذره من الوسواس والخواطر الظلمانية السلبية وبالاستعانة بالله عز وجل يتماثل لشفاء روحه قبل جسده .
– سر طاقي : الهدية لها طاقة محبة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ” تهادوا تحابوا ” .
تقديم الهدية بتواضع وابتسامة لها بوابة لفتح مسار طاقي إيجابي عند الزيارة .
لابد أن يعلم المريض بفهم خاص بعيداً عن صراعه مع المرض ويدرك تماماً بأن المرض صديق ليس عدو يشير إلى المريض بأن يعيد ملفات سلوكه وعوالمه وأن يتقبل الواقع كما هو .
أما المريض صاحب الرسالة التي فيها مغفرة لما سبق تراه يترنح بين الأبيض والأسود فمرة ترى طاقة شكوى وتذمر وتارة تراه يستغفر الله جل وعلا .
هنا نشرح له منظومة طاقة الاستغفار والانتقال به لعالم الحب الإلهي في حوار روحي شافي للصدور .
ومراقبة مسار المريض والتواصل معه هاتفياً والدعاء له في ظهر الغيب له أثر كبير في نقلة نوعية لمقام الرضى والخلاص من جلد الذات والشكوى والتذمر والتدمير الذاتي .
– سر خاص روحي : باب شفاء عالي الطاقة نورانياً هو تعليم أو تذكير المريض بكثرة ذكر الله تعالى فهو شفاء وزوال لعذاب النفس .
وأيضاً المريض بحاجة للرحمة والرحمة لها نور فما بالك باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها من الأنوار والرحمات تتنزل على ذات المريض وكيف لا وهو الرحمة المهداة عليه الصلاة والسلام والآل .
محط الشاهد بأن تكون زيارة مثمرة يقطف المريض من شجرة الحب لله تعالى وللرسول ونذكره بأن لا يجلس فارغاً بل شعاع طاقته تستمد من نورانيات الأذكار لتصبح نفس مطمئنة ولا يجتمع اطمئنان وعذاب في آن واحد .
توليف الروح والنفس والارتقاء بالمريض هو هدف منشود غايته رضاء الله تعالى وخدمة عباده
لا تجعل الزيارة مثل الأكثرية ضمن طقوس روتينية ومدة الزيارة دون مواساة ورفع الوعي والتذكير بالله عز وجل .
لا ننسى مدى الأجر والثواب عند عيادة المريض وحتى نحن نذكر أنفسنا بأن نستثمر المرض بأن يكون مطية للارتقاء بقوة وتقوية علاقتنا بالله تعالى فهي فرصة تتجرد النفس من مخالطة الدنيا وأهلها وخاصة ليالي الحب الإلهي بانكسار النفس ورقة القلب وارتقاء الروح .
فك شيفرة الرسالة المرضية تساعد كثيراً في تسريع عملية التشافي .
فمثلاً اللجوء للدعاء والصدقة والعمل الصالح ممكن أن تتغير فيها الحياة كلياً .
– رسالة الحب ياسادة :
الذاكر الراضي بمر القضاء تراه في سعادة عالية فيرى المريض بأن الله تعالى الجميل الحبيب الودود تجلى بتجلي جلالي فهو خير ويحب الله عز وجل في القبض والبسط وعاشق لله تعالى في التجلي الجلالي كما في التجلي الجمالي .
– لسان حال المحب على الحقيقة :
يارب أنا ملكك ومهما جرى على بابك واقف بأدب أطلب العفو والعافية وإن لم يكن بك غضب عليي فلا أبالي كما هي تعاليم السنة الشريفة المطهرة .
فقد كانت رحلة الإسراء والمعراج تكريماً وارتقاءاً لامثيل له بعد رحلة وعذاب الطائف ..
فاجعل طائف العذاب مفتاح العروج لروحك في بروج العشق والحب الرباني ..
هناك مقامات لعباد لهم معاملة خاصة لا يمكن بلوغها بالعبادات والكسب فمن محبة الله تعالى يبتلي المحبين لبلوغ مقام أعلى مطلوب له ربانياً تكريماً لك عند النجاح بالامتحان ولكل ابتلاء ارتقاء
ووراء كل محنة منحة .
أهل الحب عندهم ثقة لا يمكن أن تتزعزع بأن العطايا والمطايا بعد البلايا من إكرام رب البرايا ..