– محاضرة : رحلة حب في كلمة أبواب
– المحاضر : إبريز العاشقين في بلاد الشام المهندسة د. سارة الجعبري
– المحاضرة : نصية
– قدمت في : 2023 / FG-Group Academy -Turkey
أهلاً بكم أحبابنا جميعاً في أمسية شاعرية في كلمة حب من كلمات من كتاب الحب القرءان الكريم ..
أمسيتنا ننويها قياماً لله تعالى في مدارسة آياتٍ كريمة من القرءان الكريم .
بل في حياض كلمة كريمة شريفة واحدة من القرءان الكريم .
لما كان القرءان الكريم نباعاً شاملاً كاملاً … كان فيه أبعاد وبحور ، وكان في كل كلمة علوم وسطور ، وللحبّ حقيقة ظهور وبطون .
فسنروح رحلة … من باب الحب وعلم ترجمان الحب .
سنروح بروح عاشقة رحلةً في كلمة يقف عندها العاشقون عادة …
هي رحلة كما رحنا سابقاً .. في كلمة واحدة
رحلة ستدهش عقولنا البسيطة وقلوبنا المحبة .. كيف أن في كلمة واحدة فقط عالم حب كبير …
هي كلمة أبواب .
لتشعر أيها المحبّ … كيف أن كلمة أبواب ستكون حقيقة بمعناها
خصوصاً في عالم ترجمان الحب …
حركت بي كلمة الأبواب … فضولي المعرفيّ … وأردت أن أجول في شعابها …
فرحت رحلتي إلى الأبواب … أبحث عنها …
فوجدت أن هناك أبوابٌ وأبواب … ولكلّ اختصاص ولكلّ أهله ..
فللجنة أبواب .. ولجهنم أبواب ..
للسماء أبواب .. ولكل شيء أبواب …
قال تعالى : { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ .. {44} سورة الأنعام .
فهمت في بداية الأمر أن ليست كل الأبواب يجب أن ندخلها … وليست كل الأبواب تُطرق …
فهناك أبواب أن تبقى موصدة عنا هي خير …
وهناك أبواب أن تفتح لنا هي خير …
ولما كان لكل شيء أبواب : إذاً هناك نظام …
أدركت أكثر حكمة الله تعالى …
فقد جعل في الكون نظاماً دقيقاً …
إن كلمة أبواب فتحت باب الحب الأول في رحلتي …
زادتنا حباً لله الحكيم الخبير …
فتحت أمام نظر وعينا منظور حب جديد حب جديدة … سبحان الحكيم .
سبحان الحكيم الذي جعل في الكون نظاماً دقيقاً …
ودخولات منظمة … وأبواب ..
ركزت في رحلتي على قوله تعالى : { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ .. {44} سورة الأنعام .
أبواب كلّ شيء … لكل شيء إذا طريقٌ للدخول إليه .. لكل شيء مدخله .
إذاً للحب مداخل … للحب أبواب …
وقفت عند أبواب الأبواب … لا اعرف إلى أيّ باب .. باب الدخول إلى معرفة أبواب الحب …
حتى أشرقت في قلبي أنوار خضراء … أنارت بصيرتي … لأرى الجنان …
فهمت … لقد فهمت أين بابي المنشود …
إنه في آيات أبواب الجنان …
فعلاً … فأبواب الجنان … أبوابٌ مخصصة لأهل الحب … لا تفتح إلا لأهل الحب كلّ باب بوجه حب مخصوص ..
فإنّ لكل باب من أبواب الجنة وصف وأهل معينون … له زمرة من الناس المحبون يدخلون منه …
فتلك الأفعال التي فعلوها والصفات التي اتصفوا بها … هي مداخل لعالم الحب …
كما الصيام … فكما جاء في الحديث الصحيح : قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ” فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ ، لا يَدْخُلُهُ إلَّا الصَّائِمُونَ ” .
ولأننا دخلنا أبواب ترجمان الحب …
فباب الريّان باب من الأبواب جنان الحب لا يدخل منه إلا الصائمون ، والمحبّ الصائم … محبّ ممسكٌ نفسه عن الشهوات ، مانع نفسه عنها …
إن ذلك المنع وذلك الإمساك والمداومة على ذلك … يفتح له باب حبّ ريّان …
الريّ من معارف الحب وخصوصياته فيه مبالغة … ريّ … فريّان .
فباب الريّان في الحب … بابٌ العطاء الكريم … لمن منع نفسه عن شهواتها …
إن ذلك الفعل … يفتح لك هذا الباب تحديداً …
لكن لفتتني أنوار الآيات الكريمة التالية : { هَـٰذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ {49} جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ {50} سورة ص .
هناك من أبواب الحب لهم مفتوحة كلها … هناك من لهم خصوصية في الحب … بأنّ الحب لهم مفتوح من أبوابه الثمانية …
وكأننا نتحدث عن انبثاق محبة عظمى في ذواتهم …
ورأيتهم في الآية … إنهم المتقون …
اتقو كل غير …
اتقو حب غير ربهم تعالى … اتقو كلّ غير …
أي أنهم لا يرون غيره أصلاً …
أولئك حظو حباً على الكمال …
من أي باب شاؤوا دخلوا … فالتقى أمر عظيم …
كأننا نفهم أن التقى يدخلك إلى الحب دخولاً كاملاً …
سبحانك يا ربي …
ولما كان التقى الفعل القلبي … الذي فتح أبواب الحب جناناً …
كان الوضوء الفعل الظاهريّ …
وقوله عليه الصّلاة والسّلام والآل : ” ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ ، أوْ فيُسْبِغُ ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ : أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ ” .
فالوضوء نور … فانصباغك بنور الحب … فعلاً وعملاً … تشهد أن لا فاعل ولا إله حبيب إلا الله … وأن محمداً حبيبه وعبده …
تشرق إشراقاً يخولك لدخول الجنة … بأي باب …
ولما تنبهت أن الوضوء … ما نقوم به قبل الصلاة …
عرفت أن نور الوضوء وأنت شاهدٌ أن لا إله ولا فاعل ولا حبيب إلا الله … هو بوابة الوصل …
بوابة لتدخل إلى حضرة الوصل …
فتفتح لك أبواب الحب كلها …
فكأننا نقول أنك بصلاتك تدخل جنة حب … من أي باب شئت …
فتبهت مرة أخرى …
أن بالصلاة يمكن أن تعيش الحب … من عدة أوجه … تدخله من أي باب …
ولهذا السر … فهم خاص للأحباب … المتبحرين في الحب … والباحثين عن خصوصيات .
إن كلمة أبواب … هي بالفعل أبواب … ولها أبواب …
وقد دخلت اليوم من أحد أبواب الحب فيها …
إنها رحلة غريبة نوعاً ما … وجدت أنني إلى هذا القدر يجب أن أتوقف … فالأبواب كثيرة …
فتح الله لنا ولكم أبواب المحبة … وجعلنا من المتقين … نتقي الأغيار … ونخلص لله الواحد
فيدخلنا إلى جنان الحب دخولاً كمالياً …
وهكذا كانت رحلتنا الجميلة في كلمة أبواب التي فتحت أمام المحبين أبواب محبة …
ليدخلوا إلى جنان الحب … راجين لكم دخولات وعروجات طبية …
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .