بسم الله الرحمن الرحيم
سنتكلم اليوم عن حروف الصحابي الجليل عبد الرحمن الدوسي المكنى بأبي هريرة رضي الله تعالى عنه
– إليكم الآن تحليل اسم عبد الرحمن :
– صاحب شخصية خصبة ومتنوعة .
– إنسان واضح وصريح .
– محب للتطور والتحدث ويسعى دائما لمواكبة العصره وملاحقة ماهو جديد وعصري .
– قوي الشخصية بالظاهر ولكن باطنه طيب ورحيمي .
– يحب معاينة الاشياء ومعرفة تفاصيلها .
– لديه قدرة على التكرار .
– تناسبه الأعمال التي فيها تكرار أيضاً .
– لديه قدرة على إتمام الأمور إلى نهايتها .
– لدية القدرة على المفاوضات وفض المنازعات بين الناس .
– لديه مبالغة في كثير من الأمور .
– لديه قدرة على احتواء العلم بشكل كبير وقدرة على تلقينه .
– يتمتع بقوة روحية عالية .
– دائما لديه اشياء جديدة تشغل افكاره وابعاده .
– يقظ دائماً لما يحيط به .
– إنسان فطن لدرجه تصل به الى مرحلة الكشف الروحي .
– يمر بكثير من المحن في حياته .
– يحب الإصلاح دائماً .
– صاحب فراسة صادقة .
– لديه بعد نظر يرى أبعد مما يراه الغير .
– إنسان ديناميكي دائماً في حالة بناء وهدم .
– معتدل في أمور حياته .
– حب عالم الغموض والأسرار ولديه فضول لمعرفة هذه الأمور .
– أحاسيسه دقيقة جدا وينخدش إحساسه بسرعة مع أنه قوي الداخل فلا يظهر ألمه ويتمالك نفسه .
هذا كان تحليل الحرفي لبعض من صفات اسم عبد الرحمن ، ابقوا معنا أعزائي لنراقب هذا التحليل كيف كان مشرقا في جوانب حياته رضوان الله تعالى عليه :
– عبد الرحمن الدوسي ( أبو هريرة ) :
صحابي جليل ومحدث ، وفقيه ، وأحد قرّاء الحجاز ، وُلد في السنة التاسعة عشر قبل الهجرة ، وعُرف بملازمته للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وحفظ عنه الكثير من الأحاديث ، ساعدته سرعة حفظه ، وجراءته في سؤال النبي عن عن اشياء لا يسأل عنها غيره .
وقد عهد إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم القيام ببعض المهام كحفظ أموال زكاة رمضان ، كما أرسله مؤذناً إلى البحرين مع العلاء بن الحضرمي والي البحرين .
اسم أبي هريرة كان اسمه قبل الإسلام عبد شمس بن صخر الدوسري ؛ نسبة إلى قبيلة دوسر بن عدنان اليمنية ؛ فلمّا أسلم أطلق عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اسم عبد الرحمن بدلاً من عبد الشمس .
كان يُكنى بأبي هريرة ، وقد ظلت هذه الكنية ملازمة له ، وقد أطلقت عليه هذه الكنية ؛ لأنّه كانت لديه هرة صغيرة ، كان يأخذها معه في النهار أينما ذهب ، وكان يضعها تحت الشجر في الليل .
– من صفات اسم عبد الرحمن كما قلنا بالتحليل السابق لديهم حدة شعور وأحاسيسهم دقيقة ومرهفين الحس .
فوجدنا من خلال سيرة حياة أبي هريرة رضي الله تعالى عنه رهافة حسه ومشاعره الرقيقة التي كان يعامل بها والدته على الرغم من معاملته معه خاصة بعد اسلامه .
فقد كان يدعو والدته إلى اعتناق الإسلام كثيراً فكانت تأبى ، وكانت تقول في رسول الله كلامًا سيِّئًا ، فحزن جداً ، وذهب إلى الرسول الكريم وهو يبكي من شدة الحزن ، ويقول : يا رسول الله ، إنى كنت أدعو أمي إلى الإسلام ، فأسمعتني فيك ما أكره ، فادع الله أن يهديها فقال رسول الله : ” اللهم اهد أم أبي هريرة ” ، فخرج إليها ليبشرها ، فوجد الباب مغلقًا ، وقالت : مكانك يا أبا هريرة ثم فتحت ، وقالت : يا أبا هريرة ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله .
فرجع إلى الرسول صلّ الله عليه وآله وسلم وهو فرحان يبكي ، ويقول : يا رسول الله قد استجاب الله دعوتك ، فحمد الرسول ربه ، وأثنى عليه وقال خيرًا ، ثم قال : يا رسول الله ، ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ، ويحببهم إلينا ، فقال رسول الله : ” اللهم حبّبْ عُبَيْدَك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين ، وحبب إليهم المؤمنين “ ، قال أبو هريرة : فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني .
من الصفات البارزة التي تكلمنا عنها بتحليل اسم عبد الرحمن انه انسان فطن لدرجة يصل بها الى مرحلة الكشف الروحي ، فقد ساعدت فطنة ابو هريرة في تعلمه بسرعة وحفظه لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
اشتهر أبو هريرة بكثرة روايته للحديث عن الرسول ، فقد جمع خلال بضع سنين الكثير من العلم عن رسول الله ، وهو أكثر الصحابة حصولاً على ذلك ؛ والسبب يعود إلى مصاحبته للرسول لمدة ثلاث سنين ، ولم يُفارقه خلالها أبداً .
وكان الصحابي الجليل فقيراً ليس لديه تجارة ، ولا أسواق ، وقد كان من أحفظ الصحابة لأحاديث رسولنا ، فقد قال عن نفسه : ” ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله مني إلا عبد الله بن عمرو بن العاص فإنّه كان يعي بقلبه وأعي بقلبي وكان يكتب ، وأنا لا أكتب استأذن رسول الله في ذلك فأذن له ” .
ومن صفاته أيضا أنه يقظ لما يحيط به .
كان أبو هريرة رحمه الله مزاحًا مرحًا ، وكان له منذ صغره هدفٌ في الحياة . كان راعيًا للغنم ، ترك كل شيء في الدنيا وطلب العلم من الصباح إلى المساء حتى حفظ جميع أحاديث رسول الله .
فقد عرف بجراءته في سؤال النبي عن عن اشياء لا يسأل عنها غيره .
يدلّنا على ذلك أنّه عندما سأل رسول الله عن شفاعته يوم القيامة فقال رضي الله عنه : ” قلْت يَا رَسولَ اللَّهِ مَنْ أَسعدُ الناسِ بشَفاعتكَ يوم القيامة فَقَال : لَقدْ ظننت يا أَبا هريرة أَن لَا يسألَني عن هذا الْحدِيث أَحدٌ أَوَّلُ منك لِمَا رأَيت مِنْ حرصك عَلَى الحديث أَسعد الناس بشَفاعتي يوم القيامة من قَال لَا إله إلَّا اللَّهُ خالصاً من قبل نفسه ” .
من أحاديثه عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك ؟ ، فقلت : أسألك أن تعلمني مما علمك الله “ .. وهذا كان من يقظته ووعيه وتقديره للمنزلة التي كان عليها .
تحدّث على لسان أبي هريرة الكثير من الصحابة والتابعين ، وهو حافظٌ وعالم بالحديث ، وهو أحفظ أمّة الرسول عليه الصلاة والسلام ، والحافظ المطلق في العلم ، وهو الذي حفظ علينا السنة .
– قلنا بالتحليل السابق أن عبد الرحمن له قدرة كبيرة على استعاب العلوم وتعليمها بسرعة وبسهولة ، فقد بلغ سيدنا ابو هريرة من العلم مبلغًا كبيرًا ، وكان مجموع من روى عنه من الصحابة والتابعين نحو /800/ رجل ، فهو من أحفظهم لحديث رسول الله صلَ الله عليه وآله وسلم .
ولم يكن رضي الله عنه حافظًا للحديث النبوي فحسب ، بل كان أيضا حافظا للقرءان الكريم ، وهو من القراء المشهورين ، الذي حفظوا القرءان الكريم ، وعلَّموه للتابعين .
وكان رضي الله تعالى عنه له ذاكرة قوية في الحفظ ، أشاد بقوة حفظه الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ، وكان يحب العلم ، فكان طلابه يقبلون عليه ، حتى يملئوا بيته ، كما كان هو رضي الله تعالى عنه مقدرًا للعلم .
من صفات التي تكلمنا عنها أيضا أن أصحاب اسم عبد الرحمن لديهم بعد نظر يرون أبعد مايراه غيرهم وكان سيدنا ابو هريرة عنده رؤية خاصة وبعد نظر في أمور كثيرة حوله ..
سنذكر منها الموقف التالي :
عمل رضي الله تعالى عنه بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم في الرواية عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمساعدة في خدمة الإسلام حسب استطاعته ؛ فقد كان في خلافة عمر بن الخطاب يريد أن يهتم الناس بالقرءان الكريم ليحفظه الناس في القلوب والعقول ، فهو دستور الإسلام وكتابه الأساسي؛ ولهذا نهى أبو هريرة عن الحديث عن رسول الله لفترةٍ من الزمن على الأقل ليثبت القرءان الكريم في الصدور أولاً .
قلنا أن أصحاب اسم عبد الرحمن يكون دائما في حالة بناء وهدم فهو إنسان ديناميكي .
فوجدنا سيدنا أبوهريرة دائم الحفظ للأحاديث التي يسمعها من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأيضا كان يحفظ من الصحابة القدماء الذين سبقوه للإسلام أمثال سيدنا أبو بكر وعمر والسيدة عائشة رضي الله تعالى عنهم أجمعين .
قد ساهم هذا الصحابي الجليل ، برواياته للأحاديث الشريفة ، في نشر كلام النبي الكريم وتسهيل إيصاله للمسلمين في مختلف بقاع العالم ، ونشر دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صفوف غير المسلمين .
ذلك لما ورد في العديد من الأحاديث المروية عن أبي هريرة والتي تبرز سماحة هذا الدين وعدلَه ، وحلم النبي الكريم ورأفته ورحمته بالمسلمين والعالمين .
من الصفات التي تحدثنا عنا أيضا بالتحليل السابق صفة التعشق فقلنا أن أصحاب أسم عبد الرحمن يتعشقون الأشياء فيعشق البيت ، الزوجة ، السيادة .. إلخ .
ولكننا من خلال معايشتنا لحياة سيدنا ابو هريرة وجدناه لم يتعشق شيء من هذه الدنيا فعشق الله ورسوله .
عُرف عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله تعالى عنه حبه وتعشه وخدمته لآل البيت ولزومه الرسول عليه الصلاة والسلام ، حيث لزم المسجد النبوي منذ وصوله المدينة المنورة مع أهل الصفة الذين لم يكن لهم مأوى ولا أهل في المدينة المنورة ، فاتخذ المسجد مقاماً ، واتخذ النبي معلماً وإماماً ، حيث لازمه قرابة ثلاث سنوات انقطع فيها عن الدنيا ، وعاش فيها يخدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويخرج معه في غزواته ويحجُ معه ، ويتعلم منه أمرَ دينه ويأخذ عنه الأحاديث الشريفة .
وقد عرف عنه أيضا حبه الكبير للنبي عليه الصلاة والسلام والآل ، فكان لا يشبع من النظر إلي وجهه الشريف ، ويقول : ” ما رأيت شيئاً أملح ولا أصلح من رسول الله ، حتى لكأن الشمس تجري في وجهه “ ، فكان يحمد الله تبارك وتعالى على أن مَنَّ عليه بدين الحق ، وبصحبة النبي عليه الصلاة والسلام واتِّباع دينه والتعلم منه .
لعل من الصفات البارزة التي رأيناها بحياة سيدنا ابو هريرة رضي الله تعالى عنه حبه للإصلاح .
كان ناصحاً للآخرين ، حيث يأمرهم بالمعروف ، وينهاهم عن المنكر ، فقد عاش لا يبتغي شيئاً من الدنيا غير رضى الله تعالى ، وحب عباده المسلمين .
كان هذا الصحابي الجليل بارًّا بأمِّه ، وكان كلما أراد الخروج من البيت وقف على باب حجرتها وقال : ” السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته ، فتقول : وعليك السلام يا بني ورحمة الله وبركاته ، ويقول : رحمك الله كما ربّيتني صغيراً ، تقول : ورحمك الله كما بررتني كبيراً ، ثم إذا عاد إلى بيته فعل مثل ذلك ” .
وكان ينصح الناس ويدعوهم إلى البر بوالديهم ، حيث رُوي أنه رضي تعالى الله عنه رأى مرة رجلين أحدهما أسنُّ من الآخر ، يمشيان معًا ، فقال لصغيرهما : ” ما يكون هذا الرجل منك ؟ قال : أبي . قال له : لا تسمِّه باسمه ، ولا تمشِ أمامه ، ولا تجلس قبله ” .
لقد شهد الصحابي الجليل بعد إسلامه كل الغزوات مع رسول الله صلَ الله عليه وآله وسلم ، ثم شهد الغزوات كلها في عهد الخلفاء الراشدين ، فقد شهد حرب مؤته مع المسلمين وحرب الردة مع أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، وعرف بموقفه من الفتنة الكبرى ، حيث اعتزلها ، ولم يلابسها .
مرض أبو هريرة مرض الموت بكى ، فقيل له : ” لِمَ تبكي يا أبا هريرة ؟ فقال : أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ، ولكني أبكي لبعد السفر، وقلة الزاد ، لقد وقفتُ في نهاية طريق يفضي إلى الجنة أو إلى النار ، ولا أدري في أيّهما أكون . وكان آخر دعائه رضي الله تعالى عنه قبل موته أن قال : اللهم إني أحبُّ لقاءك فأحِبَّ لقائي ، وعجِّل لي فيه ” .
لقد توفي هذا الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه ، في المدينة المنورة ، بعد أعوام عديدة قضاها في خدمة هذا الدين ، وتعليمه لمن بعده ، وكانت وفاته في السنة السابعة والخمسين من الهجرة النبوية الشريفة ، بالمدينة المنورة ، ودفن بالبقيع ، وكان عمره وقت وفاته ثمانية وسبعين عام ، رحم الله تعالى سيدنا أبا هريرة ورضي عنه وأرضاه وجزاه عنا وعن الأمة الإسلامية خير الجزاء بما قدمه لهذا الدين وبما حفِظ وحافظ به على سنة سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام والآل ، وبما بلّغ من أحاديث نبوية شريفة ، وبما خدم به رسولَنا الكريم وآلَ بيته الطاهرين .
نسأل الله تعالى أن يجعله في أعلى عليين مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين .
وبذلك نكون قد رأينا معا كيف اشرقت تلك الحروف الرضية في حياة الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله تعالى عنه .
نرجو من الله أن تكون حروفنا مشرقة مزهرة كما اشرقت حروفهم .
نلقاكم في المحاضرة القادمة إن شاء الله تعالى مع اشراقات حرفية جديدة إن شاء الله تعالى .
تمت والحمد لله رب العالمين
I may need your help. I tried many ways but couldn’t solve it, but after reading your article, I think you have a way to help me. I’m looking forward for your reply. Thanks.
I may need your help. I tried many ways but couldn’t solve it, but after reading your article, I think you have a way to help me. I’m looking forward for your reply. Thanks.