– عنوان المحاضرة : المواكب الإلهية
– المحاضر : الشيخ د. عبد الله كشكوش المقدسي
– المحاضرة : نصية
– قدمت في : أكاديمية FG – Group الأمريكية
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ..
احبة العلم والنور السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .. يشرفني ان اكون بينكم اليوم لنبحر في عالم المواكب الالهية .. مواكب النور الرباني .. مواكب الصفوة .. مواكب المصطفين الاخيار .. مواكب اولياء الله الصالحين المقربين .. الذين يشهدون بالحق وهم يعلمون .. والصديقين الذين يؤمنون بالله ورسله.. والشهداء والصالحين .. وحسن اولئك رفيقا ..
في البداية اتقدم بتحية حب وعرفان الى سماحة المؤسس الحكيم الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب وابارك له انطلاقة مهرجان القدرات النورانية في دورته الجديدة .. هذا المهرجان الفريد من نوعه على سطح الكوكب .. مهرجان النور .. مهرجان الحب الالهي .. مبارك سيدي المؤسس الحكيم .. ودمتم منارة علم يهتدى بها في ظلمات الجهل .. فيكشف الله بك يا سيدي غمة الجهل .. وينير قلوب المحبين بأنوار فاعلم انه لا اله الا الله .. فيجعل الله لهم نورا يمشون به في الناس .. فيكونوا هداة مهتدين باذن ربهم العزيز الحكيم .. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .. ويسيرون في معارج مدارج ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ..
كما ويشرفني ان اتقدم بالتحيات الطيبات المباركات الزكيات الى السيد الشريف العارف بالله الشيخ الدكتور سفيان الجعبري .. القامة الهانيبالية النورانية المتلألئة في الدوحة الهانيبالية الوارفة الظلال ..
واتقدم الى جميع الاخوة الحضور من المضيئين من الدوحة الهانيبالية المباركة .. والى جميع من حضر معنا في هذه الليلة المباركة .. من محبي النور الرباني .. نور العلم .. ليركب معنا في فلك المواكب الالهية النورانية .. فنسير معاً في مدارج معارج قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون .. فأهلاً وسهلاً بالجميع .. احبة في مواكب الحب المشحونة بالمحبين .. بالشكر والتحية .
اهلا وسهلا بالجميع .. وشكرا لكم على حسن استقبالكم
أحبتنا في الله .. بداية لابد ان نتعرف ماهية المواكب الالهية .. ما هي .. ومتى تنطلق .. ومن هم رواد هذه المواكب النورانية التي اصفطاهم الله تعالى ليكونوا في حضرته القدسية .. فيشرفهم بحضور هذه المواكب .. ويزيدهم نوراً على نورهم .. فيكونوا أقماراً تمشي على الارض .. فعلى بركة الله نبدأ .. اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها ان ربي لغفور رحيم ..
نعم .. ببسم الله مجريها ومرساها نركب فيها لتسير بنا في امواج كالجبال من النور والعلم المبارك المخصوص لأهل الخصوص .. فهينئا لكل من كان فيها ..
اعزائي .. الموكب الالهي ينطلق كل يوم من حين ينصب موكب الحق تعالى الى ان تنقضي حوائجنا .. فينبغي ان نكون مستعدين لها أتم الاستعداد وأكمل الاستعداد .. وذلك بأن تبعد عن نفسك كل عائق يعوقك عن حضرة خدمة مولاك في اي وقت من ليل او نهار ..
ومن اول هذه العوائق التي ينبغي لك ان تتخلص منها هي كثرة الطعام .. فينبغي لك ان تقلل الطعام الى القليل الذي يقيم اودك ويسند صلبك .. لا الى الشبع الذي يؤدي بك الى مسالك الشيطان… فإن الشيطان لا يفارق من ينام على شبع .. فكلما اراد ان يقوم تراه يوسوس له فينومه.. وتمتثل بذلك لأمر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم اذ يقول الصادق المصدوق : ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه ..
وكلما شبع الانسان وملأ بطنه .. ازدادت شهواته قوة.. ويصبح لاهثاً ساعياً وراءها سعيا حثيثا لا يكل فيه ولا يمل .. ولا يشبع من هذه الشهوات التي تؤدي به الى التهلكة .. فهو يفتح مجاري الشيطان فيزيده قوة في الباطل .. ويسد مجاري القرآن .. كلام ربه المنزل على عبده .. بما فيه من ايات بينات ليخرج الناس من الظلمات الى النور .. فيغرق في بحور الظلمات .. وينزل في الدركات .. دركات الظلمة الخبيثة .. ويصبح من جنود سيده ابليس .. الذين قال فيهم ربهم : { فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ {94} وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ {95} الشعراء .
وذلك بدلاً من ان يصعد الدرجات العلى .. في بحور معارج ( اقرأ وارتق ) .. اقرأ باسم ربك الذي خلق .. فترى الكون كما ارادك الله ان تراه .. ارادك مولاك ان تراه .. بعين .. ألا فاعل الا الله .. ان تراه .. بعين والله من ورائهم محيط .. أن تراه بعين .. قل كل من عند الله .. بعين البصيرة التي تعلم علم اليقين ان قوله الحق .. يوم يقول كن فيكون .. له الملك وهو على كل شيء قدير .. وتعلم ان لو شاء الله ما فعلوه ..
وكذلك ان تحرص ان تنام على طهارة .. سواء من الحدث الاكبر أو الاصغر .. وهذا في الطهارة الظاهرة في البدن .. وكذلك ان تنام على الاذكار التي جاءت في السنة النبوية المطهرة .. فهي من اعون الامور التي تساعدك على الالتحاق بالموكب الالهي .. فتكون من الاكابر الذين يحبون مجالسة الحق عز وجل .. والوقوف في حضرته مع الانبياء والملائكة والخواص من عباده .. فهي قوت لروحك والطهارة هي السلاح .. وهي تزيدك زيادة الوقوف في حضرة الله مولاك عز وجل .. في عالم الغيب .. فإن روحك اذا فارقت جسدك بالنوم وهي على طهارة .. يأذن لها ربها ان تسجد بين يديه حتى تستيقظ .. واذا فارقت الجسد محدثة وقفت بعيدة عن الحضرة القدسية العلية .. ففاتها العبادة الروحية المجردة عن الجسد كما الملائكة ..
اللهم اجعلنا واياكم ممن يؤذن لهم بالوقوف بين يدي الحضرة العلية ..
هذا فيما يتعلق بالطهارة الحسية .. واما المعنوية فأولى وأولى وأولى .. لأنها المتعلقة بالباطن .. فما المقصود بالطهارة المعنوية .. وما هي ابرز آفاتها .. وكيف نعالجها .. هذا ما سنتعرف عليه ان شاء الله تالياً .. فشاركوا هذا الرزق لعل الله يتقبلنا عنده في الصالحين ..
والمقصود بطهارة الباطن .. مثلاً .. سلامة الصدر من سوء الظن بأحد من المسلمين .. او حدوث رياء او حسد او غل او حقد .. او عجب او كبر او غيرها من المعاصي الباطنة .. والطهارة الباطنة المعنوية اولى ..
فلماذا هي اولى ؟
ذلك يا اوليائي في الله .. ان القلب محل نظر الرب .. فيجب ان يكون هذا المحل نظيفاً .. طاهراً .. يليق بالناظر اليه .. فلا يصح ان ينظر الرب عز وجل الى قلوبنا فيجد فيها اي من هذه الافات التي تدنسه .. وذلك كما اخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم اخبرنا بذلك فقال : ” إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم ، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ ” .. فكما ان صلاتك لا تصح ان كان على ثوبك نجاسة لا يعفى عنها .. فكذلك الامر في نجاسة الاخلاق السيئة الدنيئة الردية التي لا يرضاها الله ولا رسوله ..
فانظر يا راعاك الله الى عظمة الناظر واستحي منه ان يراك على غير ما يحب
وعليك ان تتعلم على يد عالم عامل رباني عارف كيف تطهر هذا المحل بروح الوضوء عن نفسك موانع القدرة وموانع السعي والثبات .. وكيف تزيل عنك النفس .. وتتخلص بنورانية الوضوء من الكبر وامراض القلوب .. وتزيل عنك موانع اشراقك في هذا الكون الذي هو مسخر لك ..
وممن جاء عن حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم : ” مَنْ بَاتَ طَاهِرًا بَاتَ فِي شِعَارِهِ مَلَكٌ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلَّا، قَالَ الْمَلَكُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ فُلَانٍ، فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِرًا ” .
والشعار: هو ما يلي بدن الانسان من ثوبه .. أي فيه دلالة على قرب الملك منك .. سبحان الوهاب ..
وقد عد كثير من العلماء العاملين الربانيين .. النجاسات الباطنة من الكبائر .. كما يدل على ذلك الكثير من الاحاديث التي وردت عن الصادق المصدوق حبيبنا وحبيب رب العالمين .. مثل الاحاديث الخاصة بعقوق الوالدين والكبر والشك في الله والحقد والغل .. وغير ذلك .. وقد جاء : لا يرفع للعاق عمل الى السماء ولا للمشاحن ..
فعدم رفع العمل هنا دلالة على عدم صحته .. وعدم قبوله .. كما لو انه تعاطى مبطلا ظاهرا .. للصلاة مثلاً .. بأن ترك ركناً من اركانها .. واعلم يا وليي في الله ان من كمال ايمانك المطابقة بين الظاهر والباطن في الطهارة .. ولا تجعل الله اهون الناظرين اليك ..
واحرص دائما على ان تصلي أربعا بعد صلاة العشاء .. فقد جاء في فضلها الاحاديث عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين ..
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : ” من صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ ، وَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ ، كَانَ كَعِدْلِ لَيْلَةِ الْقَدْر ” .
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ : ” مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ عَدَلْنَ بِمِثْلِهِنَّ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ” .
وعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : ” أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ يَكُنَّ بِمَنْزِلَتِهِنَّ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ” .
وذهب فقهاء الحنفية إلى عد هذه الأربع ركعات بعد العشاء سنة راتبة بعدية .
سؤال : يعني اصلي صلاة العشاء وبعدها مباشرة ركعتين وركعتين سنة ؟
الجواب : ️تصلي بعد الفرض اربعات سنة بتسليمة واحدة .. وليس ركعتين ثم تسلم وبعدها ركعتين .. لا اربع ركعات بتسليمة واحدة .
ونكمل في ابحارنا في المواكب الالهية :
وسر اخر .. لمن يريد ان يلتحق بالمواكب الالهية .. هو ان تكون ممن ينامون على وتر .. فهذا من الامور التي يحبها مولاك جل وعلا .. فاذا نمت او مت .. كان اخر عهدك .. عملا يحبه الله تعالى .. فيحشرك في زمرة المحبوبين .. ليت شعري ما احلاها من زمرة .. فهم الذين لا يعذبهم الله على ذنب ابداً .. وهذا ما اشار اليه حبيبك عز وجل في قوله : وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه .. قل فلم يعذبكم بذنوبكم .. فبمفهوم المخالفة في الشريعة معناه انه اذا احبك لا يعذبك .. فأي فوز اعظم من ذلك ؟ اللهم اجعلنا واياكم من الذين يحبهم ويحبونه .. اعزة على الكافرين .. اذلة على المؤمنين .. وان يحشرنا واياكم في زمرة المحبين المحبوبين .. على منابر النور التي يغبطهم عليها الانبياء والشهداء .. هذه المنابر للذين تحابوا في الله .. فيناديهم حبيبهم وطبيبهم .. اين المتحابون في جلالي .. فيقومون الى هذه المنابر النورانية .. في معارج مدارج لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..
انظر الى هذا المقام الذي يغبطك فيه نبي .. تصور عظم هذا العطاء يا وليي في الله .. لا اله الا الله .. ما اوسع كرمه .. حبيبي كريم .. حبيبي ودود ..
مداخلة : الله يجزاك خير ، تخيل يادكتور ماكنت اعرف هالأجر لهذا العمل ، ولك اجر كل من حيعمل بها ؟
الجواب : نحن هنا في الحضرة الهانيبالية الكمالية .. نحن في الحضرة الاكمل في الوجود .
نكمل في رحلتنا الهانيبالية الكمالية المباركة في ليلة النور وا لحب هذه مع الاحبة .. وأنعم بها من صحبة ..
اذاً نتعرف على مزيد من الذين يحبهم الله.. حتى نتأسى بهم ونكون منهم باذن الله ..
ومن الذين يحبهم مولاهم عز وجل ويضحك اليهم ويستبشر بهم .. يا الله انظر الى هذا الكلام .. مولاك يستبشر بك ويضحك لك .. انظر الى وده اليك .. يا ربي ما ا جملك .. رجل له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل يذر شهوته ويذكر ربه ولو شاء رقد .. كما جاء في الحديث عن حبيبي الصادق المصدوق ..
وكان حبيبنا وحبيب رب العالمين صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ المسبحات قبل ان يرقد ويقول : ان فيهن اية خير من الف اية ..
وجعل بعضهم المسبحات ستاً : الحديد .. والحشر .. والحواريين ( الصف ) .. والجمعة .. والتغابن .. وسبح اسم ربك الاعلى ..
وجاء عن النبي صلى الله عليه واله وصحبه وآله وسلم .. ان من قرأ ( الرحمن ) و ( الواقعة ) و ( الحديد ) في كل ليلة سمي بساكن الفردوس .. فاذا قمت من فراشك تريد ان تنضم الى الموكب الالهي في ليلتك تلك .. نادت الملائكة .. انظروا الى ساكن الفردوس قد قام من فراشه يريد الانضمام الى الموكب الالهي .. فانظر ما اجملك .. يا ساكن الفردوس ..
قال قائلهم : ليالي بعد الظاعنين شكول طوال .. وليل العاشقين طويل ..
والله هذا ما عرف العشق .. فمن اين ليل العاشق طويل .. انما هي سجدة يضع رأسه في اول الليل فلا يرفعه الا على نداء الفجر .. او اية يترنم بها .. او تسبيحة يهيم بها في ملكوت ربه ..
فنحن في حضرة الاحبة .. واهل السماء تنظر اليكم في مجلسكم هذا .. ويفاخر بكم الرب اهل السموات .. تركتم الدنيا بما فيها .. وجئتم سعيا للانضمام الى الموكب الالهي .. مبارك لكم .. يا رب يتقبل ..
يا رب نظرة رضا لا نشقى بعدها ابداً .. قولوا يا رب .
واعلم انه لا ينبغي ان نناجي الحق تعالى في صلاة او قراءة حال النعاس .. وذلك ليكون العبد بكل عضو مع ربه .. ولا يكون ذلك الا مع حضور القلب .. وحضور القلب لا يكون الا مع اليقظة فمن خاطب الحق في حال النعاس واشتغال القلب بغير الله فقد اساء الادب ..
وقد جاء عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين :
إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه ، فلم يدر ما يقول ، فليضطجع ..
وقد قال اكابر العلماء العاملين : عليكم بالادب مع الله تعالى في عبادتكم .. فان ذلك يوصلكم الى دخول حضرة الله تعالى وتكونون اخوان النبيين والصديقين والشهداء و الصالحين ..
وهؤلاء هم اصحاب المراتب في الادب مع الله تعالى فتشاهدون اقوالهم وا فعالهم وتتعلمون من آدابهم .. واحذر يا وليي في الله تعالى ألا تدخل حضرة الله تعالى .. لأن ذلك معناه انك في حضرة الشيطان والعياذ بالله ..
سؤال : يادكتور عبدالله في بعض الأحيان عندما ندخل في الصلاة يكثر التثاؤب ؟
الجواب : التثاؤب يا وليي في الله .. هو تظهير للروح .. فهذا من الثمار التي تجنيها عندما تكون في حضرة الحق .. فيطهرك .. لتقف بين يديه كما يحبك ويرضاك .
كثيرا ما يتعرض الانسان لوخز الشيطان .. فيصاب بما يعرف في الطب النبوي بالضرر الروحي .. وهذا الضرر ا لروحي لا يطهره الا ايات الله وكلامه .. فانت عندما تقرأ القران وانت بين يدي الملك القدوس .. يستجيب لك ربك .. فيطهرك من رجز الشيطان .. واحدى علامات هذا التطهير .. هو التثاؤب .
فهؤلاء يجنون ثمار عباداتهم وذكرهم وتسبيحهم في الدنيا قبل الاخرة .. فتكون ممن اذا قال بسم الله .. انفعل الكون لبسملتك الشريفة .. فتشفي المرضى .. باذن الله .. وتبرئ الاكمه .. باذن الله .. واعلم يا محب العلم والنور .. ان روحك لا تُخرج الا ما هو مبطون فيها .. فمن اقوال الحكيم المؤسس الشيخ هانيبال : لا يخرج منك الاك .. وتكون بسملتك فعالة في الوجود .. فكما للرب عز وجل كن فيكون .. للعبد بسم الله الرحمن الرحيم .. فهي تفتح كل العوالم لأنها هي العوالم .
واحرص يا وليي في الله ان تتخلق بالاسماء الالهية .. فكلما زاد تخلقك بالاسماء كلما كنت اكثر جلالاً في الملك والملكوت .. فيخضع لك الكون وتكون لك قدرات الانكشاف في الوجود .. وقدرة تجنيد الجنود .. باذن ربك العزيز الحكيم .. وتنال اعلى جماليات قول ربك عز وجل : انا فتحنا لك فتحاً مبينا .. واعلم ان اسم الله ثابت لا يزول ولا يحول .. فتكون بسم الله الرحمن الرحيم الصادرة عنك .. فعالة باذن ربها .. وتكون آدميتك هي البسملة صورة ومسطوراً ..
سؤال : يادكتور وكيف نستشعر أنها تفعلت في أرواحنا وظاهرا وباطنا ؟
الجواب : عندما يستجيب الكون لأوامرك .. فاذا قلت بسم الله الشافي على مريض شفي .. وهكذا .
سؤال : مامعنى الاك ؟
الجواب : المقصود انه لا يخرج منك الا ما هو موجود فيك .
واعلم يا وليي في الله تعالى .. ان اقرب الطرق الى الله الصدق.. فقد قال حبيبي عزل من قائل : يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين .. وانعم بها من معية .. فأنت مع الصديقين الذين يحبهم الله ويحبونه .. وكذلك هي كل قيمك الانسانية سبل الى الوصول الى الله تعالى .. وهو هدف كل مؤمن صادق .. وهو غاية عظمى وفضلى .. يسعى اليها المؤمن ليلاً نهاراً .. فيكون كهفك الوحيد وملجأك الفريد ومطلب شهودك المجيد ..
سؤال : ولكن يادكتور هناك بعض المواقف التي تضطر فيها إلى .. للدفع عنك الضرر وماشابه فما العمل ؟
الجواب : اعلم يا وليي في الله تعالى .. ان ما عند الله لا ينال الا بما يرضيه .
واذا قرأت كتاب الله عز وجل حباً واخلاصاً لوجه الله الكريم .. كان من ثمرات ذلك ان ينفعل لك الكون .. فاذا طهُرت قدميك ولم تسعى الا الى خير .. أي انها في طهر مطلق ( مثلاً تكون دائما معتنياً بالوضوء .. مسيرك الى المسجد .. ) فمن ثمرات ذلك انك تصبح من اهل الخطوة وتكون في استعدادك ووسعك .. وهو كمال تسلسل مطلوب منك في كل احوالك .. واعلم يا محب العلم والنور ان خرق العوائد كرامة لأهل العلم وان ملك الملوك اذا وهب ما سلب ..
وكذلك يا وليي في الله تصبح مستجاب الدعاء .. وهذا من ثمرات الصدق مع الله تعالى .. وذلك عندما تعلم تجليات اسماء الله الحسنى .. فتعلم الاسم الاعظم في الشفاء .. فتكون شفاءً باذن الله .. وتحوز هذا المقام العيسوي في الحضرة المحمدية .. وتعلم الاسم الاعظم في الانتقام وتعلم الاسم الاعظم في منح النقود .. وتعلم الاسم الاعظم الذي يجعلك مباركاً اينما حللت ونزلت .. وتعلم الاسم الاعظم في المعارج .. وتتهيأ في كل احوالك لاستقبال عطايا هذه الاسماء العظمى من ذي الجلال والاكرام ..
وكذلك يا وليي في الله .. عندما تصدق مع الله وتتقيه .. فانك تحوز على ثمرات هذا التخلق .. فيعلمك ربك العليم الحكيم .. اين تجد في فاتحة كتاب الله تعالى .. عالم الصناعة وعالم النبات وعالم العناية وعالم الجنس وعلم التسبيح .. وعلم التقدير وعلم الشكر وعلم الثناء وعلم المجد وعلم الطلب .. وعلم التوكل وعلم انشراح الصدر وعلم مجرى الافلاك وعلم مس العذاب وعلم الامداد وعلم الرجوع وعلم السيادة وعلم ما ينتجه الذل لله .. وعلم ما ينتجه الذل لغير الله .. وعلم الهمة وعلم الزيادة وعلوم الحياة والعلوم التي تتناول الجانب النفسي والتي منها علم الهام النفس الفجور وعلم الهام النفس التقوى وعلم التزكية النفسي للروح وعلم الدس النفسي للروح ..
وكذلك يا وليي في الله يعلمك ربك العلام .. عندما تتقيه .. وذلك مصداقا لقوله عز من قائل .. واتقوا الله ويعلمكم الله ..
علم التجلي النهاري للشمس وعلوم العناية الربانية بالنبوة وعلوم التوجيهات الربانية للنبوة وعلم التمثل ومن أي اسم الهي تستقيه وتجلياته في الانس والملائكة والجن والحيوان والنبات والعلوم التي تعلمك من أي اسم يستقي العقل انواره اذا كان هناك اكثر من اسم يمد الانسان بهذه القدرة وغيرها مما لا يعلمه الا الله .. في فاتحة كتاب ربنا العزيز الوهاب.. والاسماء المشرفة على هذه العوالم .. وبذلك تتحقق بسم الله الرحمن الرحيم على الحقيقة .. ولا يكون ذلك الا على يدي عالم عامل رباني عارف ..
فتكون مظهراً لهذه الاسماء فعالاً باذن ربك في هذا الكون الواسع الفسيح الذي هو مسخر لك بالكلية وبالفطرة .. فهو مأمور ان يطيعك اذا اطعت ربك وتخلقت بأسمائه وهذا كله لا يكون الا ان تتعلم على يدي عالم عامل رباني يعلمك كيف تكون هذا المظهر الفعال في الوجود .. فلا بد لك من شيخ يعلمك .. فيكون لك ولياً مرشداً الى ربك العزيز الرحيم .. الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين .. ويعلمك كيف تكون ممن يتخلقون بقوله تعالى : الذين هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ .. فتكون في صلاة دائمة في كل احوالك .. في نومك .. في صحوك .. في اكلك .. في شربك .. في عملك .. في جلوسك .. في قيامك .. الخ .
أما الان وقد تحضرت لتنضم الى ركب المواكب الالهية .. وتكون من الخواص الذين اصطفاهم الله ليجالسهم في هذا المجلس العظيم الشريف .. الرفيع المقام .. فعليك ان تعلم مواعيد انعقاده وانصرافه لتلحق به ولا يفوتك الركب .. وتكون من السابقين الى اللحوق بهذا الموكب .. واعلم ان العطايا والهدايا والكرامات والاعانات انما تكون لمن حضر .. واما الغائب .. فمحروم .
وينطلق الموكب في غالب اوقاته من اول الثلث الآخر من الليل .. وكثيراً ما ينصب من اول النصف الثاني من الليل .. ولتعرف متى ينتصف الليل .. فاتبع في ذلك صلاة الظهر .. فاذا كانت صلاة الظهر مثلا كما في ايامنا هذه قريباً من الحادية عشر وعشرون دقيقة .. فهذا هو وقت انتصاف الليل .. أي عندما تصبح الساعة الحادية عشرا وعشرون دقيقة ليلاً .. الا ليلة القدر وليلة الجمعة .. فإنه ينصب من غروب الشمس الى طلوع الفجر .. وجاء في بعض الروايات الى وقت انصراف الناس من صلاة الصبح .
فينبغي لك يا باغي الخير .. ألا تغفل عن ربك في هذه الاوقات .. اما بصلاة .. او ذكر أو غير ذلك من المراقبة لله تعالى .. فتكون ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم : ” اشراف امتي حملة القران واصحاب الليل ” .
فهنيئا لك ايها الشريف هذا الشرف وهذا التكريم .. وبالعموم فأهل المواكب الالهية .. كأهل المواكب الدنيوية .. فكما ان كل من كان أكثر الغيبة عن حضور موكب السلطان يقطعون عنه الامدادات ويمحون اسمه من ديوان العطايا .. فكذلك الحال مع من اكثر النوم والغيبة عن موكب الرحمن تتكدر منه أكابر الحضرة .. يقطعون عنه العطايا والامدادات ولا يقضون له بعد ذلك حاجة ويصيرون يبغضونه لزهده في خدمة ربهم .. وحضور مجالسه والانضمام الى مواكبه .
فاظفر بالموكب تربت يداك .
سؤال : دكتور بالنسبة لصلاة الضحى هي صلاة الاوابين ، ما المعنى الحقيقي للأواب ؟
الجواب : ️الاواب .. هو الشخص الكثير الرجوع الى الله .. يعني اذا اذنب ذنباً .. استغفر ورجع الله بالتوبة والانابة .. اما بالنسبة للتسمية .. فعند الاحناف يعدون صلاة الاوابين هي ست ركعات بعد صلاة المغرب .. وعند غيرهم يعدونها بعد طلوع الشمس .
شكرا لسماحة المؤسس الحكيم على تكرمه بالسماح لنا بأن نكون ممن تشرفوا بالمشاركة في مهرجان القدرات النورانية .. وكذلك للقائمين على هذا المهرجان .. ولكم ايها الحضور الكريم على سعة صدركم .
شكرا لكم جميعا على جميل مشاعركم .. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
تمت والحمد لله رب العالمين