المعتقدات

– محاضرة : المعتقدات

– المحاضر : أ. نور هرشو

– المحاضرة : نصية

– قدمت في : 2023 / FG-Group Academy -Turkey

 

– مقدمة :

انا لا انفع في عمل هذا المشروع ، لا اعتقد انني سأنجح ، انا إمراة ضعيفة ليس لدي القدرة على الوصول إلى طموحاتي ، أنا رجل جبان لا يستطيع المواجهة ، أنا لا انجح في دراستي ، لن استطيع الزواج فأنا فتاة غير قادرة على تحمل المسؤولية ، الفقراء في المجتمع ضعفاء وليس لديهم بروتوكولات ، الأغنياء ليس لديهم أي ضمير تجاه الناس وليس لديهم اخلاق ، انا لست أباً صالحاً ، لا استطيع الاندماج بالمجتمع فالمجتمع ليس مناسب لأفكاري ، لا استطيع أن أكون اجتماعياً

كل هذه المعتقدات نشأت على هيئة أفكار منذ صغرنا فغزت عقول الكثير منا وغزتها من خلال التجارب حتى وصلت وتشكلت المعتقدات في عقولنا..

وهذا ما نراه في كثير من النقاشات مع الأشخاص حين يقول : أنا اعتقد !

وما يعتقده الإنسان يؤثر في مسارات حياته وتكون مسيطرة بقوة على قرارته واختياراته فإما أن ترفعه وتسمو به إن كان قد تربى على معتقدات صحيحة سليمة وإما أن تخفضه وتجعله إنساناً ليس على معتقدات سليمة فتدنو به وتجعل منه شخصاً سيئاً أخلاقياً .

 

– تعريف :

اعتقدَ بـ يعتقد ، اعتقادًا ، فهو مُعْتَقِد ، والمفعول مُعْتَقَد .

اعتقد أنه عالم / اعتقد بأنه عالم :

1- ظنَّ ، تصوَّر ، حَسِبَ ، توهَّم ” خلافًا لما كان يعتقد – رسَّخ اعتقادًا ” .

2- صدَّق وآمن ” اعتقد أن التَّوحيد حقّ .

معتقد [ مفرد ] : جمع معتقدات :

1- اسم مفعول من اعتقد / اعتقد بـ .

2- حكم لا يقبل الشك عند صاحبه تختلف الشعوب في معتقداتها – معتقد ديني – حرية المعتقدات

هي الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده والجمع : عقائد وتعنى ما عقد الإنسانُ عليه قلبه جازماً به  .

وعُرف أيضاً الرأي الذي يتعلق بشخص ما أو فكرة ما.

الاعتقاد يقوم على الإيمان ويتطور وينشئ بما يطرأ على الشخص من متغيرات الحياة ويشير إلى اليقين حول قضايا معينة وما يؤمن به الإنسان بشدة ولا يقبل الشك .

فنلخص المعتقدات على أنها لأساسية تحدد كيف نتصور العالم ونفسره ، معتقداتنا أعمدة حياتنا .. وأنها أفكار موجودة منذ طفولتنا وتبلورت وتطورت مع مرور الزمن بالأفعال واختبرها الإنسان عن طريق مشاعره وتجاربه حتى وصلت إلى الرسوخ وأصبحت غير قابلة للتغير .

المعتقدات لها تأثير كبير على حياة الفرد وتماشيه بالمجتمع فإن كنت ذو دين وتمشي على خُطى الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفقاً للشرعية الإسلامية الصحيحة وما أتى به القرءان الكريم فأنت تنعم بمعتقدات صحيحة وكل ما تمشي به صحيح .

وإن كنت بعيداً عن ما اتى به القرءان الكريم والعقيدة الصحيحة فأنت في عيشة هالكة وطريقك إلى الهاوية ..

وإن كنت تسعى نحو النجاح ولديك العزم على تحقيق هدفك وبشغف فهي إيجابية لمعتقداتك الاجتماعية ..

وإن كانت خطواتك بطيئة مترددة يائسة واهنة فأنت تعاني من معتقدات سلبية .

تحدثت سابقاً في الإيجابية والسلبية والعيشة الراضية والعيشة الهاوية … كيف هي المعتقدات وما هي أنواع تلك المعتقدات ؟

كلمة معتقدات لا تعني فقط المعتقد الديني وإن كان هو المعتقد الأساس الذي نسير عليه وعليه تكون أسس الحياة اجمع.

فهناك معتقدات شخصية لدى الفرد تجعله إما فرد إيجابي مثمر أو فرد سلبي عائق على المجتمع … معتقداتك الأساسية لها نفوذ كبير على شعورك بالانتماء والصورة التي ترى بها مسيرة طريقك وكيف يعاملك الآخرين .

ابدأ أولاً بالكلام عن معتقدات مقيّدة للإنسان وهي المعتقدات التي تبعد الفرد عن هدفه مثاله كأن يقولـــ ” أنا فــاشل … لا استطيع ” فيُكبّلُ الفرد قدراته ولا يستطيع النجاح فيتوجه تركيزه إلى أن يثبت لذاته صحة ذلك فيهمل الإيجابيات ويشعر بالسوء ومن أهم أمراض هذه المعتقدات ( الشخصية الانعزالية والاكتئاب وغيرها من الشخصيات المرَضية ) .

وثانيها المعتقدات التي تعزز من قدرات الإنسان وترفع من عزيمته فتصنع منه شخصية قوية فعّالة بالمجتمع صاحب هدف دؤوب ومستمر في الإنجاز لا يوقفه تأثير سلبي بل يصقل منه شخصاً قادراً على تحدي الصعاب وتطوير ذاته .

من خلال الكلمات التي ينطق بها الفرد والتعبيرات عن الحوادث التي تواجه الفرد من قبول أو رضا أو تذمر وسخط فكل سلوك يقوم به الفرد نستطيع أن نعرف ما هي معتقداته لأنه يعلن عنها فراقب سلوكه وتصرفه ، فحياة الفرد تعكس ما بداخله فهناك تطابق كبير بين ما يفكّر به وطريقة تصرفه .

 

– صفات المعتقدات :

تتصف بثلاث صفات : ( التعميم – الحذف – الإضافة )

عندما يعتقد شاب أنه لا يوجد فتاة تناسبه فهذا المعتقد يجعله يعمم ذلك على جميع الفتيات ويحذف الفتيات اللاتي يناسبنه ويشوه كل عرض يقدم له فيبحث عن أقل عيب ليرفض العرض.

مثال آخر : حين تعتقد فتاة أنها لن تتزوج فإنها ستعمم ذلك على حياتها وستحذف كل الفرص المتاحة وحين يأتيها خاطب ستشوّه ذلك بأقل عيب فيه لترفضه .

 

– كيف تحرر نفسك من المعتقدات السلبية :

بداية يجب تحديد المعتقدات السلبية التي تعيقك واستبدالها بالإيجابية كمعتقد لن استطيع أن انجح ولن احقق ما أريد فيجب استبدالها بمعتقد إيجابي أنك سوف تنجح وتحقق ما تريد .

والسعي بشكل دائم إلى خلق منظومات إيجابية من خلال وجود داعم نفسي ومقوي له من خلال البحث عن جذور الأفكار السلبية ونزعها التي كانت أساس المعتقد السلبي كأن تقول فتاة لا تستطيع الوثوق برجل فهنا عليها أن تبحث عن جذر هذه الفكرة ربما تكون قد ورثتها عن أمها أو ربما من خلال موقف رأته على أحد أقاربها وهنا يجب أن تحلل الخبرات التي اكتسبتها من هذا المعتقد كأن تقول : نعم لم تكن علاقة ذات مستوى عال وناضج أو لم تكن والدتي تحسن التعامل مع والدي الأمر الذي جعله يخونها أو ربما كانت تحسن التصرف معه ولكنه خانها أو قد لا يكون هناك مجمل تفاهم بينهم ولكن هذا الأمر لا يجعلني أن اعمم بأن كل الرجال خبيثون فلا بد من وجود رجال أخلاقيين وصالحين ومن هنا تقوم بصناعة الأفكار الإيجابية كأن تقول : أنا إنسانة جيدة واستطيع أن اثق بالرجال وسابني أسرة جيدة وأعيش حياة سعيدة فتبدأ بالتغيير وتطبيق تلك المعتقدات .

العالم العربي لم يعطي الاهتمام بالمعتقدات قلة قليلة من تكلم عنها واغلب ما تكلم عنها كانت حول مسائل الدين بحسب ما جاء في بعض الكتب حول أنواع المعتقدات كانت  :

1- معتقدات وصفية :

وهي التي تظهر ما هو في الوقت الحاضر ، مثال على ذلك :

هناك أشخاص يعتقدون أن تطور الأنواع يتبع منطقًا يجب على الأفراد من خلاله محاربة بعضهم البعض من أجل البقاء ، بينما يعتقد آخرون أن التطور يخلق أيضًا أطر عمل يكون أولئك الذين يبقون على قيد الحياة أكثر من أولئك الذين يتعاونون فيها .

2- المعتقدات المعيارية :

وهي بأن يعتقد الفرد في ما هو جيد وما هو الخطأ على سبيل المثال ، الاعتقاد بأن عدم المساواة شيء يجب محاربته .

3- المعتقدات الدينية  :

المعتقدات الدينية ترتبط بدين فهي الثوابت التي يعيش عليها الإنسان ويعيش حياته وفقًا لمبادئها ، فهناك تنوع في المعتقدات الدينية غالباً ما تتمحور المعتقدات الدينية حول إله واحد ، فالمعتقدات الدينية التي يعتقد بها الفرد تفرض نفسها على سلوكه وحياته .

فالمعتقد الإسلامي جاء ليحس الناس على الأفعال الحسنة والأخلاق الحميدة ونبذ كل السلوكيات السلبية .

4- معتقدات غير واعية :

هناك معتقدات يكون الفرد قد نشأ عليها لكن تكون معتقدات غير واعية ويقضي حياته وهو يمضي بها ظناً منه أن الذي يفعله صحيح كأن نمشي على ما وجدنا عليه الآباء دون معرفة أو علم لما نفعل كذا وهذا معتقد خطير في المجتمع وتأثيره يولد الفساد والجهل  .

5- المعتقدات الواعية :

وهي معتقدات نافعة جداً ويجب على كل فرد أن يكون واعي بمعتقداته وأن ينشأ نشأة صحيحة واعية .

– الخاتمة :

معتقداتك هي أنت فحدد سلوكك والطريق التي تسير عليه وكن من الذين أنعم الله تعالى عليهم باتباع شريعته وجدد دائماً بذاتك واحمي نفسك من السلبية المنتشرة وضع الغربال وامنع دخول تلك المعتقدات لك واسعى دائماً بنور الله تعالى وعش جنتك بالمعتقدات التي خلقنا عليها بحب وهناء

ولازم الصالح تصلح وآخر ما أقوله أن الحمد لله رب العالمين على اكرامه لنا بوجود ولي يعلمنا ويرشدنا ويبعد عنا تلك المعتقدات المحبطة للذات شيخي ومعلمي وولي حفظه الله تعالى هانيبال يوسف حرب .

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

 

– المراجع :

موقع المنهل

موقع النجاح

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى