التفكير الإيجابي

– عنوان المحاضرة : التفكير الإيجابي

– المحاضر : د. رنا حمد

– المحاضرة : نصية

– قدمت في : أكاديمية FG – Group الأمريكية

بسم الله الرحمن الرحيم

لا شك أن الاستسلام لليأس والإحباط طريق مُعبد وسهل للسلبية في الحياة ، وهي علامة من علامات ضعف هذا المخلوق الضعيف ؛ ألا بأنك إنسان في الأول والأخير يعتريك من الهم والغم والمرض والابتلاء وبالتالي النظرة السلبية للحياة .

ومع هذا أنا أدعوكم وفي خضم المحن والتحديات أن تُعينوا أنفسك على النظر بإيجابية للحياة ولو بعض الوقت .. والسؤال الذي يطرح نفسه؛ كيف أكون إيجابياً ؟
من الشائع أن يسمع الواحد منا عبارة : فكر بإيجابية أو تصرف بإيجابية عندما نرى شخص مُحبط، وللأسف لا يأخذ هذا الشخص المحبط الكلمات بجدية لأنه لا يفهم ما الذي تعنيه بالضبط .. أو بمعنى آخر لا يراها عبارات فعالة أو مجدية. 
كم واحد تعرفه أنت شخصياً يعي هذه العبارة ؟ 

 

– الإيجابية هي أكسير النجاح !
غالباً ما يتعجب الأشخاص ويتساءلون ما هو السبيل لتطبيق مبدأ الإيجابية فى كافة تفاصيل حياتهم أثناء تفكيرهم أو تصرفهم في أمر ما ، وخاصة في حالات عدم السعادة أو الرضاء عن الأحوال التي تحيط بهم .. أو عندما تضيق بهم ظروف الحياة وتصبح صعبة وقاسية ، بل ويجدون صعوبة في تحقيق الإيجابية عندما يكون السلام النفسي سائدا ولا يوجد ما يؤرقهم .
يعلم العديد منا أنه يجب أن يكون إيجابيا في مختلف تفاصيل حياته ، ولا يعلم كيف يفعل هذا !!

الإيجابية مهارة مثل باقي المهارات التي تكتسب بالتعلم والتطور المستمر ، فالأمر كله يندرج تحت عاملين أساسيين هما :

1- طريقة التفكير .

2- وطريقة التصرف . 

وكليهما قابل للتغيير والتطوير ، أي أن الإيجابية ما هي إلا مزيج من طريقة تفكير الشخص وطريقة تصرفاته التي يسلكها .

قبل أي شيء ينبغي أن يدرك الشخص أفكاره ويتنبه لها جيدا ، وإذا ثبتت سلبيتها عليه بالعمل على إحلالها بأخرى إيجابية .

فبدلا من أن يفكر الشخص في الفقر عليه بالتفكير فى البحبوحة .. وبدلا من أن يردد كلمة التجاهل عليه بفهم ما يحيط به والعمل على إدراكه .. وبدلا من أن ينتقد القيود ، عليه بالبحث عن الحرية ، لابد وأن يردد دائما الكلمات الإيجابية بينه وبين نفسه « أنا أستطيع » .. « أنا قادر على » .. « من الممكن أن » .. وهكذا من التعبيرات التي توحي بالإيجابية لصاحبها ولغيره من المحيطين به حتى لا تتسلل روح اليأس التي تنتابه إليهم .

 نحن نخلق بداخل عقولنا ، نوعية الحياة التي نرغب أن نعيش داخل أسوارها ، فإذا كان التفكير إيجابيا فسوف تتحول حياتنا إلى الإيجابية بشكل تلقائي .

أي شيء بدايته تكون داخل النفس الذاتية من أبسط إنجاز إلى أعظم واحد ، صحيح أن الشخص ليس بوسعه التحكم فى الظروف والأحوال الخارجية لكنه بوسعه التحكم في نفسه وفى عالمه الداخلي حيث يبدأ فيه أي وكل شيء .

 

– مفهوم الإيجابيّة :

يُعَدّ التفكير المصدر الأساسيّ للإيجابيّة ؛ إذ يساعد على زيادة ثقة الشخص بنفسه ، وهو من العوامل التي تُؤدِّي إلى النجاح ، علماً بأنّ هناك عِدَّة تعريفات للتفكير الإيجابي ؛ فقد عرَّفه البعض بأنّه : استخدام الشخص لعقله الباطن في محاولة للوصول الى آماله ، وأحلامه التي يطمح إليها ، وعَرَّفه آخرون بأنَّه : مصدر القوة لدى الشخص ، والذي من خلاله يستطيع أن يجد الحلول المناسبة لمشكلاته ، عن طريق التحكُّم بأفكاره .

ويمكن الخروج من خلال هذين التعريفَين ، بأنّ تفكير الشخص بطريقة إيجابيّة ، يُؤدّي إلى وصوله إلى نتائج إيجابيّة .
إنّ التفكير الإيجابيّ لا يعني بالضرورة ألّا يمرَّ الشخص ببعض اللحظات ، والمشاعر السلبية ، ولكن يعني أن يبتعد عن لوم ذاته دون التحرّك لحلّ المشكلات التي تواجهه ، والتفكير بأفضل الحلول ، والخروج من هذه المشاعر بأقلّ ضرر ممكن ، ومن الحريِّ بمكان ، معرفة أنّ التفكير الإيجابي يبدأ عند تدريب النفس على هذا النوع من التفكير ، فلو افترضنا أنّ أفكار الشخص التي تتعلَّق بحياته سلبية ، فإنّ نظرته للأمور غالباً ما تكون مُتشائمة ، حيث يصبح عندها غير راضٍ عن حياته ، أمّا إذا استبدلنا هذه الأفكار بأفكار إيجابية ، فإنّ نظرة الفرد لنفسه ، ولحياته سوف تتغيّر ، ويصبح من الأشخاص المتفائلين الذين يعتزّون بأنفسهم ، حيث ينعكس هذا التفاؤل على حياته ، ونجاحاته .

 

– صفات الشخص الإيجابي :
الشخصية الإيجابيّة المُتكاملة بناءٌ يتطلَّب صفات عديدة ، وتربية عمليّة قوية ، وحتى نصنع القاعدة السليمة لتلك الشخصيّة ، فإنّه لا بُدّ من التحلّي بمجموعة من الصفات ، منها ما يلي :
– التفاؤل :

على الشخص الإيجابي أن يكون متفائلاً ؛ فالشخص المتفائل يكون أكثر إنتاجيّة في التعامل مع المواقف الصعبة من الشخص المتشائم ؛ لذا فإنّ التفاؤل يدفع الشخص إلى الاستفادة من الفُرَص ، وبَذل كلّ الجهود للوصول إلى النجاح .

– الرضا والقبول :

على الشخص الإيجابي أن يكون راضياً ، وقادراً على تقبُّل ما تؤول إليه الظروف ، خصوصاً عند بذله أقصى جهده ، وحينئذٍ ، فإنّ الشخص الإيجابي الذي يتمتَّع بالقبول ، يمتلك المقدرة على التعلُّم من أخطائه .

– المرونة :
تُساعد المرونة الفرد على التكيُّف مع المشكلات التي يتعرّض لها ، ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها ، وعدم استسلام الفرد للواقع والمشكلات التي قد تُسبّب له الاكتئاب ، أو تجعله يلجأ إلى الطرق الخاطئة ؛ للبحث عن السعادة .  

– الامتنان :

من الأمور المُهمّة للشخصية الإيجابية إظهار الامتنان ؛ فقدرة الفرد على التفكير في التفاصيل التي جرت معه خلال يومه ، والحديث مع النفس ، إضافة إلى محاولة إظهار الشكر ، تمنح الفرد مشاعر إيجابية .

– النزاهة والصدق :

لكي يستطيع الفرد أن يصبح إيجابياً ، عليه أولاً أن يكون نزيهاً مع نفسه ، ومع الآخرين ، ونعني بالنزاهة : أن يتعامل الفرد مع الآخرين بصدق ، ولا يحاول استغلالهم ، وأن يكون نزيهاً في مواقف حياته جميعها ، ويُعَدّ من التناقض أن يتصرّف في موقف ما بشكل جيّد وصادق ، وفي موقف آخر بشكل سيِّئ يستغلّ به الآخرين .

– التحكُّم بالنفس : 

إنّ مقدرة الشخص على اتّخاذ القرار بشكل صحيح ، وسليم ، وعدم إعطاء الفرصة للآخرين للتحكُّم ، وفرض سيطرتهم وآرائهم عليه ، إضافة إلى مقدرة الفرد على التحكُّم بنفسه ، وعدم الالتفات إلى الإغراءات ، أو المشاركة في الأمور غير الصحيحة ، رغم توفُّر الفُرَص لممارستها ؛ حيث إنّ ما سبق ممّا تبحث عنه الشخصية الإيجابية والجيّدة .

 

– طريقة التفكير الإيجابي و تفادي الامور السلبية :
في حين أنه من الطبيعي أن تشعر بالقلق حيال ما يفكر فيه الآخرون بك ، فإن القلق بشأنه أكثر من اللازم قد يجعلك تشعر بالإرهاق والتوتر ، ويجعل من الصعب عليك أن تكون نفسك .

إذا وجدت نفسك في كثير من الأحيان تشعر بالضيق أو القلق بشأن ما يفكر فيه الناس من حولك ، حاول التركيز على حب نفسك .

أعد تدريب عقلك على التركيز على الأمور الأكثر أهمية في الوقت الحالي ، بدلاً من التركيز على ما قد يفكر فيه الآخرون أو يقولونه .

أخيرًا ، تعلم كيفية استخدام النقد البناء بطريقة صحية وتصفية الانتقادات غير المفيدة أو المفرطة في القسوة  . 

1- الطريقة الأولى : بناء ثقتك بنفسك :

– قم بعمل قائمة بنقاط قوتك وإنجازاتك :

إن إدراك أن قيمتك الذاتية تأتي من الداخل جزء هام من تعلم عدم الاهتمام بما يعتقده الآخرون. إن إحدى الطرق لتعزيز ثقتك بنفسك والحصول على فهم أفضل لقيمتك الذاتية هي سرد السمات الإيجابية عن نفسك .

– استبدل الأفكار السلبية بأفكار أكثر واقعية :

إذا كنت معتادًا على التفكير في الأمور السلبية أو اتخاذ كل الانتقادات القاسية للقلب ، فقد يكون من الصعب إعادة تدريب نفسك على التفكير بشكل إيجابي .

عندما تلاحظ أن صوتك الداخلي يصبح سلبياً ، توقف عن تقييم تلك الأفكار .

استبدل الفكر السلبي بشيء أكثر حيادية وواقعية .

– التزم بتحسين نقاط ضعفك :

كل الناس لديهم عيوب ، وهذا طبيعي .

يعد الاعتراف بمناطقك الضعيفة جزءًا مهمًا من النمو الشخصي .

إذا حددت العيوب في نفسك ، فابحث عنها باعتبارها فرصة لتحسين نفسك ، بدلاً من التفكير في ما هو  ( خطأ ) معك أو ما سيفكر فيه الآخرون .

سيساعدك اتخاذ إجراء لتحسين شعورك بالتحسن في نفسك وتقليل قلقك بشأن تصورات الآخرين تجاهك .

– ممارسة الإحسان وحسن الأخلاق :

يمكن أن يساعد التركيز أكثر على الآخرين – بدلاً من نفسك – في النهاية على الشعور بتحسن حيال نفسك .

ابذل جهدًا لكي تكون لطيفًا ومراعيًا للآخرين كل يوم ، دون القلق بشأن إرضاء الأشخاص أو سداد قيمة لطفك .

ستشعر أنك بحالة جيدة ، وحتى إذا لم يكن الآخرون يشكرونك أو يحكمون عليك بطريقة غير عادلة ، فستعلم أنك فعلت الصواب .

– ضع الحدود المناسبة مع الآخرين :

في حين أنه من المهم أن تكون لطيفًا مع الآخرين ، فهذا لا يعني أنه يجب عليك السماح لهم باستغلالك أو إساءة معاملتك .

إذا لم تكن معتادًا على تعيين الحدود ، فقد يكون الأمر صعباً في البداية .

ولكن في نهاية المطاف ، ستشعر بشعور أفضل تجاه نفسك وأكثر أمانًا في علاقاتك مع الآخرين بعد تحديد بعض القيود الثابتة .

2- الطريقة الثانية : إعادة تركيز اهتمامك :

– حدد ما يقلقك :

يمكن أن يشعرك التخوف بشأن ما يعتقده الآخرون أنه لا يمكن السيطرة عليه إذا كان كبير وغامض .

حاول التركيز على ما يثير قلقك حقًا .

هذا لن يساعد فقط على تقليل مخاوفك ، ولكن أيضا سوف تجعلك أقرب إلى وضع استراتيجية للتعامل معهم .

– حدّد الأسباب وراء مخاوفك المحددة :

بمجرد أن تحدد ما يضايقك ، فكر في المكان الذي يأتي منه هذا الخوف .

في بعض الحالات ، قد تجد أن مخاوفك عقلانية .

ومع ذلك ، من الممكن أيضًا أن تتحدث عن القلق الذي تعلمته في مرحلة سابقة من حياتك . مع القليل من التفكير ، قد تقرر أن هذه المخاوف لا أساس لها .

– ممارسة اليقظة :

أن تكون متنبهًا يعني أن تكون أكثر وعيًا بالأشياء المحيطة بك والأفكار والمشاعر في أي لحظة .

يمكن أن يساعدك بذل جهد لكي تفكر في الشعور بأنك أكثر ثباتا في الوقت الحالي ، بدلاً من القلق بشأن ما قد يحدث أو ما قد يفكر به الآخرون .

– تطوير استراتيجية للتعامل مع أسوأ السيناريوهات :

الكثير من القلق حول ما يفكر فيه الآخرون يأتي من التعلق بما قد يحدث .

يمكنك المساعدة في التخفيف من بعض هذه المخاوف عن طريق التوصل إلى حل أو خطة عمل في حالة حدوث الأسوأ .

– اشغل نفسك عن طريق اتخاذ إجراءات :

إحدى الطرق الرائعة لإبعاد عقلك عن ما يفكر فيه الآخرون هو القيام بشيء منتج .

إن الانشغال بمهمة سيبقيك مركزًا على ما تقوم به ، بدلاً من التركيز على الكيفية التي يحكم بها الآخرون عليك .   

3- الطريقة الثالثة : التعامل مع النقد : 

– الاستماع إلى النقد بعقل مفتوح :

غالبًا ما يكون النقد مؤلمًا ، ولكن قد تجد أنه من الأسهل التعامل معه إذا كنت تفكر في ذلك كفرصة للنمو والتحسن بدلاً من كونه شيئًا مؤذًيا أو غير مشجع .

إذا قال أحدهم شيئًا مهمًا بالنسبة لك ، فاستمع بفاعلية قبل أن تصبح دفاعيًا .

قد تجد في الواقع ما يجب عليهم قوله مفيدًا .

– رفض النقد والأحكام التي تعرفها لا أساس لها من الصحة :

لمجرد أن شخصًا ما لديه شيء مهم ليقوله لك أو عنك ، فهذا لا يعني أنه على حق .

ضع كلماتهم بعناية ، لكن تذكر أنه ليس عليك دائمًا أخذ آراء الآخرين عن ظهر قلب .

– أدرك أن تصورات الآخرين عنك تأتي منهم ، وليس منك :

إذا قال أحدهم أو فكر في شيء غير لطيف عنك ، فهذا يعني المزيد عنه لا عنك .

لا يمكنك تغيير ما يفكر به الآخرون – فقط يمكنهم فعل ذلك .

تذكر أن كل ما يمكنك فعله هو العمل بجد لتكون أفضل شخص يمكن أن تكونه ، وتقبل أنك لن تكون قادرًا على إرضاء الجميع .

– قضاء بعض الوقت مع أشخاص داعمة :

من الصعب على أي شخص أن يشعر بالرضا عن نفسه إذا كان محاطًا بأشخاص يقللون من شأنه في كل وقت .

إذا كان هناك شخص في حياتك يقلل منك باستمرار ، أو يحكم عليك ، أو يستفيد منك ، أو ينتهك حدودك ، فقد تحتاج إلى قطع العلاقات مع ذلك الشخص .

حاول قضاء بعض الوقت مع الأشخاص الذين يحترمونك ويأتون من مكان الحب والدعم  .

– التركيز دائما على النجاح والسعادة والحب ومفهوم الوفرة :

يعلم الفرد كيفية الشعور والتفكير بل والتصرف فى الحياة التي يرسمها المرء في ذهنه .. فسوف يكون أسعد بل ويجذب الفرص الجديدة لحياته بهذه الطريقة .. و يعمل جاهدا على تحقيقها ..
سيبحث عن الجوانب الإيجابية فى كل موقف تعرض له .. لأنه دائما وأبدا يوجد جانب حسن أو على الأقل شيء ما يتعلمه الشخص حتى لو كان ، التعلم من خلال المواقف القاسية وغير السارة باتباع التفكير الإيجابي مع التصرف الإيجابي في الوقت نفسه .


تمت والحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. I may need your help. I’ve been doing research on gate io recently, and I’ve tried a lot of different things. Later, I read your article, and I think your way of writing has given me some innovative ideas, thank you very much.

  2. I may need your help. I tried many ways but couldn’t solve it, but after reading your article, I think you have a way to help me. I’m looking forward for your reply. Thanks.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى