الأراضي الرطبة

– عنوان المحاضرة : الأراضي الخصبة

– المحاضر : د. سارة الجعبري

– المحاضرة : نصية & صورية

– قدمت في : أكاديمية FG – Group الأمريكية

بسم الله الرحمن الرحيم

اهلا وسهلا  بكم معنا  في أمسية ثقافية علمية جديدة  ..

أرضنا الجميلة  تتميز بتنوعها الهائل ، من أحياء و ثقافات و مناخ وحتى  من  ناحية  نوعية الأراضي .

ومن  تلك الأراضي الجميلة  ما  يدعى بالأراضي الرطبة : Wetland

وهي محور حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى .

 

– تعريف الأرض الرطبة :

هي الأراضي التي تغمرها المياه كليا أو جزئيا متخللة بين اليابسة أو بها نسبة من المياه أو رطوبة،  يكون ذلك خلال السنة كاملةً أو لفترة مؤقتة .

مثل المستنقعات ، البرك ، حواف البحيرات ، منطقة الدلتا ، المناطق المنخفضة التي  تغمرها المياه .. إلخ .

والمنطقة الرطبة قد تكون طبيعية أو اصطناعية . 

وهي الأراضي الأكثر إنتاجية ، حيث تُعتبر وسطا حيويا جدا ومهم لبعض الكائنات الحية الحيوانية والنباتية .

فتتركز العديد من الحيوانات على هذه الأراضي من الثدييات والأسماك واللافقاريات وتستقطب بشكل خاص  الطيور المائية المهاجرة التي تعبر القارات . 

بالنسبة لانتاجية الزراعي فتتألق هنا زراعة الأرز ، وهو عنصر أساسي في النظام الغذائي لنصف سكان العالم .

وتوفر الأراضي الرطبة مجموعة من خدمات النظام البيئي التي تعود بالنفع على البشرية ، بما في ذلك ترشيح المياه والسيطرة على الفياضانات .. إلخ .

وبدون الأراضي الرطبة ، يتعين على المدن إنفاق الكثير من الأموال لمعالجة المياه لمواطنيها ، والسيطرة على الفيضانات التي تهدد المجتمعات القريبة .

تلك الكوارث وغيرها تشرد الحيوانات وتقتل بعضها ، وتعطّل الإمدادات الغذائية وسبل العيش الأخرى .

فالحكومات والمنظمات المختلفة ساهمت في بذل الجهود للحفاظ على الأراضي الرطبة وحمايتها لأكثر من 40 عامًا من خلال اتفاقية رامسار ، وهي المعاهدة الدولية الوحيدة المكرسة لنوع نظام إيكولوجي واحد، و تمت حماية أكثر من 476000 فدان من الأراضي الرطبة من خلال هذه المعاهدة .

تتميز الأراضي الرطبة عمومًا عن المسطحات المائية أو الأشكال الأرضية الأخرى من خلال النظرالى مستوى مياهها وأنواع النباتات التي تعيش فيها .

تتميز الأراضي الرطبة بأنها تحتوي على منسوب مياه يقف عند أو بالقرب من سطح الأرض لفترة طويلة بما فيه الكفاية كل عام لدعم النباتات المائية .

لذلك فإن البرك المائية التي تتشكل بشكل مؤقت بعد نزول المطر لا تعتبر أراضي رطبة . 

تم وصف الأراضي الرطبة أيضًا بأنها مناطق بيئية الوسطية  بين الأراضي الجافة والمساحة المائية ..

كتب ميتش وجوسيلينك أن الأراضي الرطبة موجودة “… في الواجهة بين النظم الإيكولوجية الأرضية والأنظمة المائية ، مما يجعلها مختلفة بطبيعتها عن بعضها البعض ، ولكن تعتمد اعتمادًا كبيرًا على كليهما ” .

تختلف الأراضي الرطبة على نطاق واسع بسبب الاختلافات المحلية والإقليمية في الطبوغرافيا ، والهيدرولوجيا ، والغطاء النباتي ، وغيرها من العوامل ، بما في ذلك مشاركة الإنسان .

لاحظوا ذلك من خلال الصور التالية :



توجد معظم المواد الغذائية ، مثل الكبريت والفوسفور والكربون والنيتروجين داخل تربة الأراضي الرطبة .

ويؤثر التنفس اللاهوائي والهوائي في التربة على دورة المغذيات في الكربون والهيدروجين والأكسجين والنيتروجين   وقابلية ذوبان الفوسفور ، وبالتالي المساهمة في الاختلافات الكيميائية في مياهه .

ممكن أن تنمو النباتات المغمورة بالأراضي الرطبة في ظروف المياه المالحة والمياه العذبة .

 بعض الأنواع لها زهور تحت الماء ، في حين أن لدى البعض الآخر سيقان طويلة للسماح للزهور بالوصول إلى السطح .


توفر بعض أنواع النباتات المغمورة مصدرًا غذائيًا للحيوانات المحلية وموئل اللافقاريات وتمتلك أيضًا إمكانيات للترشيح. ومن الأمثلة على ذلك الأعشاب البحرية، وعادة ما تكون هذه النباتات العائمة في الأراضي الرطبة  صغيرة الحجم .

تعيش العديد من أنواع الضفادع في الأراضي الرطبة ، بينما يزورها آخرون كل عام لوضع البيض .

كما هناك العديد من الزاحف تعيش في تلك الأراضي أشهرها التماسيح ، كما يمكن رؤية الثعابين والسحالي والسلاحف في جميع أنحاء الأراضي الرطبة .


تتواجد العديد من الثدييات من الأنواع الصغيرة والمتوسطة الحجم مثل الخفافيش ، وخلد الماء والقندس
حيث تجذبها الأراضي الرطبة بسبب وفرة البذور والعناصر النباتية الأخرى ، بالإضافة إلى أعداد وفيرة من الفرائس مثل اللافقاريات والزواحف الصغيرة والبرمائيات .

تختلف درجات الحرارة اعتمادًا كبيرًا على موقع الأرض الرطبة ، وتوجد العديد من الأراضي الرطبة في العالم في المناطق المعتدلة ، في منتصف المسافة بين القطب الشمالي أو الجنوبي والخط الاستوائي،  في هذه المناطق يكون الصيف دافئًا والشتاء باردًا ، لكن درجات الحرارة ليست شديدة .

حيث تعتبر الأراضي الرطبة بمنطقة شبه استوائية ، مثل أحد الأراضي الموجودة على طول خليج المكسيك  ذات درجات حرارة مقاربة ل 11 درجة مئوية .

تعتبر الأراضي الرطبة في المناطق المدارية أكثر دفئًا في جزء أكبر من السنة .

ويمكن أن تصل الأراضي الرطبة في شبه الجزيرة العربية إلى درجات حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية .

أما في شمال شرق سيبيريا ، التي تتمتع بمناخ قطبي ، يمكن أن تكون درجات حرارة الأراضي الرطبة منخفضة إلى -50 درجة مئوية .

لكن كيف يمكن أن نستفيد أكثر من الأراضي الرطبة ( أي إستثمارها ) ؟

لهذه الأراضي فوائد واستفادات على المستوى الحيوي والمستوى المجتمعي كذلك .

منها :

  • تخزين المياه .

  • السيطرة على الفيضانات .

  •  تجديد المياه الجوفية .

  • استقرار الخط الساحلي وحماية العواصف .

  • تنقية المياه .

  • إيجاد التنوع البيولوجي .

  • عمليات التلقيح .

  • انتاجات  زراعية  وحيوانية .

  • الترفيه والسياحة .

  • التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه .

ترتبط إنتاجية الأراضي الرطبة بالمناخ ونوع الأراضي الرطبة وتوافر المغذيات .

وتنتج الأراضي الرطبة بشكل طبيعي مجموعة من النباتات وغيرها من المنتجات البيئية التي يمكن حصادها للاستخدام الشخصي والتجاري .

وأهم هذه الأنواع الأسماك التي تحدث دورة حياتها بأكملها أو جزء منها داخل نظام الأراضي الرطبة .

و تعد أسماك المياه العذبة والمياه المالحة المصدر الرئيسي للبروتين لمليار شخص بالإضافة إلى ذلك ، تولد الأسماك صناعة صيد توفر 80٪ من الدخل والعمالة للمقيمين في البلدان النامية .

ومن الناحية الطبية  يتم الاستفادة من بعض نباتات الأراضي الرطبة الأصلية في منطقة البحر الكاريبي وأستراليا بصورة مهمة للمركبات الطبية .

حيث بعض هذه النباتات  والاشجار خصوصا ما تمتلك تأثيرات مضادة للجراثيم، وتضميد الجراح ، وتأثيرات مضادة للقرحة ، وخصائص مضادة للأكسدة .

 

ومن المنتوجات التي  قد توفرها الأراضي الرطبة :

  • الحطب .

  • الملح ( ينتج عن تبخر مياه البحر ) .

  • علف الحيوان .

  • الأدوية التقليدية ( على سبيل المثال من لحاء المنغروف ) .

  • ألياف المنسوجات .

  • الأصباغ والعفص .

  • خلايا النحل .

  • السكر والمحليات .

ومن الاستفادات الجميلة التي توفرها بعض أنواع الأراضي الرطبة يمكن أن تكون بمثابة فواصل حريق تساعد على إبطاء انتشار الحرائق الطفيفة .

 

ثم يأتي التدخل البشري الزائد عن الطبيعي ، حيث الصيد الجائر هو المشكلة الرئيسية للأراضي الرطبة .

 تتزايد المخاوف بشأن بعض جوانب الصيد في المزارع ، التي تستخدم المجاري المائية الطبيعية لجني الأسماك للاستهلاك البشري والمستحضرات الصيدلانية .

وبعض عمليات الزراعة التي يقوم بها البشر ،  كثرتها أدت الى القضاء على  بعض  هذه الأراضي الرطبة، حيث العديد  من الأسمدة  الزراعية ، أنواع  من المواد الغازية ، المبيدات الحشرية .. إلخ .

ولأن هناك العديد  من المدن والقرى  تقتات  كاملة على  انتاجية هذه الأراضي ، فإن الخطر سيتسلل إلى  اكتفائها الغذائي والاقتصادي كذلك .

 

وإلى جانب التأثير البشري، هناك كذلك تاثيرات  طبيعية  مباشرة وغير مباشرة في التأثير على هذه الأراضي، ومن  تلك التغيرات والاضطرابات المتنوعة :

  • سمية الملوثات .

  • الحموضة .

  • التملح .

  • الترسيب . 

  • المدخلات الشمسية ( التعكر / الظل ) .

  • إزالة الغطاء النباتي . .

  • التغيير الحراري . .

  • الجفاف .

  • غمر / فيضانات .

 

طبعا  هذه الاجهادات والاضطرابات  تأتي على  مستويات، فمنها البسيط الذي يبقى النظام البيئي محافظا على سلامته .

وهناك  المتوسط  الذي قد يُحدث بعض الاضطرابات في النظام الايكولوجي إلا أن النظام البيئي يستيعد توازنه  بعد فترة .

وهناك المستوى الشديد ، حيث يكون هناك حاجة للتدخل الإنسان من أجل استعادة النظام البيئي .

 


تمت والحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى