الأبهر الوثاب
2023-08-10
0 2 6 دقائق
– محاضرة : الأبهر الوثاب
– المحاضر : المعالجة سعاد شمس النهار
– المحاضرة : نصية & صورية
– قدمت في : 2023 / FG-Group Academy -Turkey
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. الرحمن الرحيم
ملك يوم الدين .. إياك نعبد وإياك نستعين
اهدنا الصراط المستقيم .. صراط الذين أنعمت عليهم
غير المغضوب عليهم ولا الضالين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً
إنك تجعل الحزن إذا شئت سهلاً سهلاً
لاتكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك
رحمتك نرجو إن ربك هو الفتاح العليم
سبحان ربي العلي الأعلى الوهاب وبعد :
تعلمنا في المرة السابقة من محاضرة الفايبرومايالجيا هو الالتهاب الذي لا يعد شكلاً من أشكال التهاب المفاصل فهي ليست مرتبطة بالالتهابات ، ولكن تندرج تحت روماتيزم الأنسجة الرخوة ، وهو مصطلح يشمل مجموعة من الاضطرابات التي تسبب الألم والتيبس حول العضلات والعظام المفاصل .
واليوم سوف نتطرق إلى أحد هذه الأمراض التي لها شبه كبير بينها وبين الفايبرومايالجيا وهو ( مرض الألم العضلي الليفي ) .
– ما هو ألم الأبهر ؟
إن متلازمة الألم الليفي العضلي تعرف باسم ألم الأبهر وهي اضطراب عضلي هيكلي يسبب الألم المزمن والتشنجات في عضلات الجسم والأنسجة الضامة المحيطة بها المعروفة باسم اللفافة في بعض الأحيان ، قد يتم تقسيم الألم الليفي العضلي تبعاً للمنطقة التي يحصل فيها الألم على وجه الخصوص ، فمثلاً إن متلازمة الألم الليفي العضلي العنقي تشير إلى الألم الذي يحدث في عضلات الرقبة ، والكتفين ، ومنطقة أعلى الظهر واللفائف المحيطة بها .
عادة ما تتضمن الإصابة بمتلازمة ألم الأبهر على العضلات في مناطق الجسم غير المتماثلة ، أيضاً تتميز متلازمة الألم الليفي العضلي بوجود ما يسمى بنقاط الزناد ، أو ما تعرف بنقاط إثارة الألم ، وهي منطقة حساسة من العضلات والتي يحدث فيها الألم بشكل رئيسي عند الضغط عليها ، ومن ثم يحصل لهذا الألم انعكاس وانتقال إلى المناطق الأخرى المحيطة .
– ما الفرق بين متلازمة الألم الليفي العضلي والألم العضلي الليفي ؟
إن متلازمة ألم الأبهر تختلف عن الألم العضلي الليفي حيث أن الألم العضلي الليفي يشمل مدى واسع من عضلات الجسم ، في حين أن متلازمة الألم الليفي العضلي يكون في منطقة محددة من العضلات . أيضاً إن عدد نقاط الزناد في الألم العضلي الليفي تكون أكثر مقارنة بتلك التي تتواجد عند الإصابة بمتلازمة الألم الليفي العضلي ، فضلاً عن أن الضغط على نقاط الزناد في الألم العضلي الليفي لا يرافقه حدوث انعكاس للألم إلى مناطق أخرى .
عادة ما قد تتطور متلازمة ألم الأبهر في عضلة معينة أو مجموعة من العضلات والأربطة أو الأوتار التابعة لها بسبب حدوث إصابة أو صدمة فيها ، أو بسبب تعرضها للإجهاد المفرط مثلاً رفع الأثقال . أيضاً قد تشمل الأسباب الأخرى ما يلي :
– السُمنة .
– التدخين .
– الخمول .
– قلة النوم .
– التعب العام .
– نقص الفيتامينات والمعادن .
– القيام بالتحرك بشكل متكرر .
– وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم .
– التغيرات الهرمونية ، مثل انقطاع الطمث .
– الجلوس ، أو الوقوف ، أو النوم بطريقة خاطئة .
– حدوث إصابة أو ضرر في الأقراص ما بين الفقرات .
– التبريد الشديد للعضلات ، مثل النوم أمام مكيف الهواء .
– الأمراض والمشكلات الطبية ، بما في ذلك النوبات القلبية وتهيج المعدة .
– الأمراض الالتهابية الأخرى ، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي ، الفصال العظمي .
– الضغط والتوتر النفسي ، ووجود المشكلات العاطفية أو النفسية مثل الاكتئاب والقلق .
– عدم تحريك العضلات لفترة من الزمن ، مثلاً كسر الذراع واستخدام رباط أو ضماد لتثبيتها .
والجدير بالذكر أنه لا يوجد عامل واحد مسؤول عن تطور متلازمة ألم الأبهر، وإنما قد يحدث بسبب وجود مجموعة من العوامل المساهمة المذكورة سابقاً .
– أعراض ألم الأبهر :
تشمل الأعراض الشائعة لمتلازمة ألم الأبهر ما يلي :
– ألم عميق في المناطق المعينة من العضلات .
– ألم عضلي مزمن ولا يتحسن مع مرور الوقت ، وإنما قد يزداد سوءاً .
– ضعف العضلات المصابة ، بحيث قد تصبح العضلة المصابة غير مرنة .
– اضطرابات في المزاج أو النوم .
– التعب والإرهاق .
– الاكتئاب .
– قد تشمل عملية تشخيص متلازمة ألم الأبهر ما يلي :
– السيرة المرضية :
في البداية يقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي ، وذلك من خلال القيام بسؤال المريض عدة أسئلة والتي قد تتضمن :
– تعرضه في الفترة السابقة لصدمات أو حوادث .
– الأعراض التي يعاني منها المريض ، ووصف طبيعة الألم من حيث موقع الألم ، مدة استمراره ، هل يزداد بوجود مؤثر محدد ، هل يحدث في بؤرة معينة من العضلة أم يحدث في العضلة كاملة .
الأمراض والمشكلات الصحية الأخرى التي يعاني منها، بالإضافة إلى الأدوية والمكملات الغذائية التي يتناولها المريض .
– الفحص السريري :
يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني للمريض ، وذلك من أجل البحث عن نقاط الزناد الخاصة بمتلازمة ألم الأبهر ، حيث أنه يقوم بالبحث عن أية مناطق رقيقة وطرية من العضلة ومن ثم الضغط على هذه المناطق وملاحظة في حال وجود استجابة تتمثل بالألم في المنطقة نفسها أو حدوث الألم في المناطق القريبة منها ( الألم الرجيع ) .
أيضاً سيلاحظ الطبيب عند الضغط على نقاط الزناد في حال حدوث ارتعاش في العضلة والذي يتمثل بحدوث انقباضات لا إرادية في العضلة ، قد تشمل نقاط الزناد ما يلي :
– -الكاحل .
– الكوعين .
– الركبتين .
– مؤخرة الرأس .
– منطقة أعلى الفخذين .
– المنطقة ما بين الكتفين .
– منطقة أعلى الأرداف والخاصرتين .
– منطقة الصدر ، خصوصاً العضلات القريبة من الضلع الثاني .
نقاط الزناد النشطة ، والتي تتمثل ببؤرة معينة من العضلة تكون طرية جداً ، والتي تعد مصدر الألم العضلي الرئيسي ، وتسبب حدوث الألم الرجيع وانقباض العضلة بشكل تلقائي عند الضغط عليها .
نقاط الزناد الكامنة ، والتي تتمثل بمنطقة خاملة ( غير نشطة ) والتي لا تسبب الألم عند الضغط عليها ، ولكن من الممكن خلال السنوات القادمة أن تصبح نشطة عند التعرض للإجهاد أو الصدمات . عادة ما قد تسبب نقاط الزناد هذه ضعف في العضلة أو تقييد حركتها .
– علاج ألم الأبهر :
– العلاجات الدوائية لمتلازمة الألم الليفي العضلي :
هناك العديد من الأدوية التي يمكن استخدامها للتخفيف من أعراض متلازمة ألم الأبهر، بما في ذلك :
مسكنات الألم ، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الأسيتامينوفين أو المسكنات الأفيونية .
أدوية للتخفيف من تشنج العضلات : وقد تشمل مرخيات العضلات مثل التيزانيدين أو البنزوديازيبينات .
– مضادات الاختلاج : حيث قد يخفف الجابابنتين والبريجابالين من الألم ويقلل من تقلصات العضلات .
– حقن البوتوكس : حيث أن البوتولينوم من النوع الذي يعد سم عصبي قوي ، بالتالي قد يمنع تقلصات العضلات وقد يكون له آثار مسكنة للألم .
أيضاً وفي بعض الأحيان قد يتم استخدام أدوية تساعد على النوم ، أو أدوية لمعالجة الاكتئاب .
– العلاجات التكميلية لمتلازمة الألم الليفي العضلي :
يوجد العديد العلاجات التكميلية التي يمكن استخدامها للتخفيف من أعراض الألم الليفي العضلي ، منها :
كما نشاهد في الصورة ( العلاج بالمساج ) أحد جلسات علاج الأبهر الوثاب والحالة هنا كانت تعاني من عدم رفع الذراعين بسبب التشنج والألم الذي أحدثه الأبهر الوثاب ومن أول جلسة شعر المريض بارتياح مبهر وتم تحريك الذراعين بكل سهولة .
دائماً تأتينا حالات تشتكي ألم ما بين المتوسط والشديد نقوم بعمل جلسة مساج وتتبعها جلسة حجامة وبفضل الله تعالى نلاحظ نتائج جد مرضية وشكر من المريضة على طريقة العلاج .
– العلاج بالموجات فوق صوتية :
هي طريقة علاجية تستخدم فيها الاهتزازات الميكانيكية بتردد أكثر من / 20 كيلو هرتز / . تعتبر الموجات فوق الصوتية من الطرق العلاجية التي يشيع استخدامها في العلاج الفيزيائي ، حيث يتم استخدامها لتوفير التدفئة العميقة للعضلات والمفاصل والأوتار والأربطة .
العلاج بتقنية الرش والتمدد والتي يتم من خلالها رش العضلة المصابة ومنطقة الزناد بسائل تبريد ، ومن ثم يتم شد العضلة بشكل بطيء .
حقن نقاط الزناد والتي يتم من خلالها حقن مادة مخدرة مباشرة في المنطقة التي تحتوي على النقاط التي تثير الألم .
شخصياً لا انصح بهذا العلاج إلا في الحالات الحرجة جداً .
– العلاجات المنزلية لمتلازمة الألم الليفي العضلي :
هناك العديد من التدابير التي يمكن اتخاذها في المنزل لتقليل الألم المصاحب لمتلازمة الألم الليفي العضلي ، منها :
– أخذ حماماً ساخناً .
– استخدم جهاز مساج شخصي .
– التقليل من التوتر النفسي والإجهاد .
– اختيار مقعد مناسب والمحافظة على الجلوس بوضعية صحيحة .
– محاولة تغيير وضعية النوم واستبدال فرشة النوم بأخرى جديدة .
– استخدام كمادات ساخنة للتقليل من الألم والالتهاب العضلة المصابة .
– القيام برياضة ، أو غيرها من التمارين الرياضية الأخرى التي تساهم في زيادة قوة العضلة والتحسين من مرونتها .
– كيف يمكن الوقاية من ألم الأبهر ؟
يمكن الوقاية من الإصابة بمتلازمة ألم الأبهر من خلال عدد من التدابير والتي قد تشمل :
– استخدام وسادات وفرشات نوم طبية .
– ينصح بارتداء مشد للظهر عند القيام برفع الأثقال .
– وضع كيس ثلج فوراً على العضلات بعد تعرضها لأي إصابة .
– المحافظة على الوقوف ، والجلوس ، والنوم بوضعية صحيحة .
– التقليل من التوتر النفسي ، والعمل على حل المشكلات العاطفية والنفسية بشكل فوري .
– المحافظة على رشاقة وليونة العضلات ، وذلك من خلال ممارسة الرياضة بشكل منتظم .
– تقليل الإجهاد والضغط على العضلات ، وفي حال كان هنالك الحاجة للقيام بمجهود بدني مثل رفع الأشياء الثقيلة يجب أن يتم توزيع الحمل والضغط على جميع العضلات .
– مضاعفات ألم الأبهر :
في حال لم يتم الحصول على العلاج والتخفيف من الأعراض ، يمكن أن تؤثر متلازمة ألم الأبهر على جودة حياة المريض ، حيث قد لا يتمكن المريض من المشاركة في العديد من الأنشطة البدنية التي يستمتع بها ، الأمر الذي قد يؤدي إلى العزلة وإصابة الفرد بالاكتئاب .
– ما هو سير مرض ألم الأبهر ؟
من الممكن أن يتم حل وعلاج متلازمة الألم الليفي العضلي باستخدام نظام علاجي مثالي . ومع ذلك ، فإن العديد من المرضى الذين يعانون من هذه المتلازمة قد تستمر لديهم الأعراض لسنوات . تكون نتائج العلاج أفضل عندما يتم استخدام نهج العلاج متعدد الأوجه ، حيث يتم الجمع ما بين العلاجات الدوائية والعلاجات التكميلية والعلاجات المنزلية المختلفة .