إطلاق كتاب ملامح الحب الكمالي

من علوم مدرسة الحب الإلهي المجددية الكمالية

– المحاضرة : إطلاق كتاب ملامح الحب الكمالي

– المحاضر : إبريز العاشقين في بلاد الشام د. المهندسة سارة الجعبري

– المحاضرة : نصية & صورية

– قدمت في : FG – Group Academy -Turkey


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على نور القلوب وسرّ حبها سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومحبيه وتابعيه .

 

الحمد لله  رب العالمين الذي منّ علينا بالبركة العلمية والمعرفية  في حياض حضرة المؤسس الحكيم  الدكتور هانيبال يوسف حرب حفظه الله  تعالى .

شاكرين له هذه الفرصة الكبيرة والمنحة المضيئة .. في  مهرجان علوم القدرات النورانية .

والحمد لله  أن  شرّفني بالمسير على درب مدرسته الفريدة في الحب  التي أسسها ، فقد تعددت المدارس واكتملت بين  نور يديه مدرسته :

 

(( مدرسة الحب الالهي المجددي الكمالي ))

أهلا وسهلا بكم جميعا في أمسية إطلاق كتابي الثاني :

ملامح من مدرسة الحب الالهي المجددي الكمالي .

وهو أحد أدبيات مدرسة الحب الالهي المجددي الكمالي .

وإنه  ليشرفني أن أطلقه  اليوم  في  هذا الحدث العلمي القدروي الكبير ، بصحبتكم جميعا وبحضور الأحبة .

وتحت إشراقات  عيني سماحته الكريمة  فضلا منه  وكرما .. جزاه الله  الحبيب عنا كل خير .

سأقدم  لكم  اليوم  ملامح  حب  كمالي من كتابي الجديد ، فقد تم إطلاق رابطه  الالكتروني على القنوات الخاصة بأكاديمية الاف جي .

بداية :

عن ماذا يتحدث كتاب ملامح حب من  مدرسة الحب الالهي المجددي الكمالي ؟

نقول :

لأن الحب طريق من طرق الوصال المحقق ، ولأنه من لذائذ الروح في الدنيا جنةً وفي الاخرة جنات .

يقدم هذا المؤلف الجديد النادر في عالم الحب ، شروحات وتبيانات لمجموعة قصائد مؤلفة تحت أشرعة مدرسة الحب الإلهي الكمالي ، خطّها على أسطر الوجود سماحة علامة الديار الشامية الشيخ الدكتور هانيبال يوسف حرب حفظه الله تعالى .

ويتميز هذا المؤلف بتبيان ملامح وديّة مبطونة خلف الحروف الظاهرة ، بحيث نخرج بمعارف وأسرار اختبئت في باطن القصيدة ، ملامحٌ مما قصد سماحته .

ويعدّ هذا المؤلف  شارحا لوجه من وجوه الحب الكمالي كيف يكون .

دعما لمدرسة الحب الالهي الكمالي ، ودعما لمؤلفات منتسبيها مستقبلا ، ودعما لكل مهتم متابع .

سنأخذ قصيدة من  قصائد  سماحته .. وهي من القصائد التي تم  شرحها في هذا الكتاب :

قصيدة : أشعرُ في النّور .

أشــــــــعر في النـــــور       وكـــــــــــأني صـداه

وهتـــــــاف القـــــــــلب         يـعيــــــــش نــــداه

فالنــــــور يلملم أشلائي       ويعانق كل أرجائي

ويحابي أرضي وسمائي        ويرســـــم اســمي

بنــــــــــــــــــــــــــــــــــور       هــــــــــــــــــــــداه

 

أشـــــــــعر في النـــــور       وكــــــــأني مــداه

يـــــــحضن قلبـــــــــــي        بـــفيض حـــــــلاه

فــالنور حقيقة إنشــائي       ويعزز كل آلائــــي

ويـــصيغ كــــل أنبائــي       ويــصور روحـــي

 

بنــــــــــــــــــــــــــــــور      رضــــــــــــــــــــاه

أه أه أه وكأني صداه    أه أه أه بنور رضــاه     أه أه أه بسر علاه    أه أه أه بسعد وجاه

أه أه أه والكل فـــداه    أه أه أه الروح مجلاه    أه أه أه بسر حــلاه    أه أه أه بنور هـداه

 

هذه القصيدة  : أشعر في النور .. هي لسماحة الشيخ  تم إنشادها في المسرحية الدينية طريق الحب .

سنأخذ منها البيت الاول فقط .

في المقطع الأول قال :

أشعر في النور       وكأني صداه

نفهم من قول سماحته في هذا المقطع :

أولا : يبدأ سماحته القصيدة بشعوره (( بالنور )) ، فالنور ندركه بالبصر ،فالبصر هو الحاسة التي استعان بها شعوره ليجد النور في محيطه ،فعبّر أن بصره يجد النور ويشعر به .

ثانيا : وقوله (( أشعر )) ، ففي ذلك دلالة ؛ لأن النور يُدرك بالبصر ونقولُ : رأيتُ النور ،أو أبصرته ، ولا نعبّر عنه بـ أشعرُ به . الشعور أمر داخلي باطن في ذات الإنسان ويكون ناتجا عن ما استقطبته حواسه الظاهرة أو الباطنة ،فبمثالنا عن البصر المذكور في القصيدة ، فهو قد رأى النور ببصره ، لكنّ لهذا النور أثّر فيه فشعره .

إذا فسماحتهُ هنا يعبّر عن شعور شعره لمّا رأى النور وعاينه ، وفي ذلك التعبير البصري الشاعريّ دلالات نذكر منها :

  1. دلالةٌ على فاعلية النور فيه ،فالنور فاعلٌ به ، بل بذاته ؛ فسماحته لما تفاعل بصريا مع هذا النور ، وجدَ في عاطفته الداخليّة شعور ، وسنأتي على تفصيل هذا الشعور .

  2. ودلالة النور دلالة بصرية : إذا فإن بصره قد رأى الحقيقة فهي نور مؤثرٌ به لا شكّ .

فتعبير سماحته عن النور هو تعبير عن الحقيقة التي وجدها لما فنيت عواطفه عن غيره تعالى ، ولما أبصرت كان نوره تعالى وحده .

ثالثا : وأمّا عن ماهية الشعور التي ذكرها ،فالشعور كأنه (( صداه )) ، أي صدى هذا النور العظيم الذي سرى في مشاعره .

والصدى هنا ارتدادٌ للنور ، فسماحته يعبّر أنه هو نفسه صدى للنور ، إذا فهو يشعر أنّه ارتدادٌ للنورِ نفسه ، أي يترجم أنّ من شدة حبّه لمحبوبه غرق في النور الذي ما عاد يرى غيره ، حتى  صار صداه ، أي ارتدادا له  إذا انعكس ، فلمّا فنيَ في النور العظيم وما رأى غيره ،فإنّ هذا النور تخلله حتى مشاعره ،فصار المشهد هو النور لا غير فالرائي لا يراه إنما من شدة الحب وغرقه فيه يرى المنعكِس النور نفسه ، فيغيب سماحته في النور الكليّ .

رابعا : قال كأني صداه ، ولم يقل صداه .

حتّى لا يعتقد من لم يفنى بعد ،بأنّ سماحته يجعل نفسه النور مصيّرا نفسه الإله والعياذ بالله ، فقال : وكأني ، لتجنّب ذلك ، وللتأكيد على فناءه بالله تعالى .

إذا : الخلاصة : أن سماحته غرق وفني في النور الأعظم نوره تعالى ، فلمّا ماتت مشاعره عن شهواتها وعن كلّ غير ، أحياها الله تعالى بنوره ، فلمأ أبصرت ببصرها الجديد بعد احتيائها ،رأت النور ولا شيء غير النور ، فكان شعوره  أنه صدى لهذا النور ، أي مظهرا مرتدّا للنور على الأشياء ، مما يعني إعدامه لوجوده بعد الفناء في الله تعالى النور .

وهذا ما جاء به المقطع الأول .

 

ومن قصيدة أخرى نأخذ لمحة أخرى :

قصيدة  استعبدتني .. وهي قصيدة لسماحة المؤسس الحكيم بعنوان : استعبدتني

اســــــــــتعبدتنــــــــــي          وحبــــك روح حــــــــريتــــي

بالجمــــال والـــــــجلال          اســـــــتعبدت قلبي بالــــــدلال

 

حبـــــــك  حبــــك حبك           حبــــــك روح حـــــــريتـــــي

اســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتعبدتني

اســــــــــتعبدتنــــــــــي          وبك ومــــــض مشـــــــاعري

بالتـــمام والكمـــــــــال           اســــــتعبدت طيفي في الخيال

 

وبك وبك وبك …. وبك ومض مشاعري … اســــــــتعبدتني

اســــــــــتعبدتنـــــــــي             بـــأنك واجــــد خـــــواطري

بالممكن والـــــــــمحال            اســــــتعبدت ليلـــي بالجمال

  وبك وبك وبك … وبك ومض مشاعري … اســــــــتعبدتني 

اســــــــــتعبدتنـــــــــي            بــــــأنك رحمة عواطفــــــي

بالحـــــــــال والمــــآل             استعبدت ســـــــري بالكمال

أنك أنك أنك … أنك رحمة عواطفي … اســـــــــــــــتعبدتني

اللـــــه – اللـــــه اللـــــه – اللـــــه اللـــــه – اللـــــه اللــــــــه

 

هذه القصيدة لسماحة المؤسس الحكيم تم إنشادها في المسرحية الدينية طريق الحب .

سنأخذ منها البيت الاول والثاني فقط .

في البيت الأول قال :

استعبدتني          وحبك روح حريتي

نفهم من قول سماحته  في هذا المقطع ؟

دعونا  نرى تحليل ذلك إذا :

يبدأ سماحة المُحبّ قصيدته بكلمة (( استعبدتني )) ، فالبداية  باعترافه منذ الحرف الأول بربوبية الحق تعالى عليه ، ولم يقل أنا عبدُك ، أو عَبدتّكَ ، إنما بالملفظ الظاهر يعلّمنا أنّ لا فاعل إلا الله تعالى ، هو من جعله عبدا له ، ولا قدرة للعبد مهما كان .

وبعد أن كان عبدا للربّ بأمرِ الرب ، بيّن لنا حقيقة في العبودية التي يعيشُها ؛ فالعبوديّة لله تعالى وحده ، تمنحُ المُستعبَد (( حرية )) .

(( وحريّته )) التي حظاها في استعباد الله له ، هي حرية روحها الحب .

وفي هذه الحقيقة نفهمُ ما يلي :

  1. أن يكونَ الله تعالى ربّك ، وأنت عبدٌ له وحده ، فأنت في حريّة عن كلّ غير مُقَيّد، فأنت حرٌ من استعباد المقّيدات بعضها .

  2. أن تكون لله عبداً ،فالحريّة التي ستحظى بها ، حريّة لها روح .

  3. مِن أرواح الحرّيات في العبودية ، روح الحب ، حب الله تعالى .

  4. أنّ الحب لله تعالى وحده حريّة .

وحقيقة العبودية وعطيّتها هو ما جاء بهِ المقطعُ الأول .

في المقطع الثاني قال :

بالجمال والجلال          استعبدت قلبي بالدلال

دعونا نفصل ونرى  ملامح الحب  الكمالي فيها .

ويكمل وصف العبودية التي يعيشُها ، فمن كونه عبدا بكليته لله تعالى ، فذاك شمِلَ عوالم الحب فيه ، فجاء برمز الحب ومكانه ( أي قلبه ) وقال إن كان التجلّي (( جلاليّا او جماليّا )) ، فبكلاهما عوالم الحب خَضعَت (( لدلالك )) .

فعبوديته  منحته حريةً روحُها الحبّ ، وكلّ ما يكون من الحبيب جميل ، فمهما كان التجلي جلاليا أو جماليّا ، فقلبه المحب بكلّ عوالم الحب فيه ، تَشعُر بالدلال من الحبيب .

وهذا الدلال يُخضِعها أكثر وأكثر ، حتى استعبدها .

ونفهمُ كم أنّ لحبّ الله تعالى ولعطاياه في الحبّ دلالا وجمالا ، وهذه النعمة واللذة  منه تعالى لها سطوة قوية مُخضِعة .

وهذا ما جاء بهِ المقطعُ الثاني .

ومن قصيدة أخرى نأخذ لمحة حب كمالية أخرى :

قصيدة افرح :

افرح   افرح   افرح   افرح        لأني قد رجعــت إليك

الماضي  يذوب في عينيــك        يذوب فـــــي عينيك 

 

أنــــت التواب     أنا الأواب     أنا التواب   أنا الأواب     أنا الأواب

يا تواب    يا تواب

ندمي توبة أخطائي

دمعي يحرق آثامي

وأوبي يجدد أيامي

تبت إليك كل متاب

أنــــت التواب     أنا الأواب     أنا التواب   أنا الأواب     أنا الأواب

يا تواب    يا تواب

يبدل وهم سيئتي بنور    وهب الحسنات

كنت أبكيك ذنوبي واليوم   ارقـص غفراني

أنــــت التواب     أنا الأواب     أنا التواب   أنا الأواب     أنا الأواب

يا تواب    يا تواب       فُتح الباب

هذه القصيدة لسماحة المؤسس الحكيم تم إنشادها في المسرحية الدينية طريق الحب .

سنتناول مقاطعا منها  نتذوق الجمال في سطرها ..

في المقطع الثاني قال :

الماضي  يذوب في عينيك        يذوب في عينيك

في المقطع الثاني قال :

الماضي  يذوب في عينيك        يذوب في عينيك 

تظهر الكلماتُ التالية : الماضي ، يذوب ، عينيك .

بهذه التوبة والعودة (( الماضي )) أي الزمن الذي كان فيه ذاك الذنب والبعد ،تُذيبه في عينيه فإنه يرى أن الذنوب ، بل أنّ زمنَها كُله  من الحب يذوب ،ويفقدُ ماهيّته .

فإنّ الحب لذات الله تعالى ،والعودة إليه وعيش حبّه ،وتفاصيل التوبة التي هي مظهرٌ من مظاهر الحب ، هذا الحب لذاته تعالى  يذيب الزّمن الذي كانت فيه الذنوب .

كل الزمن يذوب ، أي يفقدُ قوّة وجودهِ وقيامه في الوجود ، يذوب ، تَضعفُ أساساتُه .

فالحُب يغفر ، والعَودة لله تعالى لحبّه وطريقه وذاته ،العودة بالحُب لها سَطوةٌ على زعزعة بل وتكسير قوى شموخِ الزمن الذي احتوى الذنب .

وبقوله في (( عينيك )) ؛ يستعينُ المُحبّين بكلمة العين في ترجمات حبّهم للتعبير عن معانٍ ذاتيّة جماليّة خاصّة جدا بالمحبوب .

فالحبّ لذات الله تعالى ، المنزّه عن وجودِ حبّ كحبّه ، حبّ سماحته لذات الله تعالى المنزّهة ، هذا الحب لذاته لا لجنّة أو نار ، لا لخوفٍ أو عقاب ، هذا الحبّ ما يجعلُ الذنوب بكلّ زمنها تذوب .

ويؤكّد على جمال هذا الحبّ الخاص ،بتكرار :يذوب في عينيك ، فعِ عظمة الذات ، وعظمة حبّها .

وهذا ما جاء به المقطع الثاني .

في المقطع الخامس قال :

وأوبي يجدد أيامي

تبت إليك كل متاب

وهنا تظهرُ الكلمات التالية : يجدّد ، متاب .

يخبِرَنا سماحة المُحبّ ماذا يجني العبد ثمارا لأوبه وإفراح الله تعالى .

فمِمّا يحدثُ أنّ أيّام العبد تتجدّد ، وهذا يدعمُ قولنا السابق في إحتياء زمنٍ جديد خالٍ من الذنوب ، فالتّوبة والأوبة ، جدّدت الزمن ، حيث قال أيّامي .

ونفهَمُ شعوريّا كيفَ أنّ الأوبة لها مشاعرٌ مُجدّدة في شعور العبد ، لا يقع العبد المسلم في دوّامة عقدة الذنب ، بل يتجدّد شعوره بتجددّ زمنه اليومي ، فهذ الراحة الشعورية والإمتنان للحق التوّاب تعيشها مشاعره بعدَ أوبهِ ، وهذه المشاعر الجديدة تسبّب للناّدم بعد شعور الألم .. سعادة ، فيتحقّقُ بُعدٌ من أبعاد الفرح العائد على العبد ، فجدّد يومك بزمنه ومشاعره .

وهذه التوبة والشعور الجديد ، تجعلُ العبدَ في استلذاذٍ شعوريّ خاص ، فتطلبُ روحه استمرار التوبة والاستغفار ،لتحظى بلذائذ مصفوفة الفرح ، فيتوب العبد بكلّ بُعدٍ وشكلٍ فيتوب كلّ متاب .

وهذا ما كان من الجمال الشعوريّ في المقطعِ الخامس .

واضح هذا المقطع .. وبالجمال الذي فيه ينبع ؟

وبذلك .. وبالجمال .. والملامح .

نختم  بالحب أمسية  اطلاق كتاب ملامح الحب الكمالي .. شاكرة بذلك سماحة المؤسس الحكيم  د. هانيبال يوسف حرب .. منبع الجمال في الكلام .. روح الحروف في أسطر الهيام .. وأشكر  القائمين على هذا المهرجان الجميل البديع ..

ومطلقة بين يديكم كتابي .. لتحميل الكتاب إضغط هنا من فضلك : كتاب ملامح الحب الكمالي .


تمت والحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى