بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم لا سهل إلا ماجعلته سهلا
إنك تجعل الحزن إذا شئت سهلاً سهلا
لا تكلنا لأنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك
رحمتك نرجوا .. إن ربك هو الفتاح العليم
سبحان ربي العلي الأعلى الوهاب .. وبعد :
مقدمة :
1- تعريف القيادة :
يمكن تعريف القيادة بأنها عبارة عن قيام الشخص بعملية إقناع لأشخاص آخرين في مجموعة معينة ، ويلعب دور القدوة ، ويكمن دوره وإقناعه للأشخاص من خلال السعي والوصول إلى تحقيق أهداف منشودة ، وحتى تكون القيادة ناجحة يجب أن يتبع الأفراد هذه الطريقة وينفذونها .
2- القيادة اصطلاحاً :
يمكن أن تكون قدرة الشخص أو المجموعة على التأثير أو فرض رأي أو قوانين معينة ليس بالقوة وإنما بالإقناع ، ويكون الهدف منها تحقيق مصالح منشودة وإنجازها .
حتى يتمكن القادة الناجحون من قياس مدى قدرتهم على تحقيق معنى القيادة بشكل صحيح ، يجب أن يحددوا أساليب كيفية ارتباطهم بالآخرين داخل حدود المنظمة أو خارجها .
كما يؤخذ بعين الاعتبار كيفية رؤية القائد لنفسه ومركزه .
3- أهمية القيادة :
– تعتبر القيادة حلقة وصل بين من هم مفكرون يحضرون أهداف وخطط وتصورات مستقبلية .
– تساهم القيادة في صهر جهود العاملين في بوتقة إنجاز الأهداف وتحقيقها .
– تفرض السيطرة على العوائق التي تقف في وجه تحقيق الأهداف والعمل على إيجاد حلول جذرية لها من قِبل المفكرين الذين وضعوا رويئتهم في إنجاح مايسمون له .
– تساعد على تدريب الأفراد والعاملين وتنميتهم وتحفيزهم .
– تحفز قدرات الأفراد ومهاراتهم الإنسانية والعملية .
4- أدوار القيادة :
هناك أدوار متعددة للقيادة ومنها ما يلي :
– القائد معلماً .
– القائد مستشاراً .
– القائد قاضياً .
– القائد متحدثاً باسم .
5- أنواع القيادة :
– القيادة الأوتوقراطية .
– القيادة الديمقراطية .
– القيادة الحرة .
– القيادة الموقفية .
– القيادة التبادلية .
بعد هذه المقدمة البسيطة سنبدأ بخطفة سريعة كيف كانت حياة الشباب في فترة السلف الصالح .. وكيف كانوا من هم أكبر منهم سناً يتولون زمام الدفة فسلم لهم الشباب لما عندهم من وعي وثقة بقادتهم الذين سادوة العالم بعلمهم وعملهم .
يمرّ الإنسان في حياته بعدّة مراحل عمرية بدءاً بالطفولة وإنتهاءاً بمرحلة الشيخوخة ، وتتخلّل تلك الفترات مرحلة عمرية هي الشباب ، وتعرف بأنها الفترة الواقعة بين طفولة الإنسان وبلوغه ، وفيها ينمو جسده وذهنه ، وللشباب دور هام في بناء المجتمع ، لما تتميز به المجتمعات الغنية بالشباب الواعي المتفتح من طاقات تبني وتغير ، الشباب يجمع قوة الجسدية والحكمة العقلية ، وهم يعتبرون العنصر الفعال والأساسي للأمة .
إن الإسلام وهو يضع كثيراً من الأحكام والتوجيهات فإنه ينظر دائما إلى طاقات الشباب وقواه الكامنة ويضع السبل التي تعيين الشباب على تسخير تلك الطاقة في الخير والمعروف وبما يعود عليهم بالفائدة في الدنيا والآخرة تحت إشراف من هم أكبر سناً والشيوخ وأخذ الرأي والنصيحة منهم ، وبذلك الشباب يقدمون الطاقة والجهد والعمل فتكتمل أدوار كل جيل من الأجيال ضمن منظومة اجتماعية قوية تؤدي دروها على أكمل وجه .
يجب أن يعطي الشباب صورة جيدة عن جيلهم ، حيث يحتاج الأطفال والمراهقون إلى المشورة ، والتعلم ، والتشجيع من الشباب ، وذلك من خلال تعليمهم كل جوانب الحياة العامة ، والقيام بتوضيح جميع الأمور حتى يستطيعوا التمييز بين الصواب والخطأ ، والعمل على مساعدتهم على حل المشاكل الاجتماعية ، والتعليمية ، والنفسية ، والعاطفية التي يواجهها المراهقون في الحياة ، حيث إن للشباب دور في تعليم المراهقين يفوق دور المدرسين والآباء .
6- مميزات مرحلة الشباب :
تتميّز مرحلة الشباب عند الإنسان بملامحَ عامة ، وأبرزها :
– توظيف نشاطه وحيويته لما يفضي إلى ماهو خير له .
– العزيمة والإرادة القوية .
– حبّ الاستكشاف والمغامرة .
– الأحلام والطموحات الواقعية .
7- دور الشباب :
الشباب له الأثر في مجال بناء الأمة والرقي بحضارتها في مختلف المجالات ، الأمر الذي جعل منهم قدوة لباقي جيلهم ، حتى بعد انقضاء زمانهم ، وخلد أسمائهم وإنجازاتهم إلى يومنا هذا ، كدلالة على دور الشباب في ازدهار وقوة مجتمعهم ، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من حملوا راية الإسلام مع رسول الله عليه الصلاة والسلام والآل ، فهم كانوا القدوة الحسنة التي اقتدى بها الشباب في زمنهم ومن بعدهم ، فأخذوا الراية عنهم بعلومها وفهومها وفكرها حتى أدق تفاصيلها ، فهي كانت السر خلف نجاح واستمرارهم .
جاء الإسلام ليعلي من قيمة الشّباب ويؤكد عليها ، كما أن النبي عليه الصلاة والسلام كان محاطا بكثير من الصحابة الشباب الذين حملوا على عاتقهم نشر رسالة الإسلام في ربوع المعمورة ، ولقد تجلت أهمية الشباب في توجيهات النبوة حيث وردت كلمة الشباب في الخطاب النبوي في أحاديث تدل على الاهتمام النبوي بهذه الفئة من المجتمع ومنها توجيهه صلّى الله عليه وآله وسلم الشباب بقوله : ” يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ؛ فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنّه له وُجاء ” .
كما أن النبي عليه الصلاة والسلام والآل قد كلف كثيرا من الشباب للقيام بعدد من المهمات الجسام منها تكليفه الصحابي الجليل مصعب بن عمير بأن يكون أول سفير للإسلام ، حيث بعثه إلى المدينة ليعلم أهلها الدين والقرءان الكريم ، كما كلف النبي عليه الصلاة والسلام والآل الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنه بقيادة جيش يتوجه لقتال الروم في الشام وقد كان عمره لم يتجاوز ثمانية عشر عاماً .
8- تطوير وتحسين المجتمع :
تتمثل أهمية الشباب وبتطوير وتحسين المجتمع ، حيث إن للشباب دور في تجديد الوضع الحالي للمجتمع ، وذلك من خلال القيادة ، والابتكارات ، والمهارات ، كما يجب على الشباب أن يحافظوا على ثقافة المجتمع وقيمه .
9- تعزيز الروح المعنوية للشباب في العمل :
تؤثر القيادة في العمل على الموظفين بشكلٍ كبير، حيث أن وجود قيادة جيدة تقلل من الإجهاد والتوتر لدى الموظفين ، وإن القادة اللذين يستمعون إلى موظفيهم ويتفهمون شكواهم وظروفهم ويعملون على تجاوز المشاكل معهم بشكل سلسل يحافظون على موظفيهم لمدى طويل ، وإن الموظف السعيد يكون أداءه في العمل أفضل ، من ناحية أخرى عندما تكون القيادة في مؤسسة ما أو شركة غير جيدة يؤثر ذلك على معنويات ونفسية الموظفين وبالتالي يتوترون في العمل وحتى في حياتهم الخاصة ويشعرون بعدم الراحة .
10- كفاءة الشباب في العمل :
تعتبر القيادة واحدة من أهم الوظائف الإدارية ، حيث تساعد على تحقيق أقصى قدر من الكفاءة في العمل وتحقيق الأهداف التي تم وضعها ، حيث يلعب القائد على تحفيز الفريق والحرص على أنهم يقوموا بأداء وظائفهم على أكمل وجه ؛ بالإضافة لتقديم التوجيه والإشراف اللازم ، وتوفر القيادة جواً من الثقة بين أعضاء الفريق الواحد ، وتعمل القيادة الجيدة أيضاً على توفير بيئة عمل فعالة تساعد على النمو السليم والمستقر للشركة أو المؤسسة .
11- روح الشباب كفريق :
يخلق القائد الناجح مجموعة من العملاء المخلصين للشركة أو المؤسسة التي يقود فريقها ، ويكون ذلك بشكل غير مباشر عادة ؛ حيث أن بناء فريق جيد وجعله مخلص لعمله يجعل الموظفين حريصين على نجاح عملهم وتعاضدهم كيد واحدة يُصيِّب أحدهم الآخر إن أخطأ ويشدوا بعضهم بعضاً ، وبالتالي تحافظ الشركة على سمعتها وتكسب المزيد من عملائها بفضل الاستراتيجية الجيدة للقيادة فيها .
12- تحديد الرؤية المستقبلية :
إحدى أهم سمات القيادة الجيدة هي الرؤية المستقبلية كما ذكرنا سابقاً .. ولكن أضيف هنا وأقول بأن أهم عامل للنجاح هو اتخاذك القدوة الحسنة .. ، القدوة يجب أن تكون نصب عينيك قبل فعل أي شيء، لأنك بلا قدوة كالسفينة بلا شراع تلاطشك أمواج البحر وتذهب بك في عمه البحر .. طبعاً هذا لا ينفي وضع التوقعات والاحتمالات للأحداث مستقبلاً بناءاً على أسس وأحداث علمية صحيحة ومدروسة ؛ ووضع خطط تناسب هذه التوقعات للتصرف بطريقة مناسبة عند حدوثها ، وهذه سمة يتميز بها القائد عن غيره من الأشخاص وتجعله أكثر نجاحاً من غيره ، يستطيع القادة الناجحون جعل المؤسسة التي يعملون بها أكثر ازدهاراً ونجاحاً .
13- من بعض صفات القيادة الناجحة في عصرنا :
يجب على القائد أن يتميز بصفات معينة ، نذكر منها :
1- قوة الشخصية :
يجب على القائد أن يكون مميزاً وقوي الشخصية ، فالقوة تمنحه الإدراك ، ولا يجب أن يكون ذو قحة فينفرون منه المحيط ويحقدون عليه .
2- اللطف والإحتواء :
يجب أن يضع القائد الناجح خصلة اللطف في قائمة أولوياته ، فعليه أن يدرك بأن اللطف مستمد من القوة فيفرض عليه مراعاة مشاعر الآخرين ، والاحتواء يظهر الجانب القوي من شخصيته ومدى قدة استيعابه .
3- الجرأة :
على القائد الناجح أن يكون جريئاً ، وليس شرساً ، حتى يكسب ود من حوله ويتمكن من التأثير عليهم ويكون قدوة لهم ، ويبدأ بعلاج المشكلة قبل وقوعها والتنبؤ بها .
4- الخجل :
الخجل سمة حسنة ، ولكن على القائد ألا يكون خجولاً في مواقف معينة .. مثلاً عند إبراز الحقيقة حتى وإن اضطر لقولها بطريقة مؤلمة .
5- الفخر :
يتوجب على القائد البعد عن الغطرسة ، كما يتوجب عليه إبداء افتخاره تحديثاً بنعمة الله تعالى عليه .. عن طريق النتائج التي يصبوا إليها والإنجازات .
6- الفكر الإيجابي :
تتطلب هذه الصفة من القيادي أن يتحلى بفكر إيجابي ، ليتمكن من توجيه مرؤوسيه وتقديم الحلول المناسبة لتحقيق النجاح .
7- التغيير :
على القائد أن يمتثل لأي تغيير إيجابي يصب في مصلحة أمره ، فالعصر يتطلب التغيير لبعض الأشياء لتمشي مركبه .
8- التواصل :
يجب أن تكون حلقات الوصل بين القادة والمرؤوسين مفتوحة في أي وقت حتى يتمكنوا من إيصال ما لديهم من مشاكل في الوقت المناسب ، لتداركها وايجاد الحلول السريعة المناسبة .
تمت والحمد لله رب العالمين