أسرار ترجمانية

من مدرسة الحب المجددي الكمالي

– عنوان المحاضرة : أسرار ترجمانية

– المحاضر : د. سارة الجعبري

– المحاضرة : نصية

– قدمت في : FG-Group Academy -Turkey

بسم الله الرحمن الرحيم

أهلا بكم جميعاً في أمسية حب خاصة  ..

حيث سنجول في حدائق الحب الكامنة في ترجمان بعض الآيات الكريمة .

نستشف بعضاً من الأسرار الفهوم الترجمانية ( لا شرحاً ولا تفسيراً ) إنما نفحات ترجمانية عبقة :

– من سورة يس :

– (( يس )) :

وجاء النداء .. الى الحبيب ..

يا  سين .. الخطاب  للحبيب .. إلى السين .. فناداه بالسين   ..

حرف رمز إلى الحبيب ..

سين الحب .. الحرف الذي تألق بخصوصية نداء حب ..

فالسين دلالة على رحمة الحبيب للعالمين، ففي الحب رحمة ، وفي الحروف المحبة اختص السين اسما للحبيب المصطفى  رحمة الحبيب تعالى  للعالمين .

فنحن على أعتاب الحب السيني  ..

(( يس )) (( وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ )) (( إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ))

يقسم بدستور الحب الحكيم .. أن حبيبه المصطفى من المحبوبين المرسلين لأجل الحب .

دستور الحب ، الكلام العظيم الذي تصطفّ في معانيه  مصفوفات  وأسرار وفهوم في الحب ، وُصف هذا الدستور هنا بأنه حكيم .

والحكمة هي وضع الشيء المناسب في المكان  المناسب  .

إذا فأنسب كلام  للحب يمكن ان  يقال  هو  في كتاب الحب العظيم  .

أعظم فهوم  في الحب تكون  في الكتاب العظيم  .

أعظم أسرار في الحب تكون في الكتاب العظيم .

وأنسب مرسل ليكون داعيا للحب الحق .. يجب أن  يكون حبيبا بحق .

وبذا أقسم بكتاب الحب وصفته الحكيمية .. بأن الحبيب المصطفى من المرسلين  .

اقسم بأنه محب حقا .. وبذا (( لا يمكن )) للمنكرين أن يشككوا برسالته ..

فهو محب  من المحبين حقا حقا .. ويناسب حقيقة إرساله  للحب  .

ومن قوله ( الحكيم ) : اذا هناك حكمة في كلام الحب ونشره وكل أبعاده .

ومن قوله ( الحكيم ) : نفهم أن من يريد التكلم  بالحب .. يجب أن يكون  محبا .. فتلك  الحكمة .

ومن قوله ( الحكيم ) : نفهم ايضا أن من أذن الله له بنشر الحب وكلامه  وأبعاده .. فهو  ممن  يحبهم الله تعالى .. فتلك الحكمة .

فالسين في الحب ، رحمة حبه المنزلة  بحكمة .

فالسين  إذا  حرف في  كتاب الحب في  كلام الحب ، يدل على  الحكمة الرحمانية  في الحب . 

– (( عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )) :

فبإرسال السين، أرسل الحب بحكمته  ورحمانيته  للعالمين ، فذلك الصراط الحب المستقيم .. طريق حب بحكمة ورحمة .

فإن  قلبا  أحب ، واتسم بالحكمة والرحمة فسلوك مشاعره  نحو  حبيبها .. سلوك قويم .

فإن قلبا أحب الحبيب المصطفى رحمة العالمين ، ويعرف كيف يصيغ مشاعره المناسبة في المكان المناسب ، ويعرف شعور الحب الحقيقي لمن يكون  .

فإن مشاعره نحو الحبيب الأعظم  تسلك صراطا في الحب مستقيم .

وبذا نعلم  أن الوصول إلى حب الرب العظيم ، إنما يتطلب أن  تكون  محبا  لحبيبه رحمة العالمين .  

فحب المصطفى  في حقيقة الحب .. حكمة  .

– (( تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ )) :

وتلك الحقائق في  الحب  إنما  هي تنزيل من الحبيب العزيز الرحيم  .

وبذا فإن الحب الحكيم .. حب كامل ..

يجمع العزة  بالحب ، القهر والقوة التي لا تُغلب ..

 ويجمع الرحمة وما بها من رقة ..

  1. 1. فمن الحكمة في الحب أن تعرف كيف تقهر الأغيار فلا تُغلب مشاعرك لتسللهم، كيف تكون في الحب قويا لا  تغلب.

  2. 2. ويجب أن تكون رحيميا، تحب رحمة العالمين ، وتعيش رحيمية الحب المرسلة على  يديه . 

والجمع  بين الوصفين في الحب .. في الحب  حكمة  .

فذلك هو الحب السيني .. حب بحكمة رحمانية .

 

– من سورة الفتح :

– (( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا )) :

إنا فتحنا لك .. فالحديث الذي نحن على أعتاب أنوار ترجمانه  هو فتح الحب   .

الفتح الذي فُتح  للحبيب صلى الله عليه وآله وسلم فتح الحب في  روحه .

فإن الحب  فتح لسيد البشرية .. فتح فتحا .. فصار بين  يديه وروحه الحب   .

يفتح به  قلوب العباد  فيهتدو رحمة منه تعالى  ..

فبفتح  قلب العبد يرى الحب  ويهتدي إليه  فتكون الحقيقة  بيّنة أمامه .. فالفتح فتح مبين .. وهو عليه السلام  رحمة العالمين  يرحمهم بفتح الحب في ذواتهم .

ففُتح للروح  فأبصرت وذاقت الحب فمررته الى القلب كي يشرق نورا وعشقا .

إنا فتحنا لك الحب .. وفيه فتحنا لك فتحا مبينا  .

فهناك فتوح في الحب يجدها المحب .. فليس الحب  إذا عبارة عن قالب  واحد  نحصل عليه  وحسب، إنما هو فتح وفيه من الفتوح .  

إذا  يمكن أن نجد محبا  لديه من الفتوح  مالم نعرفها سابقا  عند غيره  .

فقد قال فتحا : بالاطلاق وذلك دلالة على  عدم  تقييد الفتح الحاصل بنوع او سعة أو بُعد معين .

ومن  هنا فإن أبعاد الحب  كبيرة واسعة ويمكن ان يُفتح  للمحب منها فتحا . 

وإن  من صفات هذا الفتح في الحب أنه مبين

يبين لك أمرا ..

إذا فهناك حال كشفيّ . 

– (( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا )) :

وفتح الحب لهذه القلوب على يد وروح سيد البشرية صلى الله عليه وآله سلم إنما ليغفر له  ولمن  اتبعه بحب منهم  الذين صار فيهم رقيقة  من  حبه  عليه الصلاة  والسلام ..

ليغفر لهم ما تقدم من  ذنبهم وما تأخر  .

فهو الغفران الذي يحظى  به المحبون ، حيث ان الحب لله عز وجل بصدق  حب يليق به  قلب طاهر عن ذنوبه  وعن مشاعره التائهة التي لم  تكن على  بينة وفتح في الحب   .

وفي قوله ما تقدم وما تأخر .. فإننا نجد أن الغفران  لاجل الحب  المفتوح لهم غفران له سطوة على الزمان  القادم والمتأخر   .

فالحب إذا الذي فتحه  لهم به  فتحا ليغفر  لهم به   ..

حب له  قدرة وسطوة على  عوالم الزمن، فإن حكم حبه تعالى القلب كان له سيطرة على أزمان  هذا العبد  فالحب أعلى من عالم الزمن  .

وحكم الحب هنا حكم تطهير عام .. ما تقدم وما تأخر  .

فتح  الحب للقلب والفتوح الضمنية كان  ليتم  نعمته عليه وعلى من  اتصلت  رقائقه المحبة  بقلبه عليه السلام   .  

فإن الحاصل أن  نعمته ستتم عليهم فهذا الفتح المبين  في الحب وهذه الفتوح التي ستفتح  لهم بالحب من أسرار الحب ومعارفه ومشاهداته وإلى آخره .. من عوالم الحب .. هو متمم  لنعمة الحب عليهم  .

فالفتوح تمام  نعمة الحب  . 

ومن أهمية الفتوح  كذلك  الهداية  إلى  صراط في الحب  مستقيم .

ولم يقل  إلى الصراط المستقيم بل صراط مستقيم  .

بلا  تقييد  معين  فإن في الحب  هناك سبل ..

وفتحه للحب لك ، فالفتوحات المبينة في ذلك ، لتهتدي  إلى  صراطك  في الحب المستقيم .. إلى الطريق والسبيل الذي سيسلك حبك  له عليه .

فلكلّ طريقته في الحب وسبيله في الوصول إلى الحبيب  وكل السبل المستقيمة غايتها الحبيب  تعالى، لكن لكلّ خصوصيته الخاصة في الحب ، لذلك ففي هذه الفتوح يهديك إلى ىصراطك وسبيلك  المستقيم في الحب ، كي تصل إليه  بحب   .

 

– (( وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا )) :

وبالتالي ينصرك على كل  السبل غير المستقيمة ، وعلى  كل حجاب يحول بينك وبين  إيجاد سبيل  مشاعرك المستقيم نحو الحب   .

فإن التمتع بالغفران العام  وتمام النعمة  والسلوك القويم  للمشاعر والحب  فتعرف من  تحب وكيف تحب وتعيش الحب باستقامة  ..

هو نصر من عند الله  تعالى .. نصر عزيز  لا  يغلب .

نصر للروح إذ أحبت  لإن احببت فأنت عزيز بالحب منتصر على حب الدنيا وأوهامها .. لا  تغلبك .

أوَمن  هُدي الى صراط الحب  وغفر  له  غفران  ام .. وتمت  النعمة  عليه   فصار في  الحب  حبيبا وله  خصوصياته .. أويغلب ؟

أويغلب محب محمديّ  يحب الله ؟!

 


تمت والحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى